حقيقة لا أدري كيف أخوض في أمر بعض الفضائيات التي تصر على أن تضع نفسها وصدقيتها ومكانتها وحتى الدولة التي تنتسب إليها في موقع يعفُّ اللسان عن توصيفه أو تسميته، ويحدث هذا عندما تسعى هذه الفضائيات قاصدة إلى أن توصف أو تسمي الأمور بغير مسمياتها، أو عندما تجنح إلى أي عنق الحقائق والوقائع بصورة فجة ومغايرة للكيفية التي حدثت فيها! بالأمس دخلت فضائية أبوظبي حلبة الدجل والتدليس بصورة لا يتوقعها عقل، وهي اختطفت نفس مسار فضائيات ألفنا منها ذلك واعتدناه كفضائية الجزيرة والعربية ومؤخراً البي بي سي وسواهم، مع أننا كنا وحتى وقت قريب نضعهن في رأس قائمة مصادر المعلومات الموضوعية والحيادية وخلافه، ولكن يبدو أن مال القبيلة اليمنية قد فعل فعله، خصوصاً وأن جلّ هذه الفضائيات هي في الأصل منظومات اقتصادية بحتة قبل أن تكون إعلامية صرفة، أو أنها تختط نفس مسار وموقف حكوماتها سواء من هذه الدولة أو تلك أو من هذا الشعب أو ذاك أو في غيرها من القضايا المثارة على وجه المعمورة، وهذا هو الوضع القريب إلى الواقع.
عندما استضافت فضائية أبوظبي – المدعو عبدالله الناخبي – وهو شخص معروف لكل الشارع الجنوبي، واستضافته تحت مسمى الأمين العام للحراك الجنوبي؟! مع أن كل الشارع الجنوبي من أقصاه إلى أقصاه يعرف مطلق المعرفة أن هذا الرجل قد تم اعفائه من هذا المنصب وتوليه المناضل الباسل قاسم عسكر جبران للأمانة العامة للحراك الجنوبي، ولكن لصلافة الرجل ودناءة مسلكه ما أنفك يتمسك بالمسمى، مع أن كل تخريجاته وتصريحاته الإعلامية، بل وممارسته العملية تقف ضد الجنوب والحراك الجنوبي إجمالاً، كما ويعمل بكل صلف ووقاحة في جوقة الجنرال علي محسن الأحمر بمواقفه المعروفة مع الجنوب، والشارع الجنوبي يعرف هذا تماماً!
ولنفترض أن هذا المدعو الناخبي والذي أتحدى أن يظهر نفسه علناً في فعالية جنوبية ويعتلي منصة ويقول أنه الأمين العام للحراك الجنوبي لنفترض أنه قبل على كرامته ونفسه أن يكون مسخاً وتابعاُ في أدنى المراتب – والأمر هو كذلك بالفعل كما تثبت الوقائع – فهل تقبل فضائية ما على أن يمسى أمرئ ما نفسه بمسمى ما أو منصب ما، أو أن يسميه خصوم كيان ما بهذا المسمى لتقبل به وتأخذه وفقاً لذلك ؟! أم أنه من الصعب على فضائية بحجم وإمكانيات فضائية أبوظبي من أن تسأل قائد الحراك الميداني في الجنوب الزعيم المناضل حسن باعوم، أو مكتب الزعيم والرئيس الجنوبي علي سالم البيض في بيروت عن اسم أمين عام الحراك الجنوبي إن أرادت أن تجري حواراً مع هذا الأمين العام؟! هذا إذا افترضنا أنها لا تعرف من هو الأمين العام للحراك الجنوبي؟! أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟! أو أن الخبرة قد أشاروا لها بأن تجري هذا الحوار مع هذا المسخ وبهذا المسمى؟!
وبالمناسبة، خصوصاً وأن الاحتمال الأخير هو الراجح في هذا الحوار غالباً، فإن ذلك يظهر مدى ومستوى الخسيسة والدناءة التي تشبّع مثل هؤلاء، حتى في مثل هذه الظروف التي يلتهب فيها الجنوب وشعبه بدرجة لا مثيل لها، فهم مثل من يقول: (انظروا أيها الجنوبيين كم نحن خسيسين ومشبعين بالدناءة حتى النخاع، بل وسوف نظل نتعامل معكم وفق هذا المنطق!)، وبئس المنطق والمسلك الذي يكرس ويفاقم المزيد من الكراهية والنقمة الجنوبية تجاه هؤلاء وسواهم من الفضائيات التي تجاريهم في أداء يثبت الواقع الجنوبي عدم صدقيته مع كل يوم جديد.
على المستوى الشخصي لا أدري كيف يتسنى لشخص من يافع – سرد حمير – أن يقبل على نفسه كل هذه المهانة والرضوخ والاصطفاف ضد إرادة شعبه وقبيلته وبالقطع قريته وأهله، وأن يقبل على نفسه قلب الحقائق الساطعة التي ارتضت وراءها كل يافع تقريباً وكل الجنوب نظير حفنة دولارات – ريالات، وخصوصاً وهو يدرك ويعي جيداً أن مثل هؤلاء الناس لا يؤتمنون على عهد، ولا يحفظون جميلاً لمن يقدم لهم الجميل، بل سوف يرمونه مثل كرت محروق بعد ان يستخدموه لمثل هذه الأدوار الدنيئة والقذرة، وسوف يقولون له في الختام (مالنا ومالك أنت خدمت بأجرتك واذهب إلى الجحيم لا شأن لنا بمن يبيع نفسه لأجل المال)، وكل الشارع الجنوبي يعرف هذا حق المعرفة... أليس كذلك؟! مقال خاص ل(عدن الغد)