نحلم جميعًا في بناء وطنًا جنوبي مستقل يتحلى بالنظام والقانون لكن عندما نستيقظ نرى الوطن الهادم الملئ بالمشاكل والتعصبات السياسية بالرغم إن الهدف واحد وهو بناء الدولة الجنوبية المعروفة سابقا لكن الأختلاف جعل الوطن بعيداً منا كل البعد ولا يكاد إن يقترب منا، لكن نجد هناك أصناف عديدة من الناس يحملون معهم عددٍ من الطّبول والمزامير لتطّبيل لجهة معينة على أعتبرها إنها ستجني لنا الدولة الجنوبية النائبة، وإياك إن تختلف مع هذا الصنف من المطّبلين حتى في الرأي على شيئاً معين لأنهم يعتبرون الأختلاف معهم جريمة لاتغتفر وتستوجب العقاب الرادع، وسرعان ما يتم تصنيفك إلى إخواني أو داعشي أو حتى نصراني. أو إن تكن مثلهم مزيناً للباطل مقبحاً للحق وتنطوي إلى مكونهم السياسي تجعل من كل فعل تقوم به قيادتهم إنجازًا ومن كل كلمة تتفهم بها حكمة، للأسف الشديد نحن نعاني من وجود هؤلاء القادة التي يشترون ذلك الصنف، إننا بحاجة إلى أشخاص مناسبين في أماكنهم المناسبة لقيام الدولة الجنوبية، ولست أشخاص وليدين الأمس لا يدركون أهمية القضية الجنوبية غير أنهم يدركون مصالحهم الشخصية ومصالح أبناءهم من أجل الدراسة في أضخم الجامعات الأوربية والسكن في أجواء ممطرة بالثلوج، نحن لست بحاجة إلى من يسمون أنفسهم قيادات وهم أتت بهم أجندة خارجية بحجة دعم الدولة الجنوبية وهي تنهب وتدمر الأشياء التي ستقام عليها الدولة. ولنرجع إلى سياق حديثنا إلى أصناف التطّبيل إنهم يمتلكون جيشاً إكتروني كبيرا وجيشاًً في دكك ومقاهي الأسواق يصنعون مستقبلهم وينفخان كروشهم ويملآن جيوبهم ليجيدون النفاق والتزلف، وهم لا يملكون ما يمكن أن يكون نافعًا ومفيدًا لقيام الدولة والترويج لها، سوى الادعاء بأنهم أحرص الناس وأفضل الناس وأخلص الناس للوطن، ولن تجد فيما يطرحونه ما يمكن أن يمثل إضاءة مهمة لقيام الدولة، على العكس من ذلك فإنك ستصاب حتما بالتقزز من شدة النفاق والدجل. وإن أتينا إلى أخلاقهم فالبعض منهما لا يملك الأخلاق ولا أساليب التحاور العقلانية والالتزام بآداب الحوار وأحترم الرأي والرأي الأخر، بمجرد إن لا تتفق معه يتحول الأختلاف في الرأي لدى البعض منهما إلى خلاف شخصي ربما لم يتحدث معك نهائياً ويمسك عليكا شيئاً من الحقد على مر عمرك نتيجة لسوء الفهم وعدم التنشئة الصحيحة على تقبل الرأي والرأي الأخر، ونعرف تماما إن هناك أشخاص لا لهم علاقة بالأحزاب السياسة لا من قريب ولا من بعيد لكن بسبب خلافة في الرأي مع هؤلاء وضعت لهم سمعة وتهمة بأنهم مع الأحزاب السياسية وعلى سبيل المثال حزب الإخوان المسلمين، متى يدرك هؤلاء الناس إن التطّبيل والنفاق والتملق لا يمكن أن تكون أسس بناء وطن جنوبي ذات سيادة.