لا يختلف أثنان على أن فيصل علوي ابن بيئته لحج التي لا تخلو كل قرية من قراها الظافرة من فنان ,شاعر ,ملحن ,عازف . لحج ينساب هوى الفن فيها كانسياب نبعها الصافي الات من نهرها "تبن" ومروج رباها البديعة التي تتنوع شذى رياحينها الخضراء كتنوع أصالة الفن فيها فما جبلت عليه نفائس الفن الزراعي ولد طبيعة خلابة ثرية من التنافس الفني وأن جاز التعبير فإن لحج تعتبر من بين حواضر الجنوب تمايز وتفوق في شعرائها وفنانيها وملحنيها إذ لا توجد محافظة تضاهيها في كثرة الفنانين والمبدعين . بن علوي تشرب الفن منذ نعومة أضافره فأستطاع أن يجاري كبار الفنانين الذين ذاع صيتهم في ذاك الزمان ومن ثم بقدرته الهائلة في أجادة العزف واستساغة الألحان قفز إلى إن توج أفضل من يداعب العود وينطقه بأعذب صوت ويطوعه بخفة وسلاسة ليناسب الألحان الصعبة وبتمكنه من العزف طور الحان والحان ولحن قصائد لم يسبقه اليها من كبار الملحنين كان أروع القصائد واجملها للأمير أحمد القمندان والشاعر عبدالله هادي سبيت.....وغيرهم من كبار الشعراء كانت عبارة عن ملاحم خالدة ومنها يانجمة الفجر , يالي تركت الدمع ,يامرحبا بالهاشمي ,ياوليد ياونينوه ,مطر نيسان .......الخ فيصل علوي فنان يمتاز بلونه الخاص الذي عرف به في كل أرجاء الوطن اليمني آنذاك شماله وجنوبه وفي الوطن العربي كلا وأن كانت شهرته خارجيا محدودة فلان تنقلات الفنان كانت قليلة نظرا للإمكانيات التي قيدت الفن في لحج واهملت المبدعين وأدت إلى تقوقعهم إلى هذه اللحظة التي نعيشها . كما أن شعبيته حالت دون أن يغادر أرض الوطن الذي ظل مرتبط به ,فالفنان المبدع صاحب الصوت الاجش يحظى بشعبية غير عادية تربع على قلب الجماهير تربعا لا يضاهيه أحد ,شعبية مكنته من الخلود وارغمته عدم مغادرة بيئته ومحاكاة الواقع فنيا بالحان عذبة زادت من تفوقه واججت حب الجماهير لفنه فمن المستحيل أن يكون احتفاء بدون فيصل ومن المستحيل أن تمر مناسبة دون أن يكون فيصل سادنها وما من قرية من قرى لحج المحيطة بالحوطة إلا وقد كان لفيصل أمسية وحفلا فيها . فيصل علوي رحمه الله شكل استثناء باذخ في الحانه وعزفه المميز على العود فلم يكن العود قبل فيصل بهذه الألحان الخفيفة والاجادة الفائقة ولم يكن أيضا بعده ربما لدهرا من الزمن .