هناك أشياء عديدة تشد الانتباه في الشخصية الهستيرية مما يجعل التعامل وفهمها مهم للغاية؛ نحن نتعامل مع تصرفات هستيرية عديدة إلا أن تصور العامة من الناس عن الشخصية الهستيرية مختلف كليا عن التصور العلمي الخاضع للبحث والدراسة النفسية في مجتمع معين؛ يضن كثير من الناس أن الشخصية الهستيرية تعاني من ضعف كبير بالعقل وأنها شخصية مؤذية كثيرة المشاكل والتصرفات التي تقود إلى التصادم والسب والشتم والانهاك العقلي وهكذا،إلا أن الأمر مغاير تماما لهذه الصورة. *والآن لنتعرف معا على الشخصية الهستيرية* من هو الشخص الهستيري؟ الشخص الهستيري هو شخص متعدد المعارف،سريع التعرف على الأصدقاء من حوله،ويحب الاختلاط مع الأخرين، إلا أنه يتميز بعدم الثبات على صديق واحد فتراه دائما يسعى لتغيير الأصدقاء من حوله، ومع أن علاقات الشخص الهستيري متعددة وكثيرة إلا أنها تفتقر للعمق والمحبة فهو لا يحب غيره وموصوف بالأنانية، وأغلب علاقاته سطحية،إلا أنه يشعر صاحبه بأنه يحبه وأنه مستعد للتضحية من أجله وهذا سببه عواطفه الغير مستقرة،وفعلا هو يعني ما يقوله من الكلام وهذا يجعل السامع يشعر بالراحة تجاهه إلا أنه سريعا ما يغير عواطفه باتجاه آخر وبشكل آخر قد يكون تصادميا معك وتصاب بالذهول من تصرفاته المعادية لك؛ هل قابلت شخصا بهذه الطبيعة في حياتك؟ إن حدث لك موقغ كهذا فأنت بالتاكيد تتعامل مع شخص هستيري، وكان الأحرى بك معرفة شخصيته قبل التعامل معه؛ فالشخص الهستيري مهما بدأ لك لطيفا إلا أنه لا يعتمد عليه البثة؛ الشخص الهستيري مؤثر بالحياة من حوله ويهتم كثيرا بالناس من حوله ويحب سماع أخبارهم وأخبار العالم كله لو أمكنه ذلك وهذا شيء جيد إلا أن المشكلة تكمن في أن قراراته بعد هذا الجمع الكبير لا تخضع للعقلانية ولا الموضوعية بل للمزاجية، وهل يجعل الحوار معه ومناقشته بلا فائدة ويجعله خبيثا وماكرا وخطرا في أحيان أخرى، فقد يسمع منك الكثير ويظهر لك تعابير التسليم في وجهه، ثم يقتنع للحظات ثم يأتي له شخص آخر يحرضه عليك فينقلب عن فوره وفقا لمشاعره ولا يهتم بصدق دعوى المدعي ولا بكلام العقل وهذا شيء مزعج للغاية في هذه الشخصية ويحتم عليك تعامل خاص، لكن أولا عليك أن تعرف أنك تخاطب شخص هستيري، الشخص الهستيري يحب الظهور والاستعراض المقرون بالأنانية، فهو يريد أن يكون المحور الذي يرتكز عليه كل شيء، فتراه يستعرض في كلامه ويتكلم بشكل غريب يريد منه أن يظهر للناس أنه أفهم وأعلم منهم يتخلله ذكر نفسه واسمه كثيرا بين ثنايا الفقرات، وائما ما يشير بيده إشارات مستفزة تدل على ترفعه عن الآخرين ويحب ارتداء أفخر الثياب؛ ويسير رافعا منخاره للسماء بشكل يدل على الكبر والغرور؛ فهو هستيري متكبر في تصرفاته. *التكوين الجسمي للشخصية الهستيرية لدى الرجال* أجريت عدد من الدراسات من أجل تحديد وقياس الشخصية الهستيرية ولوحظ تكوين جسمي معين للشخصية الهستيرية كما لوحظ هذا في عدد من الشخصيات التي مرت معنا وبعضها سيأتي فالتكوين الجسمي للشخصية العدوانية يميل إلى الكثلة العضلية