تحليل يتناول الانسحابات من أبين وكيف تنتظر عدن إعلان الحكومة الجديدة.. الانسحابات المتبادلة في أبين بين الشرعية والانتقالي.. هل تُنجح اتفاق الرياض؟ لماذا تأخر إيقاف الحرب في أبين كل هذه المدة مع العلم أنها حرب استنزافية للطرفين؟ كيف تنتظر عدن إعلان الحكومة الجديدة وما هي الأولويات المطروحة عليها؟ هل سيقود إخراج القوات العسكرية من عدن إلى عودة المدينة لطبيعتها؟
واصلت امس الاربعاء قوات الجيش وقوات المجلس الانتقالي انسحابها من جبهات القتال في ابين بشكل نهائي وعودتها الى مواقع تمركزها التي حددتها قوات التحالف.
واشارت المعلومات الى ان قوات الجيش ستعود الى مواقعها في قرن الكلاسي والعرقوب فيما ستنسحب قوات الانتقالي صوب العاصمة المؤقتة عدن.
وبدأت قوات العمالقة منذ امس الاول انتشارها في مواقع الطرفين بجبهتي الطرية والشيخ سالم وقيام لجنة عسكرية بنزع الالغام المزروعة في الجهتين.
ومن المقرر ضمن هذه العملية ان تقوم قوات الامن المحلية من امن عام وقوات خاصة بالدخول الى زنجبار لتولي ادارة الامن الى جانب قوات الحزام الامني.
ويبدو ان هذه العمليات التي تشرف عليها لجنة سعودية خاصة تتم بصورة بطيئة للغاية الأمر الذي يحمل معه كثيرا من المخاوف بفشل العمليات وعودة المواجهات من جديد.
وباتت الحرب في ابين تشكل قلقا كبيرا للمواطنين في ابين وعموم الجنوب منذ اندلاعها قبل نحو ستة اشهر اذ لم يتم حسمها لصالح احد الاطراف واستمرت كما يبدو كحرب استنزاف للطرفين طوال هذه المدة مشكلة عائقا كبيرا للمسافرين في الطريق البحري الذي يربط عدن بحضرموت وشبوة والمهرة.. فضلا عن سقوط الضحايا بين جرحى وقتلى دون وجود هدف معين لهذه الحرب اللعينة.
ومن المتوقع ان تستكمل القوات العسكرية التابعة للطرفين انسحابها خلال الايام القادمة بصورة نهائية من ابين مفسحة الطريق امام طي ملف الحرب وانهاء الاقتتال العبثي الذي شهدته ابين خلال ستة اشهر مضت.
ويوم امس الاربعاء اعيد فتح طريق ابينعدن لأربع وعشرين ساعة امام المسافرين بعد ان اغلقت في فترة المساء من الساعة الخامسة مساء وحتى السادسة صباحا ولمدة عام كامل الامر الذي راكم معاناة المواطنين والمسافرين عبر هذا الطريق الحيوي والهام.
وقالت قوات العمالقة ان الطريق بات مؤمنا بالكامل وعلى مدار الساعة بعد ان كان مغلقا بسبب المواجهات الدائرة هناك.
إنهاء الحرب إن انهاء الحرب في ابين هو المدخل الأول لتنفيذ اتفاق الرياض المبرم منذ عام بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي ومنذ ثلاثة ايام تبذل اللجنة السعودية المكلفة من التحالف بوقف الحرب والاشراف على انسحاب القوات العسكرية جهودا كبيرة لكن كما يبدو للمتابعين ان عمليات الانسحابات تسير ببطء شديد وشاهد عدد من المواطنين القوات العسكرية وهي تنسحب امس الاول حيث انسحبت قوات الجيش من الطرية صوب العرقوب فيما انسحبت قوات المجلس الانتقالي من الشيخ سالم صوب زنجبار في طريقها الى عدن، لكن كما هو معلوم فإن هناك قوات تابعة للطرفين ما تزال في المواقع المذكورة وما زالت حتى صباح الثلاثاء تواصل انسحاباتها كل في اتجاهه المرسوم والمحدد.
