شهدت قاعة "تاج" في المنصورة–عدن، صباح اليوم 12ديسمبر 2020م حفلا تكريمياً بهيجاً بمناسبة مرور أربع سنوات على إشهار مؤسسة بوابة عدن للتعليم والتنمية التي رأت النور في 13ديسمبر 2016م، أي بعد عام من تحرير عدن من غزو جحافل الحوثيين وقوات نظام صنعاء، بدعم من أصحاب الأيادي البيضاء ومحبي الخير من رؤوس الأموال الجنوبية ممن انبروا في ذلك الظرف الصعب بعد الحرب مباشرة، للمساهمة بدعمهم السخي في النهوض بعدن من آثار الدمار والخراب الذي أحدثه الغزاة، في أهم بوابات الأمل للعبور إلى المستقبل المشرق، بوابة التعلم والتنمية، وعلى رأس الداعمين ممن دوى اسمه اليوم في القاعة طيب الذكر المرحوم صلاح جابر بن شعيلة وأبنائه الكرام والشيخ عبدالله بقشان وآخرين غيرهم، وتجاوب معهم نخبة من الأكاديميين على رأسهم البروفيسور عبدالناصر الوالي، رئيس مجلس الأمناء، صاحب الحضور البهي والدينمو المحرك لعمل المؤسسة والحائز على جائزة "العُر" للإبداع وخدمة المجتمع قبل عامين، والذي لم يتمكن اليوم من حضور الحفل لانشغالاته الوطنية، ومعه نخبة من الأكاديميين، أعضاء مجلس الأمناء ممن حملوا على عاتقهم مسئولية تسيير عمل المؤسسة بكل اقتدار وحماسة وإخلاص وهم الزملاء: د.محمد هيثم الطفي، د.عبدالحكيم محمد عقيل، د.صالح علي الصلاحي، د.نعمة صالح عوض، د. يافع صالح العمري. في كلمة المؤسسة التي ألقاها نائب رئيس مجلس الأمناء د.محمد هيثم الطفي أجمل بالحقائق والأرقام نجاحات المؤسسة المحققة خلال عمرها القصير، شاكراً الداعمين الذين لولا دعمهم، بعد الله تعالى، لما أُتيحت الفرصة للعشرات من الطلاب والطالبات المعسرين من مواصلة تعليمهم، بل والتفوق في تخصصاتهم. وهو الدعم الذي حظي بتقدير المستهدفين من الطلاب المتفوقين هذا العام من خلال كلمة ألقاها نيابة عنهم زميلهم الطالب علي حسين عمر الفلاحي(طب بشري)، وقد كُرِّم إلى جانبه من قيادة المؤسسة والداعمين كل من: نهى عبدالله القاضي(طب بشري)، إسماعيل صادق العفيف (طب أسنان)، سارة حيدرة محمد صالح(طب أسنان)، غسان حسن محمد(صيدلة)، معتز أنور فضل غالب(مختبرات-العلوم والتكنولوجيا)، سعيد أحمد سعيد أسعد(علوم إدارية). وفي الحفل اتحفنا الشاعر المتألق د.حسين نصر أبو فراس بقصيدة رائعة تتماهى في مضامينها ومعانيها مع أهداف المؤسسة، وأثنى فيها على أصحاب البذل والعطاء بأبيات أختار منها قوله: من ينفقُ المال إعزازاً لأمَّتهِ أو كان للخير في أخلاقهِ مَدَدا
به ينالُ العُلى شعبٌ برمّتهِ إن سَلَّح النشءَّ بالتعليم واتَّحَدَا
أبناؤنا كاليتامى، إن نضيعهم ضعنا، ولا خير فينا بعدهم أبدا
همُ الخلاصة إن قلَّوا، وإن كثروا طابوا وطبنا بهم سَعْيَاً ومُعتقدا
فجنِّدُوا مالكم في صقل طاقتهم وعلِّموهم تروا من حولكم رَشَدَا
هذا طريق العُلى إن لم نذللّهُ للسالكين هلكنا في الضلال سدى
كما جرى عرض فيلم وثائقي قدم بالصوت والصورة حصيلة أربع سنوات من العطاء المثمر لمؤسسة بوابة عدن للتعليم والتنمية. وبالمثل وزع كُتيبٌ مصور على الحاضرين يضيء جوانب نشاط المؤسسة ويوثق لها بالأرقام. شخصياً كان لي شرف تقديم حفل اشهار المؤسسة قبل أربع سنوات، وشاركنا حينها الشهيد القائد أحمد سيف اليافعي، طيب الله ثراه، وأتذكر تلك البداية المفعمة بالأمل التي آتت أُكلَها وثمارها الطيبة اليوم، واعتز أن قدمت حفل اليوم أيضا، مشاركاً زملائي والحاضرين من الأكاديميين والداعمين وأهالي المكرمين الاحتفاء بالنجاحات الكبيرة المحققة مقارنة بعمر المؤسسة القصير، وكم هو مبهج للنفس أن نرى الفرحة مرسومة على مُحَيّا المكرمين وعلى وجوه الأهالي من الآباء والأمهات الذين فرحوا لفرحهم. إن مؤسسة بوابة عدن للتعليم والتنمية مؤسسة خيرية، لا تسعى لتحقيق الربح، لأنها تتكئ في نشاطها إلى الدعم السخي الذي يقدمه الخيّرون من رجال المال والأعمال، وتستهدف في خدماتها مساعدة الطلاب المبدعين والمتفوقين، وخاصة المتعسرين مادياً، ممن لا تساعدهم الظروف على تحقيق أحلامهم في استكمال تعليمهم الجامعي والتخصصي في كافة التخصصات المختلفة في الداخل والخارج. ومن بين المئات من المتقدمين ممن يخضعون لامتحانات قبول دقيقة في عدن وحضرموت، تم قبول المتفوقين . ويبلغ عدد من يواصلون دراستهم على حساب المؤسسة في جامعات الداخل حتى اليوم 254طالباً وطالبة، وعدد المبتعثين في الخارج عبر المؤسسة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم 14طالباً. وبلغ عدد من يشملهم الدعم في الرسوم الدراسية في جامعات الخارج 28طالباً، ويتوزع الدارسون في الخارج في عدد من البلدان العربية والأجنبية، مصر والسعودية والأردن والسودان وروسيا والصين والفلبين وماليزيا. فتحية تقدير للمؤسسين والداعمين وللقائمين على نشاط هذه المؤسسة التي تحمل اسم (مؤسسة بوابة عدن للتعليم والتنمية) وتهانينا للطلاب والطالبات المكرمين من المتفوقين، وفي مثل هذا العمل الخيري المثمر فليتنافس المتنافسون..