والبنية الجسمية القوية في الغالب والضخامة وليس شرطا، وعليه فإن أغلب الهستيرين يميلون للنحافة الجسمانية،وصغر حجم الجسم واستواء البطن مع الصدر،وهو يطلق عليه في البناء الجسمي التكوين الواهن،وهو منتشر بين الشباب وجماعة من البالغين إلا أن تصرف البالغ الهستيري النحيل تميل للقساوة وقلة الكلام واحتقار الأبناء ومعاداة الناس المخالفين له بصمت تام ومن تحت الستار، أما الشاب الهستيري في مثل هذه البنية يسير في الطرقات ولا ينظر له كما ينظر لنفسه، وقد لوحظ في الشخص الهستيري الشاب أنه كثير الاهتمام بمظهره،وتسريحات وقصات شعره،والتبهرج في إتدأ الثياب الفاخرة وتقليد المشاهير أيا كان هذا التقليد سلبيا أم إيجاببا وفي أغلب الأحيان ما يكون سلبيا، فالشاب الهستيري في هذا التوصيف يعيش حالة من النشوة، والحماس، والفرح الشديد بنفسه، ويضن نفسه أجمل شخص في الكون مما يجعل فيه من الشخصية النرجسية إلى حد ما، ومن كثرة إعجابه بنفسه يضن أن أي فتاة أو امرأة كبيرة كانت أم صغيرة تبتسم له فهي معجبة به وأن واقعة في غرامه وفقا لتخيلاته الخاصة،وعند أول ضغط نفسي يتعرض للاكتئاب والإنطواء، وقد يصل الأمر لحد البكاء والرغبة في الإنتحار كونه تعرض لصدمة كبيرة فيما يعده أهم سمات شخصيته، وعلى الوالدين أن لا يستغربا من شاب أو شابة يدخلان عليهما ويخبراهما أنهما يريدا القيام بعمليات تجميل مثلا للأنف لتصحيح اعوجاجه،وهذا كثير الحدوث لدى الفتيات الشابات تحت تأثير التقليد السلبي،وعلاج هذا يكمن في مدحه والإطراء عليه وجعله يستعيذ الثقة بنفسه وغالبا ما تقل حدة الهستيرية عند الكبر في العمر، إلا أنه هناك صفة في الشخص الهستيري واضحة المعالم وهي حالة التغيير السريع والمفاجىء في قناعاته وهذه تجعله شخصا مخادعا لا يطاق ولا يؤمن عليه. *التكوين الجسمي للشخصية الهستيرية لدى الإناث* ليس للإناث تكوين جسمي معين بالضبط إلا جزء لابأس منهم موصوفون بالبدانة، وإمتلاء الجسم بشكل متناسق، وتتمحور الصفات الهستيرية لدى الإناث الشابات بالتحديد أنها تضن نفسها محور هذا الكون كما يفعل الشاب الهستيري ولكن بشكل معاكس؛ فأقل إهتمام من رجل بها يجعلها تذهب بعيدا وتسرح في التخمينات والتفسيرات فتفسر الموضوع بأنه يرغب،بها ومعحب بها، وقد لا يكون مقصده هذا أبدا، كما أن الفتيات الهستريات يتعلقن برجال أكبر منهن وبطريقة حساب معينة فلو كانت في سن المراهقة فإنها تتعلق بالأغلب بمن هم في بداية ووسطالثلاثينيات،بفارق عشر إلى خمسة عشرة سنة، وفهم الناس لهذه الجزئية ولعلم دراسة الشخصيات بالعموم يجعلهم قادة في التأثير العام من حولهم وعلى الأبناء فهو أمر مهم في التربية. *غرائب وعجائب هذه الشخصية* تشغل العلاقات الجنسية مساحة واسعة في حياة هذه الشخصية بدرجاتها المختلفة ولعله لهذا يقال عنها هستيرية وهو الصواب فهي شخصية تبحث عن الإثارة ومن الغرائب والعجائب أن أغلب النساء المثيرات مصابات بالبرود الجنسي والأغرب أن أكثيرية الرجال الطبيعين يرون المرأة ذات الشخصية الهستيرية الاستعراضية