الجمعة 19 أبريل 2013 05:29 مساءً الحوطة (( عدن الغد)) خاص أعد المادة للنشر : هشام عطيري : وترجل فارس أخر من فرسان المحروسة بحوطة لحج لينتقل الى الرفيق الاعلي في صمت وهدوءا ودون ضجيج يذكر في ظل النكران والتجاهل لكل ما هو جميل في هذه المدينة التي أنجبت العديد من الشخصيات التي أثرت الحياة الاجتماعية والسياسية وماتوا بصمت ومنهم فقيد الحركة الرياضية والتربوية فضل محمد عامر عنبول الذي انتقلت روحه الى بارئها بتاريخ 17 يناير 2013م . العديد من محبي الفقيد اصدقائة وزملائه قاموا بتنفيذ العديد من الفعاليات والمسابقات الرياضية بذكرى وفاته الأربعين كما صدر كتيب يحكي مسيرة الفقيد الرياضية وذكريات العديد من اصدقائة في مختلف المراحل . تلك الجهود التي بذلت لإنجاح تلك الفعاليات ورائها العديد من الشخصيات الاجتماعية والرياضية يتقدمهم مسئول التوثيق الرياضي الوالد أنور عوض سعيد أطال الله في عمرة الذي كان له الدور الأبرز في إنجاح تلك الفعاليات كعرفان وتقدير لهذه الشخصية التي قدمت للحج ولم تاخد منها شي . في هذا الكتيب الذي تنشر "عدن الغد" جزاء منه لبعض كتبات اصدقائة ومحبيه في الجانب الرياضي مع العديد من الصور تحكي تاريخ امة يجب ان يوثق ليعرف الجيل الحالي تاريخ هولا الرجال . يتحدث الكابتن محمد سالم سويلم عن سيرة الفقيد فضل محمد عامر عنبول فيقول : انه من مواليد 1948 بحوطة لحج تلقى تعليمة الابتدائي والمتوسط في المدرسة المحسنية ومدرسة الحوطة المتوسطة ليكملها في دولة قطر الشقيق بعد حصوله على منحة للدراسة لإكمال المرحلة المتوسطة بتاريخ 1965م . وأضاف سويلم بالقول أثناء تواجده في قطر مارس نشاطه الرياضي وبالذات كرة القدم في نادي التعاون القطري وارتبط بعلاقة حميمة مع الأخ محمد بن همام والذي أصبح بعد ذلك رئيسا للاتحاد الأسيوي لكرة القدم . يقول الكابتن سويلم ان موهبته الفقيد الرياضية بدأت في مدرسة الحوطة المتوسطة لاعبا في كرة القدم وكذا العاب القوى خاصة في فعالية 100 متر و200متر عدو كون الفقيد يتمتع بالسرعة وقوة التحمل كما مثل مدرسة الحوطة المتوسطة في العديد من المسابقات الرياضية وتحديدا كرة القدم وفي ستينيات القرن المنصرم اختير الفقيد لاعبا أساسيا مع منتخب إمارة لحج في عام 1965م في الدورة العربية الخامسة في القاهرة. يختتم سويلم حديثة بالقول ان الفقيد اختير ضمن قائمة المكرمين رياضيا في صنعاء في عام 2004م من قبل وزراه الشباب والرياضية مركزيا لينتقل الى جوار ربة في يوم الخميس الموافق 17 يناير 2013م . ويقول خبير التحكيم محمد صالح عيسى أطال الله في عمرة عن علاقته بالفقيد رياضيا بالقول لقد لعبنا مع بعض ومثلنا منتخب لحج في القاهرة بالدورة العربية لكرة القدم في ملاعب القاهرة ولقد كان المعلم المحترم واللاعب ذو الأخلاق العالية فهوا يحب دائما النكتة عندما نجلس مع بعض. وأضاف عيسى ان المرحوم فضل عامر عنبول مؤدب وحلوق ولم يحب شتم احد من الناس فهوا هادى القلب ومحب لكل من يتحدث معه . وتابع عيسى حديثة بالقول في أخر ايامة تقابلنا في مقهى