نحو 10 قنوات جديدة دخلت على القمر الصناعي المصري "نايل سات" خلال الأيَّام الماضية، وهي تتخصَّص في الرَّقص والغناء الشَّعبي فحسب، والغريب أنَّ هذه القنوات لم تحصل على ترخيص بل دخلت على القمر المصري من خلال قمر صناعي آخر موجود في نفس المدار. القاهرة: من خلال التردد 11258 افقي على القمر المصري "نايل سات" تستطيع ان تشاهد مجموعة من القنوات الفضائية انطلقت مؤخرًا، وتقوم على إذاعة فيديوهات ومقاطع للرقص الشرقي، وتشاهد الرسائل التي يتم تداولها عبر الشريط الخاص بها.
القنوات التي ظهرت بشكل مفاجئ على القمر المصري مع التعديلات التي تم إدخالها على بعض الترددات نهاية الشهر الماضي، بلغ عددها نحو 10 قنوات تتنوع بين التي تقدم الرقص الشرقي على انغام الموسيقى والأغاني مثل قناة "التت" وبين قنوات تقوم بإذاعة الأغاني الشعبية الهابطة.
قناة "التت" تضع شعارها راقصة، فيما يحتوى الشريط الخاص بها على مجموعة من العبارات التي تحتوي على إيحاءات خارجة ويتضح من خلال متابعة الشريط جيدًا ان الكنترول الخاص بالقناة يتيح للمراسلين الحصول على ارقام هواتف بعضهم البعض إذ طلب ذلك، خصوصًا وان مضمون الرسالة يكون به مواصفات راغب التعرف على فتيات الليل. وتعرض القناة على مدار اليوم فقرات الرقص الشرقي المختلفة على انغام الموسيقى او الأغاني الشعبية، يتخللها فواصل إعلانية وفواصل دعائية لتحميل كليبات الرقص والأغاني للهاتف المحمول من خلال أحد الأرقام المخصصة لذلك.
كما تقوم قناة "التت" من خلال الشريط الثاني الموجود أعلى شريط الرسائل أسفل الصورة بالدعاية والترويج للمواد الجنسية، وتضع ارقام لهواتف الشركة التي تقوم بتوفير هذه المنتجات.
أما قناة شعبيات فيبدو أيضًا من مضمون الرسائل أن الكنترول الخاص بالرسائل يقوم بتعريف المتابعين لها ببعضهم البعض، فيما تقوم بعرض كليبات وأغاني شعبية طوال اليوم لعدد كبير من الفنانين الشعبين الغير معروفين على المستوى العام، كما تعرض كليبات يمكن ان تشاهدها للمرة الأولى وغالبيتها تم تصويرها في مكان واحد وتظهر بها موديل واحدة ولا توجد بها اي ابتكار فني وتقدم صورة متواضعة للغاية. أما قناة المولد فترفع شعار "اصل الغناء الشعبي" تقدم مجموعة من الأغاني المتنوعة من بينها أغاني محمد منير، وعمرو دياب، اضافة الى الفنانين الشعبيين، ويقوم بعمل الدعاية لها المطرب الشعبي عبد الباسط حموده.
وقال رئيس الشركة المصرية للاقمار الصناعية "نايل سات" أحمد أنيس ل"إيلاف" أن القنوات لم تحصل على اي تراخيص من الشركة، مؤكدًا ان القمر المصري بريء من بث هذه القنوات إذ تعتمد هذه القنوات في البث على قمر فرنسي موجود في نفس المدار الموجود فيه النايل سات.
وأشار الى أن القمر الصناعي المصري يستقبل العديد من القنوات بسبب وجود القمر الفرنسي في نفس المدار، لافتًا الى ان القنوات القبطية والقنوات الشيعية التي يتم استقبالها على النايل سات لها نفس الوضعية ايضًا، مؤكدًا ان إدارة القمر المصري لا يملك سوى الشكوى في فرنسا للمجلس السمعي البصري لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدها.
وأكد ان المجلس يقوم بإغلاق القناة حال قدوم شكوى من أكثر من جهة بشأن قناة معينة، مشيرًا الى أن إدارة القمر المصري تدعو المواطنين المتضررين من هذه القنوات من إرسال شكاوى مماثلة.
من جهته، قال الدكتور هشام عطية استاذ الاعلام الالكتروتي ل"إيلاف" ان فكرة الوصاية على المجتمع والقيود التي يتم وضعها على بث المحتويات الإعلامية عبر القمر الصناعي تعتبر بمثابة بضاعة عقلية اتلفها الهوى، مؤكدًا أن البديل ان يكون هناك ثقة في نضج المشاهد وحسن اختياره للقنوات التي يتابعها لكن ليس معنى هذا تأييد هذه القنوات.
وأكد ان الأمر ليس بحاجة الى تضخيم هذه الظاهرة مضيفًا: "إذ افترضنا في المشاهدين والجمهور النضج في اختيارته السياسية فكيف نفترض فيه القصور الذهني في ان يختار القنوات المناسبة؟ مؤكدًا على ضرورة ان لا يقوم أحد بفرض وصايته على المشاهدين.
وشدد على ان هذه القنوات يجب مقاضتها حال اختراقها حدود الخصوصيات الشخصية ونقل ما يحدث في المنازل والحفلات الخاصة لأنها في هذه الحالة كسرت فكرة احترام الحقوق الشخصية للمواطنين ونقلت مشاهد ليست مقبولة.