جذابة للغاية وهو وهم آخر ومجرد تخيلات؛ ولا نوافق الباحثين الغربين في بعض توصيفان الشخصية الهستيرية بل لا بد من تخطئتهم في توصيف الشخصية، فهستيرية تشمل وفق توصيفهم ميول ورغبات وتحول سريع بين المواقف وقرارات غير عقلانية ويدخل فيها ما نسميه نحن المسلمون بالإنحراف الجنسي فالشخصية الهستيرية ليست سوية في منظورنا ونتفق مع غيرنا في كونها شخصية مرضية فإن كنا اتفقنا أنها مرضية والإنحراف الجنسي من خصائصها المرضية فقد أنكر باحثوا الغرب على أنفسهم وشنعوا ما شرعوه وليبحثوا عن حل عقلي مقنع لهذه المعضلة. *الأعمال المناسبة للشخصيات الهستيرية* سبق وقلنا أن الشخصية الهستيرية تمتاز بالاستعراض والأنانية وحب الظهور، وقد أثبتت البحوت والدراسات أن الشخصيات الهستيرية تصلح لعدة وظائف مع ملاحظات معينة ومن هذه الوظائف: التمثيل السينمائي المسرحي بإختلاف أشكاله والاستعراضي منه كالرقص الرياضي الاستعراضي،وأعمال الإذاعة والتلفزيون، والخطابة، وكل وظيفة تحتاج لإتصال مباشر مع الناس. *صفة تفضح الشخص الهستيري* تعد هذه الصفة لصيقة بالشخص الهستيري ويعتبرها هو ذكاء خارق منه ويتفاخر بها وهي: هروبه من مواقف محرجة مع الناس بتقمص شخصيات أخرى تتلائم مع الظروف والمواقف الخاصة، ويندمج مع هذه الشخصية الجديدة وقد يصل به الحال لحد البكاء مما يجعل الشخص يصدقه وكل هذا مجرد خداع وتزاد هذه الدوافع في التمثيل حال وجود مصلحة خاصة يحتاجها. أمراض نفسية مستعصية قد تصاب بها الشخصية الهستيرية عند تطور الحالة: 1-الاضطراب الإنشقاقي: وهو أن تنفصل شخصية الفرد الهستيري إلى شخصيات هستيرية أخرى فيقوم بتصرفات غريبة وهنا قد يصاب بأمراض عضوية: كفقدان الذاكرة الهستيري، أو الشلل الهستيري،أو العمى الهستيري، هناك أعراض أخرى غير مرضية تصير كالعادة مع الشخص الهستيري مثل: رجفة في عضلات الوجه يصعب السيطرة عليها وقد تذهب إلى طبيب مختص يشخصها لك تشخيص عضوي وهو لا يعرف أنك تعاني من الهستيرية، وقد يظهر ارتعاش في جفون العين لفترات وقد يكون نتيجة هستيرية مستعصية إلا أن غالبه التعرض لضغوط نفسية، منها حركة الرقبة الفجائية من غير مرض، أو اللعب بالشارب أو الشعر، أو حركة للفم مع الفكين نتيجة ضغوط العمل الهائلة والمشاريع القادمة تسبب صفة هستيرية غير مرضية، وبعضهم يكثير من ضبط ربطة العنق. 2- الاضطراب التحولي: وهو الصراع النفسي الداخلي الذي يتحول لمرض عضوي محسوس وواضح، ومع هذا يحاول الشخص الهستيري تجاهله ولا يفهم معناه، ولا يعرف حقيقة ألمه، وهو غالبا ما يرمي المجتمع والبيئة بأنها سبب مشاكله كلها. ونلخص كل ماسبق بالأتي: تتميز الشخصية الهستيرية 1- الأنانية وحب الذات 2- الاستعراض وحب الظهور 3- محاولة جلب انتباه الآخرين 4- عشق الإثارات الكلامية والايحاءات الجنسية (ليس في كل الحالات) 5- التمثيل والمخادعة 6- البلادة وعدم العقلانية 7- فشل ملموس في الحياة الزوجية 8- منفعل دوما 9- محدود وسطحي في التفكير 10- يحاول جلب انتباه الآخرين 11- التلون 12- كذاب كبير ومبالغ.