الجنوب العربي ليس غريبا على ردهات الأممالمتحدة، حيث بدأت علاقة هيئة الأممالمتحدة السياسية والقانونية مع الجنوب العربي وذلك بإصدار مجلس الامن التابع للامم المتحدة في بداية الستينات قراراته بحق الجنوب العربي في الحرية والاستقلال ودعا الاحتلال البريطاني حينها لتسليم الاستقلال لشعب الجنوب العربي وتم الاستقلال واعلان دولته بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة A/RES/2310(XXII) المؤرخ في 14 ديسمبر 1967م، أصبحت هذه الجمهورية عضواً في هذه المنظمة الدولية العالمية. الا ان العلاقة بين الجنوب العربي من جهة والأممالمتحدة من جهة أخرى شابها التوتر وعدم الثقة بدات في عام 1994. فالأممالمتحدة تملك تاريخ طويل من الفشل باليمن يعود الى الأزمة 1994. عندما فشل مجلس الامن في وقف الحرب على الجنوب، عندما عقد مجلس الأمن للأمم المتحدة اجتماعاته أثناء حرب صيف 1994م على الجنوب وأصدر قراريه رقم 924 لعام 1994م ورقم 931 لعام 1994م تحت عنوان “الحالة اليمنية”. وفشل في تطبيقها على أرض الواقع كذلك من خلال فشل ممثلي الأممالمتحدة، ابتدءاً من الاخضر الابراهيمي الذي عجز في مهمته وانتهت حرب 94 بانتصار دولة الشمال واحتلال الجنوب وفرض الوحدة اليمنية بالقوة بعد الانقلاب على اتفاقياتها السلمية، وانتهاءً بمارتن جريفث الذي مازال يدور في حلقة مفرغة لن ينتهي منها. ومن هذا المنطلق وجب على ابناء الجنوب العربي وقيادته السياسية التوجه إلى الأممالمتحدة بطلب الاعتراف بدولة الجنوب العربي أو ما كان يسمى ب (ج.ي.د.ش) حتى 22 مايو 1990م وذلك كمخرجا وملاذا قد يسعفهم في الخروج من مأزق اليمن، فضلا عما قد يحققه من إعادة لوضع ومكانة واعتبار لقضية شعب الجنوب على الصعيد الدولي واستعادة الوضع الدولي المستقل لدولتنا الوطنية الجنوب العربي . ورغم سلامة هذا التوجه، نشير إلى أن العودة بقضية شعب الجنوب إلى هيئة الأممالمتحدة ما كان لها، من وجهة نظري، أن اتصل الى اروقة الاممالمتحدة الا من خلال التخلص من ابناء الجنوب الذي يقفون في اروقة الاممالمتحدة امام قضية شعب الجنوب العربي. ففي المقر الدائم للامم المتحدة في نيويورك والمقر الاوربي في جنيف يقف ابناء جنوبيون امام قضية شعب الجنوب. هؤلا الجنوبين أخذوا على عاتقهم مهمة تلفيق الأكاذيب بحق قضية شعب الجنوب بهدف تشوية صورة القضية الجنوبية وتقديم صورة مزورة للعالم وتضليل الرأي العالمي. وأخيراً .. نقول إن من المتعارف عليه في الأنظمة، أن يتواجد لها مندوبين في الأممالمتحدة يدافعوا عنها وعن سياستها بل لا بد أن يجيدون المراوغة والكذب ، ويتميزوا بسرعتهم في التدليس وتزييف الحقائق. وابناء الجنوب في الاممالمتحدة أهل لهذا المنصب. ولكن نقول لهم إن شعب الجنوب لن ينسى هذه المواقف وهي محفورة في ذاكرة كل جنوبي.