المفلس ومع قات ودار حديث بيني وبينه عن الرياضة كيف كانت وكيف أصبحت شي مؤسف لنا كلنا فلقد ابتعدنا عن الرياضة والتحكيم فقلت له أين تخزن فقال في البيت فقلت له مثلي وهكذا استدل الستار . ويشير الأخ عبدة سعيد الدبيني انه رغم ما شهدته الحركة الرياضية من معوقات سادت فيها طمس الثرات الثقافي والرياضي للحج إلا ان الفقيد ظل يدعوا الى ممارسة الرياضة ويقول لهم ان لحج لها تاريخ عريق في المجال الرياضي قد سبقت في تاريخها كل دول المنطقة والجزيرة والخليج . مضيفا ان الفقيد فضل عنبول ظل يهدي الشباب ويرشدهم للاهتمام بالرياضة ويشير لهم الكثير من الامور المتعلقة بالرياضة حتى وفاته مبين ان الفقيد كان أول مدرب لأول فريق في دولة قطر في بداية نشوئها وكان يذكرنا بمن كان يدربهم وأصبحوا قادة في دولة قطر . محمد الحاوي من جانبه قال انه بداية السبعينات من القرن الماضي وهم صغار لم تتجاوز أعمارهم العشر سنوات يلعبون كرة القدم في حارة وحيدة احد حارات الحوطة ويتذكر بعض من اللاعبين أمثال الحوت وحسين لشغل واحمد صويلح وأنصاف وناصر ومحمد علي وطلال أمان وزين مخرب وغيرهم . وقال كنا نسمي اللاعبين منا بالعروق والبويري وفضل عامر وخوفو والطنوزة والكثير من نجوم العصر الذهبي للكرة اللحجية في تلك الفترة وكلنا محبي شباب لحج . من جانبه يروي الأديب والكاتب ناصر مشبح ذكرياته مع الفقيد فضل عنبول فيقول عرفته زميلا بالمدرسة المحسنية العبدليه في خمسينيات القرن الماضي ودودا وطيب العشرة مع زملائه . بدأت عنده هواية لعبة كرة القدم مند الصغر حيث كنا نمارس نشاطاتنا الرياضية في ملعب المدرسة المحسنية الذي كان أمام مبنى المدرسة وهي نشاطات إلا صفية متعددة منها الجمباز كرة القدم كرة السلة كرة الطائرة وكان المرحوم يمارس لعبة كرة القدم . ويضيف مشبح مرت السنين وانتقلنا الى المدرسة المتوسطة في "أم القفع " 63م مكثنا بها عام دراسي واحد تقريبا لننتقل بعدها الى مدرسة الحوطة المتوسطة بجوار سوق السمك في العام الدراسي 63-64م واصل الفقيد فضل عامر عنبول دراسته معنا وكان معلمونا من البعثة التعليمية والتربوية لجمهورية السوادن الشقيق . وعن ذكريات مشبح الرياضية عن الفقيد فيقول : نظمت مباراة لكرة القدم بين فريقي الاتحاد الرياضي وشباب لحج قبل المباراة حلف الفقيد فضل يمين بأنه لن يسافر الى قطر إلا إذا هزم فريق الاتحاد اللحجي وكنا زملاء نلعب لفريق المدرسة كفريق واحد لكن كل منا كان له نادي يلعب له و نجوم كرة القدم اللحجية متواجدين في هذه المباراة وانتهت بفوز نادي الاتحاد الرياضي على نادي شباب لحج . ويتابع الأخ ناصر مشبح بقولة كان لدى نادي الاتحاد شاعر كبير يرحمه الله هو مسرور مبروك ومع نادي شباب لحج شاعر أيضا يدعى سالم عبدالله النوبي وصل الخبر الى الشاعر مسرور ان الذي حلف بأنه سوف يهزم فريق الاتحاد بكى بعد نهاية المباراة ولان اليمين هذا يعلم به مسرور مبروك ولن يسافر الفقيد الى قطر للدراسة جاءت قريحة شاعرنا مسرور فكتب الأبيات التالية وأرسلها الى شاعر نادي شباب لحج النوبي