سالم بن شعيب من مواليد شبام بمحافظة حضرموت في عام 1943 لديه خمسة من الابناء اربعه ذكور هم صبري وفتحي ومروان وزكريا وبنت واحدة. التحق بالاذاعة المركزية في عدن في اواخر السبعينات من القرن الماضي، عمل في قطاع التعليم في منطقة حطيب بمحافظة شبوة ثم انتقل الى عدن للعمل في مجال التدريس بالمدرسة الغربية بالشيخ عثمان حتى عام 1978م وهو عام الالتحاق باذاعة عدن وهناك تحمل مهام اعداد وتقديم العديد من البرامج السياسية والثقافية والرياضية والاجتماعية توفي رحمه الله يوم الثلاثاء 5 نوفمبر من العام 2005 وشيع إلى مقبرة المنصورة وهي المديرية التي يقع فيها سكنه بعد ان ملك من العمر 62 عاما وسط حضور رسمي وشعبي كبير من محبي وزملاء الفقيد.
العندليب عشق الجماهير
من منا لم يسمع الصوت الرنان من صاحب الحنجرة الفذة العندليب سالم بن شعيب ومن ينسى تسمرنا امام المذياع حلقا حلقا نحرك المؤشر لالتقاط بث اذاعة عدن وصوت الكروان بن شعيب في برنامجه الشهير عالم الرياضة مع سالم بن شعيب الذي كان يذاع في السابعة وخمس وثلاثين دقيقة من صباح ومساء كل يوم جديد في اذاعة عدن ليطل علينا ساردا لنا جميع الاحداث والمجريات الرياضية التي تجري على الساحة بالإضافة الى كونه عين المشاهد لمستمع الإذاعة وهو يحول الصورة الجامدة للتعليق والوصف على مباريات كرة القدم الى صور حية كأنك ترى احداث المباراة امامك وهو يشرح ويفصل بالسهل الممتنع مجريات واطوار المباراة عيانا امام ناظريك سواء في المباريات التي كان يشهدها ملعب الحبيشي بعدن او الملاعب التي تنقل فيها الكروان بن شعيب رغبة في تقديم خدمة للجماهير الرياضية في الارياف التي تنعدم فيها مقومات الحياه العصرية وصارت الاذاعة الصديق والرفيق وبن شعيب بصوته الشجي الانيس لتلك الجماهير التي عشقت صوته وحفظته في ذاكرتها كواحد من ابرز المعلقين الرياضيين الذين لم يستطع احد ملء الفراغ الكبير الذي تركوه في مجال التعليق الرياضي ولم يقتصر بن شعيب في اطلالته الجميلة على المستمعين حصرا على البرامج الرياضية بل تعداه للجوانب الاخرى البرامج المباشرة التي كانت تقدمها الاذاعة في شهر رمضان المبارك كالبث المباشر او فوازير عبر الاثير مع رفاقه المغفور لها بإذن الله نبيلة حمود والعملاقين محمد منصر ولولة محفوظ وتارة يطل علينا بصوته العذب من بوابة السياسة من خلال قراءته لنشرات الاخبار، ولم تكرر اذاعة عدن حتى اللحظة بن شعيب رحمه الله اطلاقا وصار لزاما ان اذاعة عدن خسرت برحيل الكروان القلب النابض لتلك الاذاعة العريقة التي اضحت مسرحا لمن هب ودب وميتة موتا سريريا هي بحاجه لمصل لإنعاشها من غيبوبتها المستمرة بفعل غياب تلك الثلة الرائعة من ذلك الزمن الجميل وقدوم اعلاميين لا يجيدون نطق الكلمات بشكلها الصحيح وصارت مسخرة للصغير قبل الكبير.
رسالة من بن شعيب
مؤخرا حلت الذكرى السابعة لوفاة كروان التعليق سالم بن شعيب ولمن اراد بجد تذكر بن شعيب بعيدا عن الشعارات الزائفة التي لا تجدي نفعا ولا تغيث ملهوفا اقول ولمن لا يروق له الكلام ان بن شعيب نسأل الله له الرحمة والمغفرة ليس في حاجة لتذكره مرة في العام وهو قد اصبح حبيس عمله ونحن سنصير عاجلا ام اجلا الى ما صار اليه.. من يحب ويتذكر بن شعيب نقول له بن شعيب احوج ما يكون الى دعوة صادقة في السجود في ليالي السحر وأنا اوجه رسالتي لكل من يجمع الجهد والوقت والمال في ذكرى وفاته لإقامة مباراة استعراضية او ندوة للتذكير بمناقبه جميل ذلك لكن الاولى ان تجمع تكاليف المباريات والندوات وتهدى لليتامى والمعوزين واهل الحاجة وما اكثرهم في هذا الزمان في مجتمعنا، وتعطى لهم بنية التصدق على روح الفقيد لان الفقيد لا تنفعه تلك المهرجانات بقدر ما تنفعه الدعوات والصدقات وفي الاثر يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابي هريره "اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له".. ولو طل علينا مرة واحدة بن شعيب لطلب منا ذلك. وكذا ينبغي على من يحبه تفقد اهله، فذلك من جزيل الوفاء لأهل الوفاء.
