هناك من هم على قدر كبير من العلم والثقافة والنضال في ساحتنا الجنوبية وهناك من هم أقل منهم في ذلك.. ولذلك ليس كل من يحمل رصيد نضالي أو يعتلي منصب أويحمل شهادات عليا جدير بفهم التفريق بين فهم المعارضة والاصطفاف.! الحرك السلمي الجنوبي ليس حزبا ينضم إليه الشعب ببطائق عضوية ليتم تنقيته أو تحديد مواقف الأعضاء فيه وتوحيد خطابهم. بل ثورة مفتوحة للجميع ولذلك الكل ينتمي للحراك وبأسمه يتحدث ويزعم أنه الوطني وغيره بائع للجنوب وهكذا....! المقياس.. كيف يتعاطى من ينتمون للحراك مع مايجري في بلدهم ومع قضية الجنوب ومع بعضهم بعيدا عن التشدد والتطرف يسارا أو يمين أو الاصطفاف الغلط..؟! البعض كان متشدد في بداية الحراك وكنا نقول لمن نلتقي بهم أو نكتب لهم عبر الصحف الأهلية الصادرة في عدنوصنعاء ..ان التشدد لن يخدم الجنوب ولابد من المرونة في الخطاب مع الشمال لأن الجنوب قضيته مع شلل حكمت ( صنعاء بالتجهيل وتزييف الواقع) وليس مع شعب أغلبه لم يكن في السلطة وان اظهر تمسكه بالوحدة ورفض خيارات الجنوب بما فيها الفدرالية فذاك بسبب التجهيل للشعب وعدم فهمهم لقضية الجنوب. نلتقي في عدن بالعديد من الشخصيات المناضلة ونتابع كتابات البعض من الخارج أو ممن ليسوا في عدن. هناك من هو على حق في معارضته للسلبيات التي نعيشها في عدن والتدهور الحاصل في قيم التسامح والتصالح والعبث بالنظام والقانون والفشل الإداري وظهور تيارات وشخصيات برزت بسبب الحرب أو دعم الخارج لها ونسوا أو تناسوا دور طلائع الحراك والكثير من الشخصيات المتعلمة الذين مازالوا في ثبات موقفهم وعقلانتيهم فهولاء شرائح ونخب جنوبية من المؤسف ان يتم تغيب دورهم وتجاهلهم لان ذلك خسران للجنوب وليس لهم شخصيا فهم ينتقدون الأخطاء بهدف تصحيحها واصلاح وضع الجنوب بدلا من السير خلف تلك الأخطاء واذا اختلفوا مع الانتقالي لن يختلفون مع الجنوب. وهناك من لايضع فرقا بين معارضة المجلس الانتقالي ومعارضته للجنوب..فهم بسبب الخلاف مع الانتقالي والإمارات يصطفون ضد كل عمل يقوم به الانتقالي ولو كان لصالح الجنوب أو شي منه يخدم الجنوب.. وشعارهم تعالوا نسقط الانتقالي وبعدها نصطف جنوبا ضد من نصطف معهم اليوم من خصوم الانتقالي وهذه معادلة لاتبني وطن بل تدمره وتجعله يعيش في صراع.! لذلك كان العقل ان نميز بين معارضتنا لاخطاء الانتقالي واي قيادي فيه وبين الدعوة لاسقاط الانتقالي والسخرية من كل فعل يفعله بهدف اظهار فشل الانتقالي.. لان اسقاط الانتتقالي يعني انكم الجميع ستسقطون بعده وهذا الواقع. فمهما كانت نواقص الانتقالي فيمكن الصبر عليها والسعي لنصحيحها ففيهم شخصيات تتفهم تلك المعارضة لهم وتريد التطوير للعمل وفيهم من لايقبل بأي النصح.. فمثلما كنا قبل 2017 نبحث عن كيان سياسي موحد ولم نستطع تأسيسه وعلى الرغم من معارضتنا للنواقص في عمل الانتتقالي ورفضنا للخصومة مع الرئيس هادي منذو بيان 4 مايو من أجل وحدة الجنوب كنا ممن يدعون لتطويره وعدم اسقاطه والحفاظ على الانتقالي كمكسب وطني يمكن العمل من خلاله وانه سيأتي اليوم الذي يتصالح فيه الرئيس هادي وقيادة الانتقالي وهذا ما حدث بالفعل. وفي المقابل كان المنطق يتحتم على المجلس الانتقالي ان لايصنفوا كل من اصطف ضد الأخطاء الموجودة أو بسبب الظلم والتهميش الذي طال البعض أو استفراد الانتقالي بخطاب التمثيل الجنوبي كخصموم للجنوب بل يعملون على تجسيد وحدة الجنوب بالحوار والتمثيل الوطني لكل المحافظات حتى ضمن الوفد الرسمي المشارك في التفاوض بالرياض بحيث يشركون معهم شخصيات من خارج الانتقالي ليظهروا وحدة الكل وهذا ليس مستحيل ولنا في تجربة الطرف الآخر في صنعاء بقيادة الحوثي فائدة فليس عيبا ان يستفسد المرء من غيره..حيث شكلوا وفدهم الوطني من كل القوى في صنعاء وتزعموه.. وهذا ماكان يحصل حتى في حوارات المعارضة في صنعاء قبل 2011م..كان هناك نوعا من التنوع في قيادة اللقاء المُشترك مع علمنا ان الثقل للإصلاح ولكنهم قدموا محمد سالم باسندوه في رئاسة الحوار وهو مؤتمري.. وبالله التوفيق علي بن شنظور 26 يوليو 2020م