بماذا أعزي أخونا الجنرال أحمد سالم عبيد (عافاه الله) هل أعزيه بأبنائه وفلذات أكباده طارق وسند ونشوان أم أعزيه في نفسه والتضحيات المتواصله الذي طرأت عليه وعلى أٍرته. لا اجد الكلمات التي ترقى إلى مشاهد التضحيات والنكبات التي حملها الجنرال أحمد سالم عبيد والأعباء الثقيلة على كتفه والتي لازالت تدمي فؤاده وعقله وعاطفته. هذا الجنرال الذي ترجل عن حصانه ورمى عصا المارشاليه ووقف طودا ضد الظلم الذي حاق بوطنه (منفردا) وتعلق بالمواطنة وحيا كل من انظم اليه في صيروره العمل الانساني والأخلاقي. احب فيه الكبرياء الوطنيه واحب فيه الغداء واحب فيه الدب والشعر واحب فيه التحدي والجنرال احمد سالم عبيد واجه مصيره قبل رحيل ابناءه وتعرض للاعتقال القسري وزج به في اعتى السجون اليمنية وظل راسه مرفوعا لم يأبه بأي شيء لقد ذاق الأمرين ولم يبالي بشيء وسخر من سجانيه ومعذبيه ومن أرباب الشياطين الذين أمروا ونفذوا اختطافه ولم يفق الا عندما رأى نفسه في عالم أرضي وسرداب يؤتي إليه بالغداء عبر فجوات وانفاق جهنميه لكنه صمد امام جلاديه وخرج بطلا شجاعا وابيا بمساعده كل ابناء الوطن الذين قرروا الوقوف بجانبه حتى اطلاق سراحه.. وكنت قد كتبت مقالا قبل أفراجه بعنوان: متى يظهر دنكتاش لحج ؟ وخرج الدنكتاش اللحجي. وتنفس احباءه الصعداء بأن العقل العسكري الاستراتيجي قد غدا حرا طليقا لم يعد يغريه أيه مزايا او مناصب او امتيازات . لقد انحاز لهذا الوطن المألوم وفقراءه المعدمين ووطنه التي ساءت حالتها ودمرت اركانها الزراعية والأدبية والفنية والتاريخية. بماذا أعزي هذا البطل لا اجد لدي شيئا أهديه بالتعزية سوى ان اقبل جبينه مرات ومرات واضع صورته في قلب كل مواطن حر وأسمه على كل صفحه من صفحات التاريخ واضمه مع شهداء الوطنية الأحياء. واننا في لحج وفي كل مكان نتقبل مع زميلنا الجنرال احمد سالم عبيد التعازي الذي فاقت حملها عليه وانحنى ظهره منها وعلينا تحمل اجزاء منها لتخفيف عبئ الحزان التي ألمت به والتي لم تنقطع عن مارشال الوطن أحمد سالم عبيد . ربنا يكون في عونك ويغفر لموتاكم وان يزيدك هذا الحدث المؤلم قوه وصبر وأباء. وإن لله وإن إليه راجعون