لا شك أن المجلس الانتقالي الجنوبي سوف يقود حتمآ إلى بروز واقع سياسي جديد في الجنوب يستدعي إعادة النظر في الرؤى والبرامج السياسية لكافة المنظمات والقوى السياسية في الجنوب بصفة عامة والمقاومة الجنوبية بصفه خاصة كما أن هذا الواقع السياسي الجديد يتطلب أيضاً وبالضرورة تعديلآ في الأطر والهياكل التنظيمية الخاصة به أو إنشاء قوى وتنظيمات سياسية جديدة تنطوي تحت راية المجلس الانتقالي تكون قادرة على حمل أفكار ورؤى تخدم بها القضية الجنوبية مستفيدة من تجربة الماضي البعيد والقريب بإيجابياتها العديدة التي لا تخفى على أحد وسلبياتها التي تجسدت في اختيار شعب الجنوب لفك الارتباط بعد يأسه من إصلاح الحال وفشله في تحقيق الوحدة اليمنية والتي قضت نحبها منذ عام 1994م. يتطلب على المجلس الانتقالي الإقرار بهذه الحقائق لإعادة النظر في الوعاء التنظيمي الحامل لرؤية القضية الجنوبية وبالتالي أبتداع إطار تنظيمي أكثر فعالية وواقعية وديمقراطية بحيث يكون قادرآ على التبشير بهذه الرؤية الجديدة والترويج لها محليآ ودوليآ وصولآ الى وضعها الطبيعي موضع التطبيق الفعلي على الأرض بعد اكتساب التفويض الشعبي والإرادة الشعبية من قبل أبناء الجنوب الشرفاء. اغلب المكونات الجنوبية لا تزال عاجزة عن ممارسة الدور السياسي المطلوب منها وهي لم تتطور لا من حيث رؤاها الفكرية وبرامجها السياسية ولا من حيث هياكلها التنظيمية. نحن اليوم بحاجه الى تعزيز العلاقة مع الأحزاب الأخرى التي تمثل القضية الجنوبية ويشمل الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية وكل أطياف المجتمع الجنوبي الغيورين على وطنهم وفي هذا الصدد نقترح تكوين لجنة دائمة للحوار والتواصل والتنسيق مع جميع القوى والأحزاب والمنظمات الجنوبية على مختلف مسمياتها تحت سقف المجلس الانتقالي بحيث تكون هناك وجهة نظر واحده ومتقاربة نوعآ ما للم الشمل في ما بينهم. نتمنى ولا يصعب على الله منى ان ينجح المجلس الانتقالي ويفضي بالجنوب الى وطن اكثر استقرارا وتطورا يلبي احتياجات الشعب الجنوبي.