الفقيد الكبير، الإذاعي والمعلّق الرياضي المتميز، سالم أحمد بن شعيب - رحمة الله عليه - المولود في مدينة شبام - محافظة حضرموت عام 1943م، والمتوفى يوم الثلاثاء ال5 من نوفمبر من العام 2005 م الموافق التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1426 هجرية ؛ عَلَم من الأعلام الإعلامية والرياضية اليمنية البارزة وأحد عمالقة وفرسان إذاعة عدن ، وأبرز وألمع معلق رياضي يمني ، وصاحب الحنجرة الذهبية في التعليق الرياضي ، الذي اجمع عليه جميع عشاق الرياضة عبر أثير اذاعة عدن ،التي كان ينقل من خلالها المباريات ،بأنه الأفضل والأشهر لما تمتع به من اسلوب في كيفية التعليق على المباريات ، وحفر اسمه ونجوميته في مجال الإعلام الرياضي بالجد والاجتهاد ، ونال لقب شيخ المعلقين وكروان التعليق الرياضي الإذاعي المتميّز ، وأحتل شهرة ومكانة كبيرة بين مستمعيه وعشاق تعليقه الرياضي ، ومتابعي برامجه عبر أثير إذاعة عدن. والفقيد بن شعيب عمل في بداية مشواره المهني في قطاع التربية والتعليم في منطقة حطيب بمحافظة شبوة ، ثم انتقل الى عدن للعمل في مجال التدريس بالمدرسة الغربية بالشيخ عثمان حتى عام 1978م، وفي نفس العام التحق بالعمل بإذاعة عدن مذيعاً ، وخلال فترة عمله في الإذاعة قدّم وأعد العديد من البرامج السياسية والثقافية والرياضية والاجتماعية ، والبرامج المباشرة إلى جانب قراءته للتقارير والنشرات الإخبارية ،وعشق العمل الإعلامي الإذاعي ، وتميّز في التعليق الرياضي وإعداد وتقديم البرامج الرياضية .
لقد أبدع وأمتع بن شعيب الجمهور المستمع، ويحسب له أنه أضاف الكثير من التشويق لعالم التعليق الرياضي ، وأتحف عشاق الرياضة اليمنية بالكثير من تعليقاته الجميلة والطريفة ، ودغدغ مشاعر الجماهير الكروية على امتداد الوطن اليمني وخارجه ، وصال وجال في معظم المحافظات اليمنية رغبة وحرصاً منه في تقديم خدمة التعليق الرياضي للجماهير الرياضية التي عشقت صوته وحفظته في ذاكرتها واحداً من ابرز المعلقين الرياضيين الإذاعيين ، وكان رحمه الله العين المشاهدة لمستمعي الإذاعة من عشاق الرياضة فيحوّل الصورة الجامدة للتعليق والوصف على مباريات كرة القدم الى صور حية ،سواء في المباريات التي كان يشهدها ملعب الشهيد الحبيشي بعدن او الملاعب التي تنقّل فيها الكروان بن شعيب في المحافظات اليمنية المختلفة ، .
كما كان الفقيد الكبير المبدع بن شعيب أقرب المعلقين إلى الجماهير الرياضية لتمتعه بإمكانيات ومزايا كالخبرة والمواكبة والصوت إضافة إلى الخبرة الطويلة في عالم كرة القدم ، وكل ذلك أكسبه خلفية ثقافية رياضية أهلته بأن يكون أبرز المعلقين الرياضيين الذي نجحوا في مجال التعليق واكتسبوا شعبية كبيرة في أوساط محبي ومتابعي كرة القدم، وحصد قسطاً وافراً من المحبة والشهرة التي وضعته في مكانة مرموقة في قلوب وعقول وذاكرة محبيه وعشاق صوته وتعليقه الرياضي .. هذه المحبة هي حصيلة أكثر من عقدين من التألق مع الميكرفون، وقبل ذلك السمات الشخصية الإنسانية التي تميّز بها.. ولعل ابرزها التواضع الجم ، وحب الغير ، وروحه المرحة ، وبساطته التي عرف بها .
ويمكن القول إن الإعلامي الكبير والمعلّق الرياضي الشهير الفقيد سالم بن شعيب يعدّ من الإعلاميين المبدعين القلائل الذين تركوا بصمات واضحة في مسار العمل الإذاعي والتعليق الرياضي ، فهو بصوته المميّز كان له إسهامات مشهودة منذ بداية التحاقه بالعمل في إذاعة عدن نهاية السبعينيات ، قارئا لنشرات الأخبار وبرامج مختلفة ، وكرّس جهده لأكثر من عقدين من الزمن للعمل الإذاعي في خدمة الجماهير الرياضية ، ومحبي ومتابعي كرة القدم معلقاً لمباريات كرة القدم ، التي تنقلها إذاعة عدن من الملاعب الرياضية ، وكذا إعداد وتقديم البرامج الرياضية، وعرفته ملاعب كرة القدم اليمنية والعربية ، فمن منا لا يعرف من هو الأثير الرياضي "سالم بن شعيب"؟ ومن منا لم يسمع هذا الصوت الكرواني، وهو يعلّق مطولاً على مباريات كرة القدم في الملاعب اليمنية ، وعبر أثير إذاعة عدن ، أو في الملاعب الخارجية ، مآزراً لفرق اليمن في مشاركاتها خارج الوطن بكل حماس وجديّة ، وحب عظيم.
