هناك من يكثرون الحديث عن وحدة الصف الجنوبي ويدعون لأنهاء الانقسام ووقف أي مواجهات جنوبية باعتبار ان قضية الجنوب تتطلب القبول ببعض وفق المشاريع السياسية التي يتم طرحها حتى تستطع القوى المتجانسة في الرؤية ان تلتقي مع بضعها.. ومن لم يكن مع قضية الجنوب وحق شعب الجنوب في تقرير مصيره فلن يهمه وحدة الصف والحوار وسوف يستمر بزرع بذور الفتنة. جمعتني لقاءات كثيرة جنوبية نتحدث فيها عن الحوار الجنوبي ووحدة الصف
مايلفت الانتباه..ان البعض يذكّرنا بحوار الرئيس السابق علي عبدالله صالح وقد افضى الى ماقدم عند ربه..كان في كثير من خطاباته يدعو للحوار ولكن في كل خطاب يناقض نفسه بنفسه بمهاجمته من يريد الحوار معهم بانهم شرذمة لاتأثير لهم بين الشعب انفصاليين فقدوا مصالحهم في 94 عملاء يتسكعون عند ابواب السفارات الخ من الكلمات التي لايمكن للطرف الأخر ان يقبل بها..
اليوم في الجنوب يكثر البعض من الدعوة للحوار وفي الوقت نفسه يكثرون من السب واللعن والتقبيح للأخر المختلف معه، ولايجد البعض اكانوا من هذا الطرف أو ذاك غير ترديد كلمات تباعد ولاتقرّب المسافات..
مثل تكرار كلمات ،هولاء عملاء خونة قواديين لصوص منبطحين فجرة قتلة الخ... من اللفاظ الجارحة..وطبعا نحن لاننفي ان البعض مما يصفونهم بتلك الاوصاف ربما تنطبق عليهم بعض التهم ولكن السؤال هل من العقل والحكمة ان يستخدم المرء الفاظ جارحة ضد الأخر الذي يختلف معه ثم يدعوه للحوار ووحدة الصف...؟!
فكيف ستستقيم الدعوة للحوار ووحدة الصف مع استخدام خطاب التخوين والكراهية والالفاظ الجارحة التي تجعل الأخر ينفر من الحوار ولايقبل الجلوس على طاولة ذلك الحوار ولو في مجلس قات شعبي..؟!
احبتنا الكرام. لنتعلم فنون الحوار مع الأخر فهي موجودة في القرآن الكريم، كيف خاطب ربنا سبحانه وتعالى الشيطان الرجيم وهو ابليس الرجيم الذي خلقه الله وقادر ان يقول له لاحوار مع ابليس ولكنه حاوره ليستمع لرأيه ويمهله الفرصة مع أنه قد حق عليه العذاب، ليعلمنا كيف نتخاطب مع بعضنا معشر عباد الله.
وكيف طلب ربُنا تعالى من رسول الله موسى وشقيقه هارون عليهما السلام مخاطبتهما لأكبر طاغية وكافر في التاريخ الملك فرعون ..؟!
وكيف كان نبينا محمد عليه الصلاة والسلام يخاطب من حاربوه وشردون من مكة وهو رسول الله المؤيد بالوحي وليس رجل سياسي مجتهد لكنه صبر واتبع الكملة الحسنة مع خصومه.!..(وجادلهم بالتي هي أحسن) الإية الكريمة
كما ان فن الحوار والتخاطب مع الأخر سلوك يكتسبه المرء من خلال الجلوس مع القدوة من الناس ممن يتصفون بتلك الصفات للاستفادة منهم ومن خلال القراءة والإطّلاع فكل شي بات متاح للناس في عالم المعرفة، والشقي من ضيّق على نفسه الخطاب حتى ينفجر الشريان في دماغة أو ينفجر الوطن بخراب دعواته كما حدث لمن كانوا قبلنا.
الحوار خير وسيلة لحل الخلافات واختيار الالفاظ المنأسبة في كل مقام تجعل المرء أكثر قبولا عند الطرف المراد الحوار معه الشريك لك في قضيتك ووطنك.