قبل عامين تقريباً أشيع أن القيادي السلفي ( مهران القباطي ) اختلف مع االإصلاحي ( علي محسن الأحمر ) في جبهة البقع ، وحينها سمعنا الكثير والكثير عن هذا الخلاف الذي بدأ بزيارة علي محسن الى الجبهة وسعيه لعرقلة تحرير المزيد من المواقع هناك بحسب اتهامات مقربين من القباطي ، بعدها مباشرة قيل لنا أن مهران القباطي سيترك " الجهاد المقدس " في جبهة البقع وسيعود ما أصحابه كلاً الى منطقته ، ويتركون البقع للإصلاح ،وفجأة اكتشفنا أن القباطي قد عسكر في عدن بل بات يمتلك أكبر معسكراتها حيث الجهاد الذي اكتشفنا أنه أكثر تقديساً من ذي قبل ، وكل هذا جاء بعد الخلاف مع الإصلاح ! . اليوم أيضاً وبعد أحداث تعز قرر القائد السلفي ( ابو العباس ) أن يغادر ، ولذات الأسباب ( الخلاف مع الإصلاح ) قرر تركها وترك الجهاد المقدس ، ودعى كل أنصاره لمغادرتها ( مع عائلاتهم ) ، وهنا تبرز ثمة أسئلة حول هذا الحدبالذات ث . لماذا قرر ابو العباس وأتباعه مغادرة تعز نهائياً مع عايلاتهم ؟ الم يكن بالإمكان أن يقعد فيها مع تخليه عن التصدي لطموحات الإصلاح ، إذا ما صدقنا أنخروجه جاء لهذا السبب ؟! ولماذا تخلت الإمارات عن الرجل بهذه السهولة واكتفت في ردها فقط باستضافة الرجل على قناة ابوضبي يشكو للمشاهد الظلم الذي تعرض له هو واتباعه ويشرح لهم أسباب انسحابه من مواقعه ؟! ولماذا يقبل التحالف العربي بأن يسيطر حزب كالإصلاح صاحب التوجه الإخواني ( العدو اللدود لدول التحالف العربي ) على محافظة تعز ذات العمق البشري الأكبر في اليمن ؟! و السؤال الأهم الى أين الوجهة التي ينوي ابو العباس الهجرة إليها ؟! وماذا بعد ؟! تساؤلات مشروعة لا نمتلك الإجابة عن معظمها ، ووحدها الأيام القليلة القادمة من ستكشف لنا ما الذي تخبئه الأقدار لهذا الوطن المكشوف سياسياً المصلوب بغباء قادته والمشنوق بعاطفة أبنائه ، المغلوب على أمره في كل شيء . بحسب منشور الأخ لطفي شطارة ( القيادي في المجلس الإنتقالي) فإن الجنوب يحتضن المهجرين من الشمال الذين هجرهم الحوثيون والإصلاح ! ولا ندرِ هل سيكون ابو العباس أحد " المهجرين " الذبن سيحتضنهم الجنوب ؟! . وهل الرجل الموضوع على لائحة الإرهاب السعودية سيعسكر في عدن او حضرموت او غيرهما من جغرافيا ( التجارب ) كما عسكر قبله القباطي في عدن ، و الذي قيل أنه هاجر من " ساحات الجهاد في البقع " بسبب خلافه مع " المنافقين " هناك لينشئ معسكر ( السي فور ) في عدن لمجاهديه القادمين لتوهم من أرض المعركة ليتحالف مع هؤلاء" المنافقين " في عدن ( حيث القاسم المشترك ) بل وينفذ أجندتهم خسب الطلب !. ليس قصة خروج ابي العباس من تعز وحدها الحدث الأبرز في الأيام القليلة الماضية فهناك زيارة رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني التابع للإصلاح الى حضرموت ، والتي دخلها لاول مرة بعد الحرب كالفاتح ، عبر مطار الريان الذي أغلق في وجه الخضارم وفتح أمام حضرة العقيلي ، الذي ذهب يتحدث فيها بكل ثقة عن " اليمن الإتحادي " الذي سيقاتل اليمنيون من أجله ، والذي سيدشن من حضرموت حسب ما أشار اليه الرجل الذي تم استقباله من المحافظ المحسوب على الإمارات ، وزار القوات المحسوبة عليها أيضا ومثلما أغمضت ابوضبي عينيها عن بسط الإصلاح سيطرته على تعز وطرد حليفها فقد أغمضت عينيها عن " التمدد الاستفزازي " ذات الحزب في حضرموت أيضاً ! . من هذين الحدثين نستنتج ربما أن التسوية السياسية في اليمن قد بدأت فصولها ، وبدأ معها توزيع الجغرافيا على الأطراف الفاعلة " كخطوات فعلية " تسبق مؤتمر جنيف وتكون إحدى ركائز نجاحه ، فتعز قرر لها أن تقسم على إثنين، وقدر لها الا تقبل القسمة على ثلاثة ، ولكل جغرافيا في اليمن المقطعة أوصاله طريقة قسمة خاصة بها ، بحسب المعطيات العسكرية والحذق السياسي والقدرة على المناورة سيكون نصيب كل طرف ، وأي طرف سيظلم فجغرافيا الجنوب هي خير معوض له فهناك شعب مغلوب وقضية يراد لها ان تكون شبه مصلوبة . الحل في الحديدة ! يستميت البعض في وهمه بأن الحل لهذه المعادلة الجاحفة سيكون في التوجه نحو الحديدة ! وهناك سيتم التضحية بالمزيد من الشباب الجنوبي وتقديم دمائهم مجانية بطريقة الدفع الآجل كالعادة . ومثلما تركنا المهرة وحضرموت الوادي ،ومعهما أجزاء من شبوة وغير شبوة تحت سطوة الإحتلال وقواته المتعددة التسميات ، وهرولنا نحو المخا والبقع والحديدة ، والى حيث أرادت دول التحالف أن نهديها الماء الأحمر لخيرة شبابنا فلا ننتظر أن يقوم غيرنا بانتزاعها لنا ولا ننتظر أن تكون من ثقلنا في أي طرح سياسي قادم . لايزال الكثير من قيادات الجنوب يقدم الجنوب كشعب هو الأرخص تٔهدر دماؤه مجاناً في جبهات النخاسة بدراهم معدودات دون أفق واضح ولا مقايضة بل على قاعدة " سنرد الجميل للتحالف ، وقلد الله التحالف بنا. هم وقبيلتهم " ، وهي قاعدة اثبتت فشلها فالتحالف اليوم يتحالف مع المؤتمر الذي ظل يقاتله لسنوات ويستجدي منهم ان يكونوا في صفه بأي مقابل . بينما يتنكر للجنوبيين الذين يجيدون الانبطاح المفرط على عتبات أبو ظبي، والإذعان إلى درجة المهانة على أبوب الرياض.
هكذا إذاً يراد لنا أن نصدق ان الجنوب قادم على طبق من ذهب بهكذا إنبطاح وبهكذا طريقة وبهذه المفارقات أيضاً ! .