لم يكن غريبا أن يمارس وحيد رشيد اعمالا حاقدة ضد الجنوب ومؤسساته التي تخلفت عبر الحامل الشعبي للثورة الجنوبية . فالرجل امتداد لأسلاف له يتقدمهم عبد الفتاح إسماعيل الذي سلمته الجهة القومية الشأن التقاضي والإعلامي مع استلامها للسلطة من الإنجليز فكانت أولى قراراته ان قام بتصفية وإيقاف كل الصحف والمجلات التي كانت منارة للثقافة والأعلام والتي جعلت من عدن أن تتبوأ تلك المنزلة الراقية في تلك الحقبة وكانت صحيفة الأيام من تلك المنارات حينها واسدل بذلك ستار من الجهل وطوقا من السور الحديدي على الجنوب واستنسخ بديلا عن تلك المنارات مؤسسة 14 أكتوبر ومشتقاتها التحريضية في مسخ يحاكي وكالة برافدا السوفيتية ومارست تلك المؤسسة ومشتقاتها أقذر الادوار " لفرمتت " الوعي الجنوبي وتخريبه وتشويه تاريخه وتزوير نضال ابنائه وقد لا يصدق البعض أن الاعم والثقافة في دولة النظام والقانون كما يحلو للبعض أن يسميها كانت تدار بدون قانون ينظم الإعلام ولم يصدر القانون إلا قبيل الوحدة بوقت يسير . ووحيد رشيد ايضا يمثل الوجه الأخر لمحسن الشرجبي الذي ولع في دماء أشرف وأنبل أبناء الجنوب حيث سلمته الجبهة وحتى تم الحزب الملف الأمني في أغبى عملية تفويض يقدمانها وعمل تحت امرته زبانية ومخبرين وقتلة من الجنوبيين وقد حقق الشرجبي للشماليين أولى انتصاراتهم في الجنوب بتصفية خيرة رجالة ولم يسلم الشرفاء المخدوعون في الجبهة والحزب من تصفياته لكن اصالة هذا الشعب تسامت على الجروح والمآسي وصنعت التصالح والتسامح لطي صفحة الماضي ومآسيه وحيد رشيد الوجه الأخر لزميليه وهو يحمل مشروعاً مختلفا عنهما انه يحمل مشروع الرأسمال التعزي في عدن خاصة عبر ديمقراطية التمكين الاخونجي التي يرعاها حميد الاحمر مثلما حمل زميليه مشروع اسقاط الجنوب وتدمير مواقع الممانعه فيه عبر ما سموها المركزية الديمقراطية للاشتراكي وللأسف فإن لوحيد زبانية ومخبرين وعتبات واطية من الجنوبيين وهو الأن يباشر تدير الأعلام الجنوبي مثلما بدأ زميلة فتاح قبل عقود .
لقد أثبتت مؤسسة 14 أكتوبر والمهيمنين عليها أثبتت بسلوكها البدائي انها ليست جنوبية وانها والقائمين عليها تشبه مومس حقيرة لا يؤنبها ضميرها وهي تضاجع المارين على الطرقات فأي استقلالية وجنوبية تدعيها وهي وكر قبح وبلطجة قدارة , ماركسي وأخرى عسكري واخيرا اخونجية كما اثبتت ديمقراطية التمكين الاخونجية انها اقبح من استبداد المركزية الدميقراطية الماركسية اذ العبرة بالنتائج وليست بالذقون فالدمقراطية في أدن ممارستها أو حتى الاستبداد العادل يجعل من المحاكم والقانون فيصلا في الخصومات وليست الاستعادة بالقضاء والبلاطجة ممن يفتقدون للحد الأذني من اخلاق المهنة لكن ماذا ننتظر ايضا من الامتداد الاخونجي لماركسية فتاح والشرجبي ازاء الجنوب وماذا ننتظر من مؤسسة ولدت بدون شهادة قانونية وظلت وكرا امنيا لتغييب الوعي الجنوبي وتزويره منذ ولادتها .
لقد ولدت عدن الغد كبيرة بجهد صاحبها وقلة حتى الزملاء معه واستطاعت بصدقها وامكانياتها المتواضعة ان تؤرق مضاجع الطغاة واللقطاء واعتزلفين وقدمت للجنوب وللحراك السلمي كل ما تسطيعه وهي الأن تدفع ثمن ذلك مثلما دفعه فقيد الصحافة الجنوب المرحوم هشام باشراحيل وصحيفة الأيام ووحيد رشيد استخف بالجنوبيين وانهم لم يفصلوا شيئاً للأيام ولذلك فالتضامن يجب أن يكون منهجياً وليس طائشاً وارتجاليا فالحراك لا يشرفه أن يُنسب اليه مضايقة المساكين من اصحاب البسطات وكذا لن تفيده الممارسات الطائشة التي يرتكبها بعض المتحمسين في الشوارع فتقلل التعاطف الشعبي معهم فالعدو مثلما يضرب اعلامنا فان له اعلام وله مال ومؤسسات سيكون التصدي لها ومحاربتها اكثر الماً من مضايقة مال بسطة لا تغنى من فقر .