وقال : بكى لأنة سيرحل قبل ماربىَّ ولىّ يمنيه هبا وبات مقطوب قطبا فريقنا الاتحاد اوسعة ضربا أعطاه لما حبا قلة تعقل تربىّ فرد الشاعر سالم النوبي بنفس الغافية والوزن قائلا: من الذي حرضك تهاجم الأبطال بالحربا أبطال شباب وفتية صبا يلعبوا الكرة رأسا وركبا هنا حسب مشبح امسك الشاعر مسرور النوبي من الناحية اللغوية فرد علية : الباء حرف جر بعد الحرف لانصبا يانوب فيك الغبا تجهل حروف ألاف با طنبور تعرف وتعرف رقصة الرمبا مشهور في ذا الربىّ بالكنتحة والطرمبا يقول مشبح هنا اغفل على النوبي الشعر ما استطاع ان يرد فال فين المسكينة أي العصا وذهب ليضرب مسرور ولكن حصلت تدخلات واقنعوا النوبي عدد من إدارة نادي الاتحاد اللحجي وذهب الى حارة وحيدة بالمدينة ليكمل السمرة . ويختتم كتاب الأربعين الموثق الرياضي أنور عوض سعيد بحديثة عن الفقيد فيقول : كانت انطلاقة الأولى مع فريق حارة وحيدة وكان يلعب حافي القدمين لأنه لم يدخل نظام استخدام الأحذية الرياضية إلا في عام 61م من قبل الجمعية الرياضية العدنية وظل يلعب مع فريق الحارة لعدة سنوات . عندما تأسس نادي الشرق الرياضي 57م تقريبا التحق لاعبا مع فريق الأشبال وكانت له لقاءات رياضية ضد فريق الحوطة والشيخ عثمان . وقال في الثلث الأخير من عام 59م حصل تغيير في إدارة نادي الشرق مما جعل الآخرين يعترضون على الترشيحات الجديدة لرئاسة النادي فتم إشهار نادي النصر الرياضي برئاسة محسن البعسي والكابتن صالح عبدربة سكرتيرا وفضل عامر قائد للفريق . لقد بداء الفقيد يتألق كثيرا وأصبح لاعبا مميزا في المدرسة ليتم استقطابه لنادي شباب لحج وفي بداية الستينيات تم إشهار نادي السلام الرياضي واختير ضمن التشكيلة الاساسيه للفريق والذي يضم ابرز اللاعبين أمثال عبد السلام مبارك ,حسين صالح , فضل كريشة ياسين السوداني, احمد علي مفتاح , ومجموعة من الشباب. وأشار أنور ان الفقيد اكتسب موهبته الرياضية من خلال الممارسة المستمرة بدا بالمدرسة ونادي النصر ونادي الشعب الرياضي اللحجي ونادي شباب لحج والتي تضم لاعبين جيدين يمتلكون مهارات فنية فردية وجماعية في نادي الشعب أمثال الكبيد, احمد عبدة عطاء, عبدالله عوض, رشاد مشبح, عاصم , اضافة الى اللاعبين المقيدين باسم النادي . ويتابع الأخ أنور حديثة عن الفقيد بالقول : بدعوة من الجامعة العربية لمشاركة منتخب إمارة لحج في الدورة العربية الخامسة عام 65م تم الوقوف أمام تشكيلة المنتخب وكان فضل عامر ضمن التشكيلة وتم إعداد والتجهيز حيث كان الفقيد يجيد اللعب في مركز المؤخرة أي هجوم وأحيانا في مركز الجناح إذا دعت الضرورة وهو سريع وقوي البنية وهداف ولعب كافة المباريات الأربع في القاهرة . ويختتم الأخ أنور عوض سعيد حديثة بالقول ان توقف الفقيد عن ممارسة الرياضة وخاصة كرة القدم ناتج عن ظروف قاهرة منها البعد الجغرافي عن موطنه سلطنة لحج أثناء إبتعاثه للدراسة في قطر والتفرق الكامل للتحصيل العلمي ودراسته العليا في الاتحاد السوفيتي عند عودته تحمل الفقيد العديد من المناصب الادارية في مجال الرياضة .
