ها قد هلت علينا الذكرى السنوية العظيمة على قلوب كافة ابناء الجنوب الاحرار لمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي في ذكراها الثانية عشر التي انطلقت من جمعية ردفان في العام 2006م ومن هندسة المناضل المحامي علي هيثم الغريب. الذي سمي بعدها مهندس التصالح والتسامح . وها نحن سنحتفل اليوم السبت الموافق13 يناير 2018م بهذه الذكرى التي وضعت في نفوس ابناء الجنوب الحب والتسامح والتصالح والإخاء وجعلت منهم بنيانا مرصوص وجسدا واحد اذا اصيب عضوا منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وأبناء الجنوب كذلك اذا اصيب جزا من أرجاء المعمورة الجنوبية يتداعى له ابناء الجنوب من كل حدبا وصوب لتخفيف الالم واجتثاث كل معتدي يحاول المساس بعزة وكرامة اي جنوبي على ارضه ووطنه. وقد عمد شعب الجنوب مبدا التصالح والتسامح بالدم واثبت للعالم مرارا وتكرارا انه شعب مسالم يدعو لسلام وشعبا مقاتل لردع الاعتداء وشعبا مناصر يرفع الظلم على من استجارة . وقد كان اول شهداء التصالح والتسامح المناضل الشهيد صالح ابو بكر السيد الذي اغتيل على يد فلول الاحتلال اليمني في العام 2008م في الذكرى السنوية الثانية التي احتضنتها ساحة الهاشمي في 13/1/2008م واصيب معه العديد في المحاولة لفض المهرجان . وتلتها شهداء عدة لتعميد المبدأ التصالحي والتسامحي لابناء الجنوب في كل ذكرى كانت تقام لإحياء هذه المناسبة التي كانت بالنسبة لنظام الاحتلال كابوسا مرعبا يعمل لها الف حساب لادراكة بان وحدة شعب الجنوب ستحول بينه وبين تحقيق اطماعة من نهب ثروات ومقدرات وخيرات الجنوب التي كانوا يعدونها من املاكهم وثرواتهم . وعمد نظام الاحتلال لدس السم بالعسل وحاول تشتيت وتفريق ابناء الجنوب من خلال زراعة الحقد والكراهية من خلال الكروت التي كان نظام الاحتلال يلعب فيها ولكن ابناء الجنوب اكبر من تلك الكروت التي سرعان ما كشفت واحرقت . وشعب الجنوب اكد ذلك المبدأ في الحرب التدميرية على الجنوب في العام 2015م التي قادتها المليشيات الحوثية وقوات صالح التي عاثت في الجنوب تدميرا وخرابا لكل البنا التحتية دون ادنا حق او مبررا لذلك فقد اشتدت السواعد لكل الاطياف الجنوبية السياسية منها والعسكرية والاجتماعية وايضا الدينية وكل شرائح المجتمع الجنوبي شارك بتلك الحرب بل وحتى النساء شاركنا فيها من خلال تقديم الدعم والتغذية وإرسالها للمواقع والجبهات . واليوم وبعد تحرير الاراضي الجنوبية من الاحتلال ومن الغزاة المعتدين بدعم ومساندة قوات التحالف العربي الذي تشكر على ذلك وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة. كما نطالب قيادات الجنوب بالتحرر من العقلية القديمة وعقلية التسلط وحب الذات وتسخير نفوذهم لذواتهم وتنفيذا لرغباتهم وإشباع شهواتهم. ونقول لكل تلك القيادات التاريخ لن يرحم احدا يدون ويكتب كل ما يدور في الجنوب والله ايضا شاهدا على كل افعالكم وان افلتم اليوم من حساب الدنيا لن تنجو من عقاب الله في الاخرة. وأيضا ايها القيادة اعلموا علم اليقين ان شعب الجنوب متوحد ومتماسك كالبنيان المرصوص ولن يثنيه ايا كان عن الهدف الذي رسمه الشهداء والجرحى بالخط العريض بالدماء التي اروت تراب الوطن من المهرة شرقا الى باب المندب غربا. لذلك ندعو كافة القيادة الجنوبية في الداخل والخارج ودول التحالف العربي باحترام رغبة شعب الجنوب وهدفه المتمثل بالتحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب واحترام ارواح الشهداء التي قدمت قرابين من اجله ودماء الجرحى التي سالت ومعانات الاسرى في المعتقلات. واحترام اسر الشهداء وانين وحسرات الايتام والارامل ومد يد العون لهم وتقديرهم ومعالجة الجرحى والاهتمام بهم وباسرهم فالغالبية العظمى منهم يكابدون اصاباتهم بين الاربعة الحيطان. المجد والخلود للشهداء الأبرار الشفاء العاجل للجرحى الابطال والحرية للاسرى الاحرار. ولا نامت اعين الجبناء وسحقا لكل متخاذل ومتامر على قضية شعب الجنوب والشعب قد قرر مصيرة. وما دون ذلك فهو سراب لا يعني شعب الجنوب.