عبدالكريم توفيق هو واحد من الفنانين النادرين في بلادنا، فهو يتصف بصوت جميل بهر مستمعيه وعشاقه بتقديمه الكثير من الاغاني الجميلة على مدى ردح من الزمن، منذ ان بزغ نجمه ساطعاً بصوته الشجي وهو في سن مبكر وذلك في خمسينيات القرن الماضي حين بدأ مشواره الفني في محافظة لحجالحوطةلحج القمندان مسقط رأسه ومنبع ومهد الفن الجميل، ومن روائعه اغنية ابو العيون السود وياقلبي الجريح وبداية الحب نظرة، وله كم غزير من الاغاني الجميلة بصوته العذب الذي امتع به جمهوره وجميع محبيه وارفد مكتبتي اذاعة عدن وتلفزيون عدن بالعديد من تسجيلاته وموروثه الغنائي الجميل. اليوم فناننا الكبير عبدالكريم توفيق طريح الفراش يرقد في مستشفى الجمهورية التعليمي بخورمكسر، عدن، وينتظر ان توليه السلطة، لفته كريمة ودعم سخي ليتمكن من السفر الى جمهورية مصر العربية للعلاج ، لقد فقد الوطن كثير من رموز الفن والادب اللامعين الذين سخروا حياتهم في خدمة الوطن وبعضهم وللاسف الشديد لم تذكره السلطة وهو بامس الحاجة الى دعمها المعنوي والمادي وحين ياتي الاجل تصحى السلطة من سباتها وتشعر بتقصيرها ولكن بعد فوات الاوان . لقد تناقلت احد مواقع التواصل الاجتماعي اشاعة وفاة فناننا القدير عبدالكريم توفيق فقام احد الاصدقاء وهو الاستاذ نبيل عزاني رئيس مركز العزاني للتوثيق الغنائي بالاتصال بنجله طارق الذي كذب الخبر واخبرنا ان والده يتلقى العلاج في المستشفى، وحينها شعر كلا منا بتقصيره تجاه هذه الهامة الفنية فقمنا يوم الاثنين الموافق 15يناير2018م بواجب زيارته في المستشفى والاطمئنان على صحته، وقد اسعدته زيارتنا له وحدثنا حول ضرورة سفره للعلاج وانه في انتظار العون من السلطة وتسهيلها لعملية سفره وعلاجه في مصر، لذا اجدها فرصة سانحة لتوجيه نداء عبر صحيفة عدن الغد الى المسؤولين في وزارة الثقافة وفي الحكومة وعلى راسهم الدكتور احمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الوزراء، والنظر بعين العطف وضمير الواجب الوطني الذي يملي عليهم واجب رعاية وتشجيع المبدعين، والقيام باعطاء التوجيهات في سرعة اتمام اجراءات سفر فناننا المبدع على نفقة الدولة، قبل ان يلامسوا ما شعرنا به من خجل تقصيرنا في زيارته حين بلغتنا الاشاعة بوفاته الكاذبة ويشعروا بالاسف ويواجهوا اللوم الشديد من قبل جمهوره الواسع، على الاهمال والتغافل تجاه احد الهامات الفنية الكبيرة وتركه وهو معلق بحبلي الانتظار والتعاطف اذا لا سمح الله وحدث الاجل، وندعوا ربنا ان يمن عليه بالصحة والسلامة ويعطيه العمر المديد بإذنه تعالى، وان تسارع القيادة وتقدم كرمها في حياته، قبل تكريمها بعد وفاته.