يجتمعون ويفتتحون حفل الإنتصار العظيم بقراءة سورة الفاتحة وقل اعوذ برب الناس..يصعد أخينا المنبر يتحدث عن التغيير ورعاية الإنسان والرخاء فيقول: لقد اقسمنا بإن قضايا الناس غايتنا وخدمتهم هدفنا وكرامتهم ميثاقنا ووقف الظلم عقيدتنا وبناء دولة مؤسسات ونظام سيكون نهجنا. تبتهج القاعة بالتصفيق والحماس وتقرع الطبول وتردد الجماهير شعارات وزوامل وافراح واعياد وابتهالات الانتصار.. تنقطع الكهرباء ويلف الظلام كل اركان القاعه فيرتفع تصفيق الحشود. يدخل احدهم يهمس في إذن اخينا ثم ينهض ويلوح للجماهير الثورية ويغادر ويتركهم يرقصوا ويصفقوا محاطين بالظلام. لقد تم حجز تذاكر السفر له ولمرافقيه وعليه المغادرة خارج الوطن للمشاركة في ( مؤتمر الثورة والخبز والأوطان ) يتجه للمطار يصعد سلم الطائرة يسلم على المضيفة الجميلة ويمنحها إكرامية عابره ثم تقلع الطائرة. من النافذة يلقي نظره على البلد فيشاهد الظلام يلف اركان وزوايا المدينة والطرقات مخربه وطوابير للوقود والغاز وفصائل مسلحه تصول وتجول إرجاء المدينة وجماهير الثورة تتدافع وتغادر قاعة الاحتفال وهم يصفقون ويرقصون. يبتسم اخينا فيقول لرفيقه ياه ما اجمل مدينتي والظلام يلفها انظر انظر كأنها عروس في غاية الجمال.. اين الشعراء اين المبدعين ويضحك بنشوة غامره. ياخذ جواله يتصل بعائلته وأولاده وأقاربه بأوربا يطمئن عليهم فيخبرهم ان المحاسب سيصل لهم بعد لحظات فليطلبوا مايريدو.. ثم يودعهم. يعود يتفحص عالم المال والصرف في جواله فتاتي المضيفة تقول استاذي شاشة العرض جاهزة ماذا تحب ان تشاهد..؟؟ وبدون مبالاه او يرفع رأسه نحوها وبأشاره سريعة بيده يقول لها : ( أي فيلم او مسرحيه طريفة عن الجماهير والثورات..) انتهى