قال علماء من أمريكا إنهم عثروا لدى الفئران على خلايا في النخاع يعتقد أنها المسؤولة عن الحفاظ على الخلايا الجذعية الدموية. ونشر الباحثون تحت إشراف سين موريسون من مركز تكساس زاوثويسترن الطبي في مدينة دالاس الأمريكية نتائج دراستهم في مجلة نيتشر الأمريكية. وأوضح الباحثون أن الخلايا الجذعية الدموية تلعب دورا بالغ الأهمية للإنسان والحيوان لأنها هي التي ينبثق عنها مليارات الخلايا الدموية الجديدة، فإذا دمرت هذه الخلايا الجذعية الدموية فإن ذلك يعني عدم إنتاج خلايا دموية جديدة. وهناك ما يمكن أن يطلق عليه ب"جيب" في النخاع مسئول عن المحافظة على هذه الخلايا الجذعية التي تكون الدم، وهذا الجيب يمثل وسطا بمثابة درع من خلايا مختلفة تنتج جزيئات وظيفتها إرسال الإشارات المحفزة لإنتاج الخلايا الدموية. ولا تنقسم الخلايا الجذعية الدموية إلا في هذا الجيب وفي حالة توفر جميع الشروط اللازمة لذلك. وتحتفظ بعض الخلايا الناتجة عن الخلايا الجذعية بنفس صفات هذه الخلايا و وظيفتها في حين تتخصص خلايا أخرى في وظائف أخرى وتخرج إلى مسار الدم تاركة هذا الجيب. وهناك من بين الجزيئات الدموية الأكثر أهمية بروتين يسمى "عنصر الخلايا الجذعية" وهي الجزيئات التي كانت معروفة للعلماء قبل هذه الدراسة الجديدة. ولكن الباحثين عملوا خلال الدراسة على توقف إنتاج هذا البروتين في خلايا مختلفة في نخاع فئران التجارب ليتعرفوا على الخلايا التي تنشأ في هذا الجيب حسبما خططوا في دراستهم. وجد الباحثون أن هذه الخلايا المتغيرة التي ظهرت جليا تحت الميكروسكوب أنتجت بروتينا مضيئا باللون الأخضر بدلا من عنصر الخلايا الجذعية. قام الباحثون خلال التجارب بوقف عنصر الخلايا الجذعية في الكثير من الخلايا وعثروا بذلك على الخلايا المسئولة عن المحافظة على الخلايا الجذعية فوجدوا أنها نوعان من الخلايا أحدها يكون مسارا دقيقا للغاية للدم في النخاع والثاني يخرج خارج هذا المسار مكونا الأنسجة الضامة. وعندما يتوقف هذان النوعان عن إنتاج عنصر الخلايا الجذعية لا يبقى في الفئران البالغة خلايا جذعية تقريبا حسبما جاء في المجلة. وقال علماء معلقين على الدراسة في مقال مرفق في المجلة إن نتائج هذه الدراسة يمكن أن تكون مفيدة في الطب وإنه إذا أمكن تقليد نفس الظروف المطلوبة لتكاثر الخلايا الجذعية وفهم هذا الجيب المعقد للخلايا الجذعية الدموية فمن الممكن إنتاج تلك الخلايا الثمينة التي يحتاجها المرضى في مكان خارج جسمه، ولا تتوفر حتى الآن إمكانية مجدية لتكثير هذه الخلايا.