وانت تمر بالكثير من المنعطفات والأحداث وتراقب ما يجري كأي أحد آخر في هذا الوطن تدرك شيئاً فشيئاً كم أن الناس معادن والحياة محطة تكشف عنهم من باب أن المواقف تصنع الرجال والرجال تظهرهم المواقف في وطن كل شيء فيه يستجدي البقاء وينشد من يمكن أن يكون معتدلاً في مواقفه يجمع ولا يفرق ويسعى للم الشمل وإصلاح ذات البين . حديثنا اليوم عن الشاب النشيط المثابر ورجل الأعمال القادم من صلب الثورة الجنوبية منذ انطلاق الحراك الجنوبي ابن الحراك والمقاومة هشام عواس الجحافي .
أتحدث من باب الانصاف لا غيره فقد عهدت الرجل مخلصاً شجاعاً وطنياً وصادقاً، والأجمل من هذا كله أنه شخصية وسطية يستغل كل إمكانياته لجمع الشتات الجنوبي ومحاولة ردم الهوة بين الفرقاء، منذ انطلاق معركة أبين الأخيرة وعواس يعمل على جمع نظرائه في المقاومة المنقسمين بين تيارين مختلفين ومتقاتلين ساعياً بكل ما أوتي من جهد الى تقريب وجهات النظر على الأقل لدى القيادات الشابة فذهب الى جبهات الاقتتال أكثر من مرة والتقى بالفريقين على انفراد وفي جماعات على أمل ردم الهوة وتقليل فاتورة الدم فهو يرى أن الحرب عبثية ولا يمكن لأي طرف أن ينتصر فيها لكن أجندات كبيرة ودولية كانت أكبر من مقدوره على إيقاف الجنون عند حده.
لقد كنت حاضراً لعدة لقاءات رعاها القائد هشام عواس كمبادرة فريدة من نوعها، بل تكاد تكون الوحيدة، وكنت أرى كم أن لهذه الوجوه الحاضرة من الطرفين رغبة حقيقية في توحيد الجهود وصون الدم الجنوبي ووقف المعركة العبثية، فعند كل لقاء تذاب الشحناء ويحضر الود والتسامح، وما أجمل أن يحضر صوت العقل والمنطق وسط حالة الجنون والشحناء السائدة، وكنت أدرك كم أن هذه الجهود الجبارة التي يقوم بها عواس شجاعة وتستحق الإشادة، وكيف أن لها أثراً كبيراً في إزالة الشحناء والإبقاء على روح الألفة والتسامح حية لا تموت.
لم تكن هذه الجهود الجبارة وحدها ما امتاز به عواس فالرجل له تاريخ مشرف منذ انطلاقة الحراك السلمي الجنوبي فكان يتزعم المبادرات الشبابية الهادفة الى مساعدة أسر الشهداء والجرحى، وتنظيم المسيرات السلمية وما إن اندلعت الحرب الأخيرة حتى انخرط فيها مدافعاً عن وطنه يقود مجموعة من الشباب المفعمين بالحماس والوطنية، و كان يستغل علاقاته الكبيرة لإيجاد التفاف مجتمعي حول المقاومة وتقديم العون للمنخرطين في الجبهات ومحاولة تجميع الجهود وتنظيمها وخلق روح التعاون بين مختلف القيادات.
إنني وانا أتحدث عن هذا الشاب فإنني لا أبالغ إن قلت أنه يمثل أنموذجاً رائعاً للشاب الجنوبي المثابر المتصالح مع نفسه ومجتمعه، والذي لا يجد سقفا لطموحاته ويتحدى الصعاب بكل عزيمة وإصرار على النجاح.