الجنود شطروا بالسكين ضوء القمر والأمهات رمين أغطية الصلوات نم نم في خريف البيت الراجعون من الظلال دفنوك في أسمائهم نم في جناح الطائر المكسور ونم في الصور نم يا حبيبي نم. كان لابد من استهلال يناسب المصاب الكبير الذي ألم بنا وأصابنا بالصدمة حتى اللحظة في واحد من علامات لحج ورموزها من ذوات الحضور الباهر في تأريخها الثري المعاصر.
غيب الموت فجر يوم الاثنين 6 أغسطس الماضي الأستاذ عبد الحميد عبد المجيد البان الشهير ب"الجرمل" إثر معاناة مرضية اشتدت عليه في الأيام الأخيرة بعد تعرضه لانتكاسة صحية نتج عنها إصابته بالشلل النصفي ، و الأستاذ عبد الحميد عبد المجيد فضل البان أو كما عرف وأشتهر بلقب الجرمل في المجتمع اللحجي وغير اللحجي وخاصة في الوسط الرياضي ولهذا اللقب حكاية سأوردها في سياق كتابتي عن هذا الفقيد الكبير الذي تعدت مواهبه ومناقبه وأدواره المشهود له بها على أكثر من صعيد.وفي مقدمتها الصعيد السياسي و التربوي والتعليمي والسياسي ولا يمكن أن نغفل عطاءه في الجانب الرياضي كلاعب كرة قدم من الطراز الرفيع والأنيق بصوته وجولاته في ملاعب كرة القدم وكرة السلة وتنس الطاولة في فترة شبابه و لاحقا ارتباطه بالعمل الاداري وفي أوسع مجالاته التي عرفت بها فقيدنا مبرزا فيها ولا غبار عليه.
ينتمي الفقيد عبد الحميد عبد المجيد فضل البان إلىواحدة من العائلات اللحجية العريقة التي تنتسب إلى قبيلة آل البان التي توجد في بلدة الحمراء الواقعة في مديرية تبن شرق مدينة الحوطة وقد تلقى الراحل تعليمه الأولي في المدرسة المحسنية بمدينة الحوطة وكذلك المتوسط في المدرسة المتوسطة ثم إلتحق بدار المعلمين في مدينة عدن وتخصص في اللغة الإنجليزية التي عاد بعد أن أنهى دراسته النظامية ليكون أحد أبرز معلمي هذه المادة على مستوى محافظة لحج وكبير الموجهين فيها في الإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة لحج وعلى مستوى دولة الجنوب آنذاك إذ تمتع الفقيد بشخصية كاريزمية قوية ومؤثرة جدا وذات حضور إيجابي فاعل سواء بين تلاميذه وطلابه وأيضا زملاءه في مهنة التدريس و بعد ذلك تحمل وبجدارة رئاسة قسم التخطيط والإحصاء بالإدارة العامة ذاتها.
وللفقيد عبد الحميد البان إسهاماته التي لا يستطيع أحد أن يزايد فيها عليه وعلى دوره في الجانب السياسي والثقافي في محافظة لحج من خلال تبنيه الأفكار الثورية التقدمية ذات التوجه اليساري مبكرا ومشاركته في التأسيس لهذا التوجه على المستوى الوطني في. مرحلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني وهو في عمر الشباب وانخراطه في ألمنطات الطلابية والشبابية آنذاك ثم لاحقا في بناء دولة الجنوب وقد تزامن ذلك كله مع بزوغ شهرته ونجوميته جماهيريا في المجال الرياضي الذي بدأه من اللعب في الحارة والمدرسة وفرق اندية الأشبال في لحج ثم مع فريقي نادي شباب المريخ ونادي الشرارة وكان مركزه الرئيسي مركز الدفاع تارة والظهير الأيمن ونتيجة لركلاته القوية جدا ذات المدى البعيد والتسديد المتمكن أطلقت عليه جماهير الكرة لقب الجرمل نسبة إلى نوع من أنواع البنادق القديمة ذات المنشأ الالماني وقد أرتبط به هذا اللقب باقي حياته وبعد اعتزاله لعب كرة القدم.
ومن إسهامات الفقيد رياضيا تحمله قيادة مكتب اتحاد لعبة كرة القدم في لحج لعدة مرات وأيضا عضويته في اللجنة الأوليمبية اليمنية والتي مثلها الفقيد في العديد من المناسبات الداخلية والخارجية.
ومن أهم ما ميز فقيدنا العزيز والغالي الرفيق والتربوي المعلم والأستاذ والكابتن الرياضي المرموق عبد الحميد البان "الجرمل"رحمة الله عليه اهتمامه بالنشاط الاعلامي الرياضي على مستوى الأندية وفرع مكتب وزارة الشباب والرياضة في لحج وتأسيس قسم خاص بالإعلام الرياضي وقد كان لي الشرف بأن تم إختياري وبتزكية منه رحمه الله.
عاش الراحل حياته كما ينبغي على كل المستويات وأعطى حتى وهو في ذروة معاناته ومرضه الأمر الذي جعله يحظى بحب وحرام الجميع داخل لحج وخارجها كان صديق وحبيب الجميع جزاء المحبة التي كانت تتدفق منه للجميع .الذي لابد أنهم يرددون معي في حزن بليغ ويقولون له:
نم ياحبيبي نم نم وتذكر حائط الذكرى وشمس الأغنية نم ياحبيبي نم نم وترقب نجمة الزمن الجديد نم ياحبيبي نم.