لا استطيع أن أتذكر أي من الأغاني الوطنية الجنوبية دون أن أتذكر صوت ألمرشدي, منذ الطفولة لازمني هذا الصوت فعلق في ذاكرتي مخلدا أعذب واشجاء الألحان التي صاغها بصوته المتميز ولكنته الخاصة التي سرعان ما تنسجم أيما انسجام معها فلا تكاد تفارق ذهنك .
انه الإحساس المرهف المتشبع بوطنيه الفنان الذي تشرب الألحان ممزوجة بحبه للوطن فنسجها أغاني ثوريه صدحت بها حنجرته الذهبية في إذاعات عده منها صوت العرب لتلهب مشاعر الجماهير التواقة للحرية ,أيضا في أكثر من امسيه غنائية في هواء الوطن الطلق وهو يزمجر هازئا بالاحتلال ما البا الشعب ضده دون خوف او كلل .
كثيره هي الأناشيد الحماسية الثورية التي هويتها بصوت الخالد ألمرشدي وحركت الماء الآسن الذي فرضه الاحتلال البريطاني على الشعب الجنوبي الناتج عن فرض العزلة الثقافية عليه ومحاصرته كي لا ينفجر في جهة ويستطيع تجميع قواه في خط مناهض له ,وعملاقنا الكبير ممن استطاعوا أن يوصلوا غايتهم ويكسر حاجز العزلة تلك من بين هذه الأناشيد هي أغنيه صوت المذيع بكر التي سمعت قصتها من لسان المؤلف نفسه ومفادها أن شاعر الأغنية كان منفيا في احد الدول المجاورة للعاصمة عدن مزفرا نتيجة لمواقفه ضد الاحتلال منذ بداية الثورة أربع سنوات حتى أتاه خبر تحقيق الاستقلال الناجز عبر الإذاعة صبيحة يوم الاستقلال فنظم أبيات القصيدة :
صوت المذيع بكر يهز بابي مثل الصباح يا طير اعادلي شبابي
ثم يمضي فيها إلى أن يقول : أربع سنين يا طير من الزمان وكثر أنا هنا يا طير من قريتي مزفر.
إلى أخر الأغنية ثم هداها إلى ألمرشدي لتوافق صوته وانسجامه مع أبيات القصيدة حسب كلام شاعر القصيدة .
أيضا من القصائد الجميلة التي يضل صوت ألمرشدي ملازما لها ولا تصلح بغير صوته أغنيه تاج النهار والعديد بل الكثير من الأغاني العاطفية والسياسية التي غناها في مرحله بناء الدولة الوطنية الجنوبية التي تفوقت من حيث مدنيتها عن الدولة الشمالية الجارة وفي ذلك غناء ألمرشدي أغنيه علقت في أذهان الشماليين قبل الجنوبيين ووضحت هوية النظاميين والفارق الشاسع بينهما أنها أغنيه نشوان التي ستضل الأجيال تتذكرها جيل بعد جيل والحقيقة لقد غنا هذه الأغنية فنانون كبار إلا إن حلاوتها وطلاوتها وروحها بصوت ألمرشدي فقط
لك الرحمة فناننا الكبير حزت المجد في حياتك ونلت رضا الجماهير في مماتك.