قال محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي إن الوضع الأمني في عدن في تحسن مستمر٬ وإن حملة تطهير المدينة من الجماعات المسلحة والخلايا النائمة٬ التي يحركها المخلوع صالح والحوثيون٬ بدأت تعطي ثمارها. اللواء الزبيدي أكد في تصريحات حصرية ل«الشرق الأوسط» أن دعم قوات التحالف العربي مكن القوات الأمنية والمقاومة الجنوبية من تطهير عدن ولحج من الجماعات المسلحة وما تسمى بقاعدة المخلوع صالح٬ وأن الحملة الأمنية في طريقها لتطهير محافظة أبين. ودعا المحافظ الزبيدي المنظمات الدولية بالعودة إلى عدن لممارسة أعمالها وتقديم خدماتها للمواطنين في المناطق المحررة٬ مؤكًدا أن قيادة عدن ستقدم لها كل التسهيلات الممكنة بما فيها توفير الجانب الأمني الذي أصبح اليوم في تحسن إيجابي كبير. واعتبر محافظ عدن الإرهاب والفساد وجهين لعملة واحدة٬ وأن عدن والمحافظات الجنوبية تعاني منهما كثيًرا٬ متهًما المخلوع صالح بتمويل ورعاية الإرهاب في عدن والجنوب٬ وذلك كي يلفت نظر الخارج٬ ويكسب ود المجتمع الدولي لتحقيق أجندات سياسية٬ مشيًرا إلى أن عدن والجنوب بيئة طاردة للتطرف والإرهاب. ورغم التركة الثقيلة من الفساد وبقايا المجموعات المسلحة٬ فإن محافظ عدن قال إن قيادته تبذل جهوًدا كبيرة بدعم من قوات التحالف العربي٬ وفي المقدمة السعودية والإمارات٬ من أجل استعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة لكي تعود عدن إلى مكانتها المرموقة بين المدن العربية. وأوضح الزبيدي أن قيادة العاصمة عدن تسعى جاهدة إلى استعادة مؤسسات الدولة وتصحيح الأوضاع فيها٬ وحل الملفات العالقة٬ أبرزها ملف الكهرباء والمياه وأسر «الشهداء» والجرحى وملف الأمن والمقاومة والإرهاب٬ التي تتم بتنسيق مع الرئيس عبد ربه منصور هادي. وعقدت قيادة عدن برئاسة الزبيدي٬ أمس (الخميس)٬ مؤتمًرا صحافًيا في مبنى المركز الإعلامي بالمحافظة لتدشين المرحلة الأولى من إعادة إعمار عدن بدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات٬ وحضور وكيل عدن لشؤون التنمية المهندس عدنان الكاف. محافظ عدن استهل حديثه قائلاً: «اليوم٬ ندشن مرحلة جديدة بإذن الله تعالى من خلال الإعلان عن المرحلة الأولى لإعادة الإعمار»٬ وهي المرحلة التي سيبدأها الصندوق الاجتماعي للتنمية٬ ويتم من خلالها إعادة بناء ما تهدم جزئيا٬ لافًتا انه تم تسلم دعٍم مالي من دول التحالف العربي٬ بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وأكد اللواء عيدروس الزبيدي أن هذا التدشين يأتي لتطبيع الحياة المدنية في العاصمة عدن٬ والانتقال إلى مرحلة إعادة الأمل إلى هذه العاصمة المؤقتة٬ مضيًفا أن هناك مبالغ أخرى لحل بعض الأمور التي تؤمن هذه العاصمة من عدة جوانب مختلفة٬ بما فيها الأمنية٬ مضيًفا: «تسلمنا مكالمة هاتفية من الرئيس عبد ربه منصور هادي بأن وفًدا تركًيا سيصل إلى عدن ليساعد في إعادة تشغيل مؤسسة الكهرباء وتزويدها ب160 ميغاواط». ومضى المحافظ الزبيدي بالقول: «أعلنا عن خطة تشغيل مؤسسات٬ بعد تقييمها إدارًيا ومالًيا٬ من خلال تشكيل لجنة تقييم هذه المرافق وأدائها المالي والإداري والنهوض بها بعد أن أصيبت بتدمير من جراء الحرب الظالمة التي شنتها ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح على عدن والجنوب في مارس (آذار) ٬«2015 مشيًرا إلى أن إعادة الإعمار ليس في البناء فقط٬ وإنما من خلال عمل المؤسسات في هذه العاصمة المؤقتة٬ وتشغليها٬ وتوفير حالة الأمن الضرورية التي تؤمنها بشكل كامل وملحوظ. المحافظ الزبيدي أكد أن «الأمن هو هاجسنا في كل جوانب الحياة في هذه المدينة٬ وذلك من أجل الاستمرار في القضاء على الإرهاب ومخلفات الحرب التي تركت بعض الأسلحة في أيادي تنظيمات متطرفة. ونحن بصدد القضاء النهائي على بعض الخلايا الإرهابية النائمة التي ما زالت موجودة في بؤر بسيطة وعلى مشارف العاصمة عدن والمحافظات المجاورة وستكون عدن آمنة وعاصمة مستقرة».