أحور كم انتِ جميلة وعظيمة، وكم انتِ حنونة وطيبة، وكم انتِ صابرة ومتكبّرة، أحور ما اجملك حين أذكركِ يوم تأتي السيول الجارفة الى واديك الضيق، الوعرُ بالاشجار، وبالصخور الكبيرة التي يُزحزحها هيجان تدفق السيول،
أبتسمُ حينما استذكر أيامك الجميلة خلال الاعياد الإسلامية، حينما أشاهد وأنظر اسرابٌ من السيارات واقفةٌ على جنبات الطريق، أدمعُ حين أشاهد الناس يذهبون افواج إلى منازل الاهالي، لكي يستضيفوهم في منازلهم، أتذكر أيام ومواسم السيول التي غزت واجتاحت أحور قبل سنة من الآن، عندما كنت واقفاٌ على حافة الطريق، أشاهد من يقوم على مساعدة عابري السبيل من اخواننا المسافرين الذين تقطعت بهم السبل في منطقتي أحور، كنت ارى عجائب خلق الله، بل وكنت مشدوهاً ومتعجباً لما يقوم به أهالي منطقة أمبسطي وحناذ وجول الشوارحية وحصن محمد، واهالي مدينة أحور، وما يقدمون من مساعدات متفانية لأخوانهم من المسافرين.
يا عجبي ويا قهري من أحوال واحداث قد جرت ومازالت تجري في مدينة أحور المسالمة والحضارة والعلم والثقافة.
عذراً أحور، فأنا لستُ بشرياً من هذه اللحظة، بل أنا غصنٌ وزهرة زُرعت على حافتي الرصيف على ترابك الطاهر الميمون.
أنني اتشوقُ كثيراً من أجل أن يقطف تلك الزهرة، ويحملها على كتفيه ليلوحُ بها بدلاً من حمل السلاح في أحور.