فخامة الرئيس ولَّاك الله شعب اليمن بأكمله رحمة فيه، ففي عهدك تساوت الرؤوس، والألوان، فلم يعد هناك لون له شأن على الألوام الأخرى، ولم يعد هناك سيد ومسود فالناس سواسية كأسنان المشط ولا تمايز بينهم إلا بالتقوى، لقد كنت أنت يا فخامة الرئيس السد المنيع الذي وقف في وجه فارس، وتدخلات إيران في شؤون اليمن، وأنهيت فكرة الولاية للون معين، فنعم الرئيس أنت. فخامة الأخ الرئيس لقد كنت، ومازلت صمام أمان لهذا البلد، فحينما ظن المحللون أن البلاد تنزلق نحو الهاوية، سددت وقاربت، فتحررت بعض المحافظات، ومازال التحرير مستمراً، وأصبح العالم يرى هذا السير، ورفع لكم الفطنون الإبهام إعجاباً بسيركم هذا، فمآذن صنعاء ترى للأحرار من كل الجبهات، وقريباً سيصلي أولئك الأحرار في مساجدها، فحينما يئس الجبناء، وظنوا أذناب فارس قد سيطرت على بلاد السعيدة، انبرى حزمك ليقول للجميع لابد من صنعاء وإن تأخر الحسم. فخامة الرئيس: لقد هُزِمَ في عهدك أسوأ مخطط لإسقاط اليمن تحت حكم فارس، وتناثرت خططهم أمام دهائك، وعزمك، وحسمك، وتوحدت اليمن وفق ما ارتضاه اليمنيون في حوارهم وكان هذا في عهدك، فنعم الرجل كنت، ونعم الرئيس أنت يا صاحب الفخامة. فخامة الرئيس: لقد حصلت على أعلى نسبة لإجماع اليمنيين على رئيس لحكمهم، وهذا الرقم لم يصل إليه رئيس من قبل، وهذا دليل على حب الناس لكم، فلم تخيب ظنهم فتمسكت بوحدتهم، ووفق ما توافقوا عليه، ورفضت تقسيم البلاد، وشرذمتها، وأسست ليمن أتحادي جديد، وكل هذا في عهدك رغم كثرة المعرقلين من الداخل والخارج، ولكنكم مضيتم ولم تبالوا بأحد، فنعم الرئيس أنتم يا فخامة الرئيس. فخامة الرئيس: لم تشهد اليمن مرحلة تكالب فيها الأعداء على اليمن كهذه المرحلة، ولكنكم وقفتم في طريقهم، ورفعتم السيف اليماني في وجوههم، فحاولوا بكل ما أوتوا ففرقت شملهم، ومزقتهم شر ممزق، فخارت قواهم في فيافي اليمن الفسيحة، ودُفِنُوا في صحاريها، وعلى قمم جبالها، وأكلت الطير من كل غازٍ لهذه البلدة الطيبة، والطيب أهلها، فنعم الرئيس أنت. فخامة الرئيس: لا خير في كل من حاد عن الطريق الذي رسمته، ورسمه اليمنيون في حوارهم في صنعاء عاصمة التاريخ، ولا خير فينا إن لم ننصركم، فنصركم واجب شرعي، ونصركم نصر لليمن كل اليمن. فخامة الرئيس: لقد تسلمت خرقة من ثلاثة ألوان تمثل اليمن، وتفرقت القوى من حولكم، وكل فريق وجَّه شوكته نحوكم، فتفرقت من حولكم الجيوش العائلية، فأعدت ترتيب الجيش لتبني جيشاً وطنياً ومن الصفر، بنيت جيشاً الولاء فيه بعد الله لهذا الوطن، وتحولت الجيوش العائلية إلى مليشيات تقاتل وتطعن هذا الوطن، فخاب أعداؤك، وانتصرت بحكمتك، وحلمك، وعدلك، فنعم الرئيس أنت، ونعم القائد. فخامة الأخ الرئيس: سنفاخر بكم عندما يكتب عنكم التاريخ، ويقول: عندما تساقطت البلدان العربية تحت هيمنة فارس، وقف هناك في أرض السعيدة تبع يماني يقال له هادي، فمزق أحلام فارس على رؤوس الجبال، ونثرها على فيافي اليمن، فنعم الرئيس أنتم يا فخامة الأخ الرئيس، وعذراً من تلكم الألسن التي لا تحسن الكلام، ولا تعلم الخطْب الجلل الذي يُحاك ضد أمة الإسلام، فسر، ونحن معكم، واضرب على قفا فارس، فسيُهزم الجمع ويولون الدبر، والموعد الغد، وإن غداً لناظره قريب، فالنصر حليفكم، فأنتم أهله، والأرض أرضكم، والغازي يظل غازياً، وسرعان ما تتهاوى قواه، ولا بد من صنعاء، فالحنين لها قد اكتمل، وإني لأرى مآذنها في كل يوم أوضح من ذي قبله، وهذه علامات النصر بإذن الله.