حمقى أولئك الذين يبدأون التخطيط لمشاريعهم المستقبلية مع حلول الظلام ، يبددون أحلامهم ويقتلون أمنياتهم في مخاضها بمحض إرادتهم دون إنتباه . ثم إني ناصحا لكم ... أيها الناس : فلا يهدمن أحدكم المعبد فوق رأسه بتصرفاته الرعناء بعد اليوم . إنما مستقبلنا أمانة لدينا ، مثل الروح التي نحفها بكل رفق ذهابا وإيابا في أرض الله ، يظل هذا المستقبل كامنا في اعماقنا على شكل بذورا تشبه بذور النبات ، كلما إنفلقت بذرة ونمت خرج جزء من المستقبل الموعود ، وعلى قدر الرعاية بالبذرة وتعاهدها بالسقاء والمؤثرات البيولوجية المناسبة يكون المستقبل . وبما أنه حتما على النبتة الصاعدة حديثا من الاعماق الانتحاء نحو الضوء___ كنظرية علمية* فلابد أن تنبثق الفكرة ايضا في وجود الضوء ، وأيما فكرة جاءت في الظلام فإن مآءلها دائما للموت__ نتيجة حتمية *. "الظلام عدو " .. أنا هنا أردد هذه العبارة منذ زمن ، لطالما ناديت بها في الأسواق، والمحافل، والندوات ، حاولت أن أرددها مرة في المسجد بعد اذان العشاء لولا أن الإمام نهرني وأفشل خطتي ، دون أن يلتفت نحوي أحد . حتى اللحظة لم يفكر احد من المآرة حتى بالتوقف وإلإستماع لما سأقوله ، الجميع يضحك على تصرفاتي ويصفونها بالهراء . أصبت بالإحباط مرات متعدده ، وفكرت أكثر من مره بأن أعتزل هذه المهمة ، لولا خوفي من أن يعاقبني الله على التساهل في تبليغ هذه الرسالة لهذا العالم الأصم . أوشكت أن اقتنع تماما بأن هذا المجتمع لن يسمعني أبدا ، لذا أنا عازما على شراء مكبر صوت والجلوس في مدخل السوق غدا وسأنذر الناس .. سأقول لكم ولهم لآخر مرة : أيها الناس : إنما دمر الوطن، وضاع المستقبل ،ووصلنا لهذا الحد المتدنئ من المعيشة .. بسبب أنكم ترسمون مشاريعكم في المساء ،، والمساء عدو . الا ليربطن أحدكم على فكرته ويكبتها بكل قوته ، حتى إذا ما نؤدي لصلاة الفجر فليأخذها معه للمسجد .. دعها تصلي بجانبك ركعتان ركعتان ركعتان حتى ينتهي الظلام من جر أذياله من الوديان مغادرا ، عندها أطلق لفكرتك العنان وأنظر إليها مع شعاع الشمس بكل وضوح .. ستراها بين السماء والأرض مثل طاؤوس يحلق بجناحين عظيمين يغطي أحدهما المشرق ويغطي ألاخر المغرب حتى لا تكاد ترى من دونهما على وجه الارض شي. وبما لا يدع مجالا للشك ستكون خطة رهيبة ونتائجها على مستقبلك عظيمة جدا . اللهم هل بلغت ؟.