ومن المقرر ان تكتمل الانسحابات خلال الايام القادمة الامر الذي سوف يساعد قوات من العمالقة من الانتشار في مواقع القوات المنسحبة، ويرى مراقبون ان قوات العمالقة تعمل بالاتفاق مع التحالف في السيطرة على مواقع القوات المتقاتلة لمنع العودة اليها مرة اخرى وانجاح عملية الانسحابات في ابين ووقف الحرب والتي سيعقبها الانتقال الى العاصمة عدن وتطبيق الشق الامني والعسكري الخاص بها والمتمثل في خروج القوات العسكرية التابعة للانتقالي الى خارج العاصمة.
وتعتبر حرب ابين التحدي الاكبر امام التحالف العربي حيث من غير الممكن تنفيذ اتفاق الرياض دون ايقاف الحرب في ابين وعودة الاطراف المتصارعة الى مواقعها السابقة وتهيئة الملعب امام العملية السياسية التي سيتمخض عنها تشكيل حكومة شراكة بين الشرعية والانتقالي وبقية المكونات السياسية وهو الأمر الذي يجعل انهاء هذه الحرب ووقف الاقتال المقدمة الرئيسية في تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض ووضع حد لنزيف الدم ومعاناة المواطنين.
وقال عدد من المسؤولين في الشرعية اليمنية ان ما يجري في ابين بدا واضحا انه يضع حدا للحرب هناك وان هناك بشارات كبيرة لطي صفحة الحرب وفتح صفحة السلام، ومن خلال ايقاف الحرب في ابين يمكن التنبؤ بان الامور ستعود الى طبيعتها، الامر الذي سوف يساعد كثيرا في تنفيذ الاتفاق المبرم بين الشرعية والانتقالي منذ عام والذي ترعاه المملكة العربية السعودية وتعمل على انفاذه في ظل ظروف غاية في التعقيد تشهدها اليمن.
وبدأت خلال اليومين الماضين البشارات القادمة من ابين بعدما بدأت القوات بالانسحاب من مواقع الجبهات الى الاماكن التي حددتها قوات التحالف، وهذا قد يستغرق اياما لتكتمل عملية الانسحاب بصورة سلمية وودية.
عدن المرحلة التالية بعد الانتهاء من ابين ووقف الحرب هناك من المرجح ان تنتقل اللجنة السعودية العسكرية الى العاصمة المؤقتة عدن وتبدأ من هناك تنفيذ الشق العسكري والامني الاكثر حساسية والمتمثل في اخراج قوات المجلس الانتقالي الى الجبهات خارج عدن وهو الامر الذي رفضه الانتقالي عدة مرات غير انه رضخ في المرة الاخيرة حينما اصر الرئيس هادي عدم اعلان الحكومة الا بتنفيذ الشق العسكري والامني.
وفي عدن توجد عدد من الالوية العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي وتتمركز في جبل حديد بمديرية خورمكسر وفي مديرية البريقة وكريتر وعدد من المواقع الأخرى التابعة لألوية الدعم والاسناد والتي من المتوقع ان تشرف اللجنة السعودية على انسحابها صوب الجبهات في الساحل الغربي.
ويرى مواطنون ان انسحاب القوات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي من عدن مقدمة هامة لانسحاب كل القوات العسكرية من المدينة واعادة الامن والامان اليها كون عدن مدينة مسالمة ولا تستحق ان تكدس داخلها كل هذه القوات.
وينتظر اهالي عدن تنفيذ الشق العسكري والامني في المدينة بفارغ الصبر علهم يتنفسون الصعداء بعد خمس سنوات من تكديس القوات العسكرية في المدينة التي صارت مخنوقة تماما ويواجه اهاليها صعوبات كبيرة في التفسخ والخروج للشواطئ والمتنزهات بسبب الانتشارات العسكرية والامنية التي اخلت بصورة المدينة وسمعتها.
