من قال ان نكبة احتلال الجنوب ذكرى ؟ الذكرى تكون بعد تحرير الارض واستردادها حيث تبقى ذكرى يوم اسود ؛ و من قال ان احتلال الجنوب نكبةً واحده مازلنا في نكبات مستمرة نكبةً تلو الاخرى ؛ نكبات تتناسل فينا كأنها لعنات إنها نكبات يوميه وأورام سرطانية تمد أذرعها الشريرة على طول ارضنا الجنوبيه . عقدين من الزمن مرت منذ احتلال الجنوب وشعبنا يزداد ألمه يوماً بعد يوم وعاماً تلو عام وكأن شعبنا وجد فقط للنكبات !! فمن نكبات الرفاق وأخطائهم الفاذحه أثناء حكمهم للجنوب الى نكبة الوحدة المتسرعة والغير مدروسة مروراً بنكبة اجتياح الجنوب بالقوة العسكريه واحتلاله في 7 يوليو1994م تحت مسمى (الشرعيه ) وصولاً الى نكبة اخرى وهي نكبة الانقسام التي حولت الثوره الجنوبيه التحرريه الى فصائل ومكونات وهيئات ومجالس وتيارات وأدوات مستخدمه قسمتنا الى اجزاء متناثرة متنافرة تحجب إشعاع قضيتنا في المحافل الدوليه والرأي العالمي من شعب تواق للحرية والاستقلال الى شعب رجعي متخلف لا يجيد سوى النعيق والتصفيق لأصنام عفى عنها الزمن !! تسعة عشر عاماً مرت على النكبة ومازالت عدن تتجرع النكبات فهاهو المحتل يستفرد بها ويستكمل مخططاته الخبيثة ولم يتبقى له إلا الإعلان عن وفاتها لنستعد للإعداد والتسابق والتصارع على مراسم حفل تأبينها ! الحال نفسه في حضرموت و لحج و شبوه وأبين و المهره والجزر الجنوبيه القتل مستمر الملاحقات مستمره اعتقالات تعسفيه مستمره عقاب جماعي واذلال للمواطن الجنوبي تجهيل متعمد تدمير وسلب ونهب إكساب لثقافات وعادات سيئه لا تمتد الى الجنوب بصله صرخة هنا وأنين هناك مشاهد تتكرر يومياً وأصبحت مألوفه يتجرع الشعب النكبات المتتاليه يوماً بعد يوم وعام تلو العام وتزداد المعاناه.
النكبه صنعها الاعداء لكن الجسم الجنوبي كان مريضاً فتقبلها وضعيفاً فلم يستطع مقاومتها النكبه الاساسيه ولدت نكبات قد تفوق الاولى في الخطوره لكن النكبه الكبرى للشعب الجنوبي كانت ومازالت في قياداته المتعاقبه التي لم ترق يوماًالى مستوى المسئوليه فتعرف كيف تمسك قبضة المنجل ويقاوم الاعزل وتعرف كيف تفاوض وكيف تناور وكيف تتمثل حقيقة هموم الشعب وآماله وأحزانه وأفراحه واهدافه التي لن يحيد عنها مهما طال الزمن. المشهد الجنوبي محزن ومقلق ومحبط في نفس الوقت وهذا اقل مايقال في وصفه المحتل يبطش ويتعجرف ويقمع ويعتدي ويصادر ويعتقل ويشرد والقيادات الجنوبيه تتصارع على مناصب ومسميات سخيفه بحجم سخافتهم ! لنتسأل من السبب في كل هذه النكبات ؟؟ اليس هم انفسهم المتصارعين على القياده! عاقبوا الشعب في الماضي وتسلقوا على انجازاته في الحاضر وأبوا إلا أن يكرموا هذا الشعب الصابر المناضل بخلافاتهم وصراعاتهم ليؤخروا من مسيرة نضاله ....الا يخجلون !؟
التباين والاختلاف في الروئ ظاهره صحية ولا تدعي للقلق لكن رفاقنا لا يملكون اية روئيه مستقبليه وكلاً على ليلاه يغني . حال سيئ وصلنا إليه والخوف ان ننجر الى ما هو اسوأ لا سمح الله في ظل هذا التخبط والعشوائية وعدم استشعار المسئوليه صراع القيادات مستمر فئات مازالت تتمسك ببرجها العاجي الذي رسمتها لها الايام الغابرة وفئات رأت انها ستخلق لها قاعدة من خلال تلمس نبض الشارع الحالي وفئات تتخبط هنا وهناك وبدل ان توجه هذه الفئات سهامها الى المحتل نراها تتراشق فيما بينها وتعمل بقول ( أسد علي و في الحروب نعامه)! إن نكبة القيادات هي اسوأ ما أبتلينا به فأنقسام القيادات وتصارعها يعطي فرصه لاستغلال هذا الانقسام من خلال مبدأ فرق تسد الذي عاش عليه الجنوب كثيراً ويبدو انه سيعيش عليه أكثر .
في الاخير علينا ان ندرك ان تحرير الارض لابد ان يسبقه تحرير الانسان وان الوصول الى اللص داخل المبنى لابد ان يسبقه التصادم مع الحارس ومخطئ من يعتقد ان تحرير الجنوب سيتم على ايدي هذه القيادات الهرمه التي تتأرنب امام العدو وتستنمر فيما بينها .
واختم بمقوله لزعيم النضال جيفارا يقول فيها : أنا لست محرراً المحررين لا وجود لهم فالشعوب وحدها هي من تحرر نفسها .