ومن منا لا يعرف من هم الرجال الذين صنعوا المآثر ولم يجنوا الا النكران والجحود في زمن كزماننا هذا..بعد ان هرولنا وتناسينا صناع فجر النضال والفداء ومن ثم الاستقلال ..نعم هم الشامخون ونحن المتخاذلون. جريا وراء المصالح في حين هؤلاء الإبرار كانوا يجرون وراء الحرية باي ثمن وقد دفعوه غاليا وبئس ما نعاملهم به اليوم إحياء وامواتا. ففي زمن الهرولة كانت قيادات الحزب والدولة والحركة الوطنية قد تهاوت في اغلبها بعد عام تسعين ..بحثا عن بيضة الديك.. وهاهي اليوم تتارجح بين الرياض والدوحة وانقرة وابو ظبي والقاهرة.. وهم اليوم يعتاشوا كيفما كان.. فانتفخت اوداج بعضهم حتى لم نعد نعرفهم في حين المضحين الشرفاء يعيشون الكفاف لكن بكبرياء وعزة وشموخ الجبال الراسيات..لم تهدهم أعاصير الحياة ولا زخرفها الفاني..نعم نعتب ونقسو على قياداتنا التي تركت وتخلت ورمت بالوطن الى براثن الحاجة وأنّى لمحتاج صلب ان يبيع مبادئه ولو بالملايين المدنسة.. هنا وبدون إطالة نشير الى هذا العلم الشامخ الذي علّم وربّى وحمى الفدائيين وكان المرشد الموجه لهم في اصعب مراحل الكفاح المسلح حتى نيل استقلالنا الوطني..وتعرفه احياء عدن وازقتها ورجالها ونساءها ببساطته المعهودة وهو الذي كان اشهر من رئيس دولة بقياس هذا الزمن..فقد ضحى وتحمل عذابات السجون والإصابات القاتلة لكن لم تنهكه ولم تنل من عزيمته ..وهو الذي احتضن عبود رمز الثورة لانه كان هو المفجر للثورة واقلق الانجليز ..فكانت عدن هي حياته ومماته، وتعز هي منطقة مولده ..ولم يكن هذا العملاق الا استاذه الاغر. انه المناضل الجسورعبدالرزاق شائف.. الذي كما نراه اليوم بنفس الهيئة والبساطة..لكن بصحة غير تلك وبكتلة معاناة وامراض لم تلن له قلوب الرفاق ولا الدولة والحكومة ولا حتى الأصدقاء ممن كانوا حواليه سنين طوال. العلم الاشم الاستاذعبد الرزاق شائف اب واخ ورفيق المناضلين بدون زعيق او اشهار اعلامي وهو احد اهم فرسان الاعلام العظام يعيش اليوم عيشة غاندي في محراب سكن متواضع في كريتر ولا يابه لمن اغرتهم الحياة فنسوا عدن ونسوا الشهداء وفضلوا العيش خارج الوطن الذي عزز حريته بالدم الفوار ليهبط أولئك الى الدرك الاسفل من العيش الرخيص ..ويالبؤس العيش المتالك في ارض غير ارضنا. عبد الرزاق شائف لا يحتاج لكلام مبتسر منا ،فهو هامة وطن والوطن به يشمخ واحق بتخليده وصون حياته الغالية.. لكننا نشير الى الاوفياء ممن تملكتهم الانسانية والشهامة والوفاء. ولم يعد للرجل بعد وفاة ابنه سنده الدكتور الشاب مراد رحمة الله عليه..الا الأوفياء وهم قلة لكنهم بكثرة وعزة وطن اسمه عدن.. الاستاذ شائف وهو الذي اعتزل الناس وعاش وحيدا بعد فقدان شريكة حياته ايضا ..علم بحاله من يحبه ويتابع اخباره ولم يغفل عنه الا لامور قاهرة..وقد زاره بالأمس القريب ثلة من الرفاق الأوفياء والمخلقين..وعلى رأسهم الاخوة المناضل حمد قاسم عبدالله ورفيقه في الكفاح المساح المناضل صالح السقاف والرفيق المناضل اشرف علي محمد. وتلمسوا حاله واطمئنوا على صحته..واليوم وبعد تلك الزيارة كانت ايقونة عدن والتربية والاناقة والكياسة الاستاذة نجلاء شمسان قد زارت استاذنا في منزله وهي والله امرأة بمئات الرجال وتتفوق عليهم مذ عرفتهاعام1975م مديرة لأول روضة اطفال في الشيخ عثمان وكانت من اللياقة المعهودة بها اهلا للواجب على مر حياتها الزاخرة بالعطاء والوفاء.. وتتجلى الصورة باهيه زاهية بوجود وجوه وفية ارتأت ان ترد الوفاء لشخص كريم عفيف نظيف اليدين والعقل والفكر ولم تلطخه الحاجة والعوز وكان بإمكانه ان يكون فوق وصف الحاجة لو نزعته نفسه للارتماء.. وهيهات له وأمثاله الا العفاف والكفاف والاخلاق المخلدة للكبار.. اكبرناك استاذنا وزاد من ذلك ان كان الاوفياء من ذكرناهم وربما نسينا احدهم فليعذرنا..ويكفي ان مؤسس اول روضة اطفال في عدن الاستادة الرائدة نجلاء شمسان التي اقترن اسمها مع إنشاء اول روضة للاطفال في الشيخ عثمان ..روضة اروى ايام الرئيس الشهيد سالمين رحمة الله عليه ..يكفينا ان تكون اختنا وزميلتنا هي التي قامت بما لم نقم به نحن و لربما مشاغلنا إعاقتنا ولا عذر لنا في تقصيرنا ابدا..الا صفحك عنا استاذنا عبدالرزاق شائف..فانت علم مهما تناسوك ..والتاريخ سينصفك في حين لن يشير الى المتهافتين..ابدا سلام عليك ايها النقي نقاء سماء عدن وصاحب القلب الاخضر ..خضرة مساحات اليمن السعيد. وشكرا نجلاء شمسان نصير الحق ورائدة الخير في زمن النكوص..وان الغد بالتأكيد افضل.