تحولت عدن الى مركز الصراع بين الشرعية والانتقالي خلال الفترة الماضية حيث شهدت حربين بينهما الاولى في يناير 2018 والثانية في اغسطس 2019 وسقط خلالها عدد من القتلى والجرحى حيث سيطر الانتقالي في الحرب الثانية على عدن وخرجت قوات الشرعية الى خارجها وهو الامر الذي سهل اندلاع حرب ابين بين الطرفين بغية عودة الشرعية الى عدن فيما الانتقالي يدافع عنها ويمنع الشرعية من دخولها.
وكل هذه الصراعات التي تمت اججت الخلافات بين الطرفين وقادتهما لحرب ابين وهي حرب يرى محللون انها استنزافية ولن ينتصر فيها احد وكان من الطبيعي وضع حد لها عبر اتفاق سياسي مضى له عام منذ ان وقع للمرة الأولى.
إعلان الحكومة وتنتظر عدن اعلان تشكيل الحكومة بنوع من الترقب وذلك بعد التدهور غير المسبوق في العملة المحلية الذي ضاعف من غلاء الاسعار وتدهور الحالة المعيشية للسكان الذين يؤملون ان تكون الحكومة فاتحة خير في تغيير الاوضاع ووقف انهيار العملة وفرض الرقابة على التجار لإعادة الاسعار الى وضعها الطبيعي قبل الارتفاع الأخير والكبير.
كما طالب مواطنون بضرورة عودة الحكومة الى عدن بعد الاعلان عنها وذلك للوقوف على معاناة الناس، ويرون ان وجودها في الخارج لن يحل المشكلة بقدر ما ستتحول الى مشكلة اضافية كما هو حالها اليوم.
وتقف امام الحكومة القادمة عدد من الملفات الهامة ابرزها الملف الاقتصادي الذي يعد اهم ملف ملح وبحاجة لمعالجة سريعة لإعادة الاعتبار للعملة الوطنية واعادة الامل للناس في امكانية العيش الكريم بدون منغصات بعد ان فقد كثيرون منهم الأمل في اصلاح الاوضاع.
بالإضافة الى اعادة تطبيع الاوضاع الأمنية ومحاربة الفساد والاشراف على ما تبقى من تنفيذ اتفاق الرياض والمتمثل في ادماج القوات الامنية تحت راية وزارة الداخلية فضلا عن دمج القوات العسكرية تحت راية وزارة الدفاع.
ويبدو ان وجود حكومة الشراكة التي يشارك فيها المجلس الانتقالي بخمس حقائب سوف يسهل كثيرا من عمل الحكومة وتحركها لحلحلة الكثير من الملفات والقضايا في عدن وعلى الصعيد الوطني. تعليقات القراء 512461 [1] مستحيل سلام مع ميليشيات مدججة بالسلاح الخميس 17 ديسمبر 2020 Al adani | Yemen, adenاليمن الديمقراطية مستحيل سلام مع ميليشيات مدججة بالسلاح. السلام يتطلب نزع سلاح مليشيات الانتقالي والعفاش. تتألف ميليشيات الانتقالي من مجموعات متعصبة ومتخلفة من أبناء الضالع واليافع ومجموعات من ورثة الأحباش .معظم نشطاء و "صحفيي" الانتقالي عبيد للدرهم الإماراتي. باعوا شرفهم ووطنهم وهويتهم مقابل رواتب كبيرة من أعداء الوطن. سيكون اليمن الفيدرالي موطنًا لجميع اليمنيين من الجنوب والشمال. لكن يجب على الحكومة الفيدرالية أن تسن قوانين لحظر التمييز الديني والمناطقي وحظر الميليشيات .