الكثير من صنف هؤلاء يتحدث عن حُسن الخُلق ويستخدمون الكلام المعسول في المداهنة ويسكتون عن الباطل وأهله يتعاملون [ نص / نص ] بين الحق والباطل ويزينون الكلام بلا معنى فلا تفهم بما يقصدون لآن كلامهم لا له رأس ولا طرف تستفيد منه وتأخذ منه على معلومة سديدة وإنما يشنون بعبارات بين الحق والباطل ويدلسون لخلط الصدق مع الكذب يحدثك عن أمانة الكلمة والصدق وهو يكذب في أخر كلامه يحدثك عن الأسلوب الحسن في التعامل مع الناس ويوعظك ليحسسك بأنك ليس لك أسلوب لا في الوعظ ولا في النصح بينما هدفه ليس الأسلوب الحسن وإنما يريك يوهمك بأنه صاحب أسلوب حسن وإذا خالطته لا تطيقه من أساليبه الملتوية وجهله المركب وتصرفاته التي لا يشعر بها تخرج على فطرتها بلا أسلوب حسن ولا هم يحزنون ، يتهمك بأنك لست من المحسنين الى الناس ولا تحب المحسنين الى الناس بينما يقصد بأن يبوخك لأنك لا تملك من المال أو الخير لتعطيه وتعطي الناس منه بينما يقصد بالثناء على بعض الفاسدة الذين ينفقون مما يسرقون فيقارنك بهم ليريك بأنهم هم أهل الخير والبذل والعطاء وأنت ليس كذلك لقلة اليد والحاجة ، فيثني عليهم لأنهم يعطوه ويذمك لآنه لم يحصل منك وهكذا هم [ نص / نص ] جعلوا من أنفسهم يقفون بين الحق والباطل [ نص / نص ] يميلون مع من يميل له هواهم وليس يميلون للحق وأهله فمن سايرهم فهو صاحب الأسلوب الحسن والأخلاق الفاضلة والخير والعطاء ومن يصلح داعية حتى لو كان من يميلون له من المنافقين الحزبيين الفاسدين ويقفون ضدك لأنك لا تجيد الأسلوب الحسن ولا تصلح لأن تكون داعية الى الله حسب المواصفات والمقاييس التي تناسب هواهم وميولهم ولهذا يتحدثون عن البر وحسن الخلق بمفهومهم هم وليس بمفهوم الحق فقد قال ابن دقيق العيد في توضيح دقيق لبيان حديث : { البر حسن الخلق } فقال وحسن الخلق هو : 1- الإنصاف في المعاملة ولكن أين هؤلاء من ذلك 2- الرفق في المحاولة وهم يتلونون في هذا. 3- العدل في الأحكام وهم يحكمون على الناس بما يناسب هواهم 4- البذل في الإحسان وأهل الخير عندهم من يسرق فيعطيهم 5- واحتمال الأذى بينما هم يتعمدون التشويه فإن كشفت حالهم لم يتحملوا. فهؤلاء اليوم ينتشرون بين الناس باسم المطاوعة الذين لا يطعيون الله إلا بما تشتهيه أنفسهم وأحزابهم وجماعاتهم [ نص / نص ] وعلى مزاجهم ولهذا سر في طريقك الدعوي والأخلاقي مهما كنت مُقصّر لأنهم لا يهمهم أمر دين ولا دعوة ولا صدق ولا أسلوب ولا أمانة ولا تقوى ولا يهمهم إلا مصلحتهم التي تناسب مزاجهم وهواهم ومن يميل لهواهم وميولهم ولا يُنبئك مثل خبير والله المستعان.