لأول مرة يتسمر ويجف قلمي عاجزا عن الكتابة ..لأول مرة أجد الكلمات والعبارات تعاندني وتشرد مني وتأبى رافضة أن تطاوعني لكي انثرها على الورق.. لأول مرة أجد دموعي تنساب بل تجري مدرارا على المآقي ..حزينة موجوعة ..مكلومة..مطأطأة ..منكسرة..لأول مرة اجد صدري يكاد ينشطر نصفين وقلبي يخفق بسرعة مذهلة في غير عادته وهو الذي طالما حير الأطباء في رتابته وبطئ خفقاته . ذلك وانا أشاهد البوم صور الشهيد الطالب عبدالكريم أحمد سعيد الشعيبي وهي تتراءى أمام ناظري وتتقافز بقوة وحضور قضيته العادلة وبراءته المغدورة..فوجدت ضالتي لتبرير عجزي عن الكتابة .. لان هذه الصور ابلغ وانفذ من عشرات المقالات ومئات الكلمات والعبارات مهما تفننت واخترت أبلغها.. فهي توضح وترسم براءته وعذوبته وصفاء ونقاء ونظافة جسمه الغض وروحه الوثابة التواقة الى المستقبل الوضاء المشرق ..الذي كان يأمله ويصبو اليه ..دون ان يفكر لحظة واحدة ان خفافيش الظلام ولصوص مستقبلنا الجنوبي وأعداء الحياة.. ايادي المجرمين الوسخة ستغتاله وتغتال في داخله أحلامه وأمانيه..دون ان يفكر انه سيلقي حتفه بهذه الطريقة الآثمة الاجرامية (طلقة خلف الرأس نفذت من عينه اليمين) دون جرم او خطأ بسيط ارتكبه عدا انه كان يدافع ويذود عن كرامة وشرف مجموعة من حرائر عدن الشريفات العزيزات التي حاول ان يدنسها مجموعة من العساكر التابعين لنظام صنعاء الأرعن الغاشم ..والذين لم يتورعوا على ارتكاب جرمهم الكبير والدنيء هذا بحق الشاب الشهيد عبدالكريم وبحق كل ابناء الجنوب ..ولم يفكر أنهم سيرتكبون جرمهم هذا ويولون هاربين من وجه العدالة يسرحون ويلهون دون عقاب .
لك الرحمة ياعبدالكريم والمغفرة ..وللمجرمين اعداء الحياة والابتسامة والمتواطئين معهم اللعنة والموت واشد العقاب في الدنيا وفي الأخرة ..والمعذرة ابني الغالي لأني لم أرثك وأفيك كما تستحق .وعزائي ان اخبرك ان الجنوب وفي ومخلص لابنائه وكل شهدائه الذين سقطوا دفاعاَ عن عزته وكرامته وصون عرضه وأرضه ولن يخذلهم بل سيثأر لهم وينتقم من قاتليهم اليوم أو غداَ.