اي كانت الظروف تستطيع ان تلاحظ بوضوح مشاريع الدولة التي يتنباها الجنوبيون..وتتبدى لك حقائق ساطعة حول اصرار وصدق ملامح الدولة وكيف ينبغي ان تكون.. المصيبة ان كثير من اخواننا الجنوبيون يذهبون بعيدا عن اي بناء حقيقي لدوله قادمه.. هناك نيات واضحه وتركيز واضح على عسكرة الحياه بشكل غير عادل ولا منصف ولا توجد في اي ثناياه مشروع دوله ..
في السلم وفي الحرب وفي الازمات وفي المحن تلحظ بوضوح كيف هي عقول الدوله الناجحة.. فتجد حراكا واسعا وتقسيم الاعمال.. مجموعات متخصصه تذهب لترتيب واصلاح خدمات الناس.. ومجموعات اخرى متخصصه في العمل البنكي والاشراف على عملية المرتبات والايرادات وتحسين المدخولات..
ومجموعات تذهب لاصلاح الطرقات المكسره والمهشمه والتي صارت مثل صخور مفروشه على الارض..
ومجموعات اخرى سياسيه تذهب للترتيب مع الفرقاء والاحزاب والنشطاء ومنظمات المجتمع المدني والتحاور مع العالم والدول والسفراء والدبلماسيين وتبادل التناصح وقبول الجميع تحت دوله حقيقية..
ومجموعات عسكرية بحته تختص بالدفاع عن الارض والذهاب للجبهات وتقوم بمهامها.. ومجموعات امنيه وشرطه عسكريه ومخابرات وحماية حقوق الناس ومحاسبة ووقف ناهبي الاراضي.
الدوله مشروع كبير يتقسم الى برامج ومجموعات وخبراء ومتخصصين واعمال وورش عمل حقيقيه..
غير معقول ان يتم اختزال عمل الدوله في بندق وعسكري وشاص وحروب وزوامل ورفع اعلام الدولة ومنابر للخطابه فيما الدوله محطمه اقتصاديا وتنمويا وخدماتيا وتدهور فاضح في الكهربا ومطالب الناس واظطراب العمله وارتباك فى العمل البنكي..
قلنا لهم الف مره وتناصحنا معهم اعملوا دوله ترعى مصالح الناس وفرو العلاجات والبرامج الصحية لمواجهة الاوبئة التي تعصف بالناس..قلنا لهم احكموا وقرروا وصلحوا ولن يعترض عليكم احد وسنكون كلنا معكم وسندعمكم وسنصفق لكم وسنقول للعالم هذه هي دولتنا الرائعة التي نقلت الناس نقله انتقاليه من المآسي والفوضى الى وضع جديد اسعد الجميع..
سنقول للعالم والداعمين تبا لكم لقد تركتونا لوحدنا وسط المآسي وهاهي الان دولتنا تحلق في السماء..
لكن المؤسف ان كل مايشاهده ويلمسه الناس هو جماعات وزوامل وتواصل اجتناعي وزعيق ونعيق وقيق فيما الناس يموتون في منازلهم في اليوم الف مره...
اما تصنعوا للناس دولة مثلما وعدتوهم او حينها ستكونون كاذبين وغير نافعين لقيادة دولة واصلاح قضايا الناس..
كونوا دولة..اجعلوا الناس والعالم يؤشرون لكم بالبنان انكم رجال دولة.. فعمل الدولة لا تعمل فيه العصابات المسلحة بطريقه فوضويه. الدولة هي الدولة..