أريد أتحدث عن تلفزيون عدن هذه القناة العريقة ، أول تلفزيون في شبة الجزيرة العربية انطلقت عام 1964م ، قناة سُلبت مكانتها وطُمست هويتها مثلما طمس كل معلم تأريخي في مدينة عدن واليوم ونحن في هذه الأيام العظيمة للثورة المباركة ثورة شباب اليمن الأبطال ، أريد أن أضعكم في الصورة القديمة الجميلة المشرقة لهذه القناة . أكيد ان كل شخص منكم انطبعت في صورته الذهنية صورة هذه القناة حتى وإن كان من مواليد الثمانينات ، واليوم أصبح لا أحد يتابع هذه القناة وهي قناة فضائية ، لا أخفي عليكم بأن الكثير من موظفي هذه القناة لا يتابعونها ، عندما نتسأل عن السبب الذي أدى إلى ذلك سنرى أن طمس تأريخ هذه القناة على مدى واحد وعشرين عاماً هو السبب ، في العزوف عن متابعتها ، النظام في اليمن سعى بكل الطرق إلى قتل وتدمير كل شيء ينبض على أرض مدينة عدن ، منها قناة عدن .
عندما أكملت دراستي في الإعلام ووضعني القدر في قناة عدن لأعمل بها كنت سعيدة جداً لأني سأنظم إلى طاقم العمل في القناة هذه القناة التي كانت بالنسبة إلي قيمة معنوية كبيرة جداً لأني تعلمت عبرها الكثير من القيم من خلال شاشتها الصغير ، لكني تفاجأت بأوضاع هذه القناة قناة لاتملك أستديو مؤهل للنشرات أو البرامج .
عندما تتحرك في أستديو الأخبار تجد نفسك في كل خطوة تصطدم بكابل من الكابلات المرمية على أرض الأستوديو ، مكيفات تبقى معطلة بالأشهر ، كرسي في أستديو الأخبار مكسور وقعت من عليه مذيعة وهي تقرأ النشرة ، أجور المذيعين في القناة لاتساوى نصف مايتقاضاه مذيعي قناة سبأ أو اليمن .
كل ذلك أدى إلى انتقال العديد من المذيعين والفنيين للعمل في قناة سبأ أو اليمن ، مبنى القناة مبنى قديم جدا ، لاتوجد كافتيريا خاصة بالموظفين في القناة نجدهم يأكلون ويشربون في الشمس الساطعة والغبار الكثيف .
الدورات التأهيلية تكاد تكون معدومة في القناة مقارنة بقنوات صنعاء التي تنهال عليهم الدورات الداخلية والخارجية .. هذا هو حال قناة عدن وحال العاملين فيها واليوم ونحن في أيام الثورة ندفع الثمن أضعاف الأضعاف متوقفين عن العمل لان منا من رفض أن يكون بوقاً من أبواق النظام ، ومنا من يستخدموا معه مبدأ تصفية الحسابات . *خاص "عدن الغد" مذيعة بتلفزيون عدن
