نحن نتمنى أن تتوقف الحرب، فيما آخرون منا وفينا لا يرغبون للحرب أن تهدأ. ليس خبثا منهم وإنما لأنهم يقتاتون بفضل هذه الحرب. هؤلاء ليسوا السياسيون فقط، "السياسيون مثالا لمن يقتاتون بشراهة وبطريقة غير مشروعة". وإنما شريحة كبيرة من بسطاء المجتمع اللذين وجدوا بفضل الحروب فرص عمل تدر عليهم دخلا جيدا. هنا مثلا في منطقة التماس بين مديريات جبل راس التابعة لحكومة السيد والخوخة التابعة لهادي مجموعة كبيرة من سائقي الدراجات النارية يعملون في شراء البترول من أطراف الخوخة وبيعه هنا في السوق السوداء، وجود حكومتين وعملتين مختلفتين في منطقة البيع والشراء يساعدهم على جني أرباح مجدية نوعا ما. الطريقة تكمن في أن البائع يشتري بترول بمائة وثلاثين ألف ريال عملة جديدة من الخوخة ويبيعه هنا بمائة وستين الف ريال عملة قديمة.. ثم يذهب يشتري الف سعودي بمائة وستين الف قديم حسب صرف صنعاء،، الالف السعودي يصرفه في الخوخة بمائتين واربعين الف ريال عملة جديدة.. فارق السعر بغض النظر عن الأرباح تمكنه من شراء أضعاف الكمية التي اشتراها سابقا، وهكذا. مثل هؤلاء فقدوا أعمالهم ومصادر دخلهم مع تحسن وضع الريال في عدن، بعد أن كاد يتساوى صرف عدن مع صنعاء. مهنة كهذه ليست سهلة، بل شآقة جدا ومعرض العامل فيها للمخاطر، العديد منهم ماتوا بطلقات مجهولة في المناطق النارية، وبعضهم ماتوا أيضا بإحتراق دراجاتهم النارية نتيجة إحتكاك قطرات البترول بسطح الازفلت أو بإجزاز الدراجة أثناء مرورها بسرعة خيالية، والبعض أيضا يتعرض لإنفجار الالغام المزروعة في الرمال، العديد من الدرجات متفحمة هناك على جانب الطرق الاسفلتية وفي الرمال أيضا، والعشرات من المفقودين. لكن صعوبة الظرف ورفض المجتمع الا أن يركب المخاطر في سبيل أن يعيش أولاده في عز وكرامة هي من تجعله يرمي بنفسه في تلك المهالك. ولذا كان سعيهم جهاد، وعملهم شريف، ورزقهم حلال. وبناء على ذلك.. أعلن عن تضامني الكامل مع هؤلاء، وأدين بشده ما تسعى إليه حكومة هادي من محاولاتها لإصلاح الوضع في عدن، وأدعو القوة الصاروخية في حكومة السيد أن تكثف من ضرباتها على المناطق الحساسة في عدن، وعلى بن زايد أن يمد الدنق بالساحل بمئات العربات والقذائف،، وبعدهم بعدهم واللقاء الطرف . الاهم ان لا تنقطع أعمال هؤلاء ولا يتأثر دخلهم اليومي . لماذا؟ لان طرفي النزاع لا يملكان نية صادقة لإستتباب الوضع وإنهاء الحرب، فقط هما يتناوبان في كل مرة بإشهار حلول سطحية مؤقته لتهدئة الوضع وتعليق الشعب بآمال وهمية فقط. الآن مثلا، إنخفض سعر الدولار، هل إنخفضت أيضا أسعار السلع الغذائية؟ لا. جاءت الحكومة إلى عدن، هل إستتب الوضع هناك؟. لا . لم يحدث شي، سوى أن فقد بائعي البترول أعمالهم.. فقط. فلم المهدئات هذه التي لا جدوى منها. مصلحة إخواننا أولى، طالما أن لا مصلحة لنا من الجعجعة التي لا تنتج طحينا.