صار من السهل أن يتم التباهي بعرض صور الفقراء والمعوزين من الناس علئ مواقع التواصل الإجتماعي بل وعرضها علئ القنوات الفضائية ، كأنجاز لموسسة معينة أثناء توزيع المساعدات المالية أو غيرها، نشر صور او مقاطع توثيقية للفقراء أثناء تسليمهم التبرعات المالية ، علئ نطاق واسع وعبر قنوات متلفزة أمر مخزي وكارثة أخلاقية وانتهاك صارخ لكرامة الإنسان ، والتي يتم فيها امتهان الفقر والعوز والحالة المعيشية الصعبة للمواطنين.. قد يتحجج الكثيرين ممن يقومون بهذه الأعمال كجمع التبرعات المالية من المؤسسات أو رجال الخير والإحسان وتقديمها للفقراء بحجة المصداقية وحث أهل الخير وتحفيزهم لبذل المزيد من العطاء ، في هذه الحالة كان بإمكانكم بتوثيق المساعدات ونشرها علئ نطاق ضيق أو باخفاء وجوه الفقراء وارسالها للداعمين فقط بعد استئذان من تقوم بتصويرهم ، أو بأي طريقة اخرئ للحد من استغلال حالة الفقير وحاجته وعدم امتهانها كسلعة رخيصة ربما لولا العوز الذي حل به لما وقف عاجز أمام الكاميرا .. قال تعالئ ( قولٌ معروفٌ ومغفرةٌ خيرٌ من صدقة ٍ يتبعها أذئ ) فالاصل في الصدقات أن تساعد الفقير المحتاج الذي انهكته الحياة ووقف عاجزا عن سد حاجته ومن يعول ، لا للتشهير به والاستخفاف بمشاعره أو جرح كرامته.. الأمر الذي ارغمني على كتابة هذه الرسالة لمن يهمة الامر ، عند مشاهدتي لأحد فقرات قناة السعيدة بعنوان " تراحموا " اعجبني العنوان الجميل في الإعلان قبل مشاهدة المواد المعروضة ووقفت منتضراً بكل شوق للفقرة التي حملت عنوان "تراحموا" التي نحن في امس الحاجة لها في واقعنا المعاصر .. الفقرة من اعداد وتقديم ( عبدالملك السماوي) أفتتح الفقرة بمقدمة رائعة وجميلة جدا ، ولكن في تفاصيل (الفقرة) انتابني شعور غريب عندما رأيت الامتهان القذر والانحطاط الأخلاقي الذي يتنافى مع التعاليم الإسلامية والأخلاق النبيلة ، في التشهير والمجاهره بالفقراء والدخول في تفاصيلهم الخاصة وتصوير حتئ مضاجع نومهم وتوثيق مخزي لكل التفاصيل التي أسقطت كرامة الإنسان مع انتفاء الحاجة لذلك ، كل ذلك لأجل تسليمه مبلغ وقدرة ( عشرون ألف ريال يمني) هل التشهير بالمحتاجين أمر سهل لأجل استعطاف الداعمين وأهل الخير ؟!! يجب محاربة هذه الظاهرة، فالعوز والفقر ليسوا للعرض والامتهان لتلميع مؤسسات ومقدميها !! نعم هناك أسر فقيرة وهم في أمس الحاجة لمد يد العون والمساعدة ولكن لا يجب أن يهانوا حتئ يحصلوا عليها .