عدن أونلاين/خاص انتهت رابطة علماء ودعاة عدن من إعداد ميثاق شرف يضم المكونات الشبابية و الأحزاب السياسية و المجالس الأهلية و منظمات المجتمع المدني و كافة الفعاليات في محافظة عدن، ويحتوي الميثاق على بنود أجمعت عليها كل الفعاليات السياسية و المدنية والثورية و الحراك السلمي، و ينص الميثاق في أولى فقراته على الحفاظ على أمن واستقرار عدن مسؤولية الجميع دون استثناء، و يؤكد الميثاق على حرية الرأي والتعبير عن وجهة النظر وعدم اللجوء إلى العنف والسلاح والقوة لإخضاع المخالف. كما ينص الميثاق على الحفاظ على سلمية المظاهرات و الاعتصامات وكافة الفعاليات و كذا الحفاظ على الممتلكات العامة باعتبارها ملكاً للشعب , و الحفاظ على الممتلكات الخاصة للمواطنين. كما أكد على دعم ومساندة المجالس والهيئات الأهلية وجعلها مظلة للجهود الشعبية لتحقيق السلم الأهلي و الحفاظ على الصورة الحضارية على مدينة عدن و أهلها. يقول رئيس رابطة علماء ودعاة عدن كان لرابطة علماء ودعاة عدن كما لسائر المكونات شرف المسارعة للتوقيع على ميثاق الشرف والتعهد والالتزام ببنوده، و يضيف الشيخ/عمار بن ناشر إن اتفاق عده مكونات سياسية على ميثاق الشرف لحفظ أمن واستقرار محافظة عدن دليل وعي حضاري ومدنية وغيرة دينية ووطنية كما أنها فريضة شرعية وضرورة واقعية لما فيه من حفظ المصالح الدينية والوطنية العليا للبلاد والمحافظة لاسيما في مثل هذه الظروف الحرجة التي تعصف بالبلاد وخصوصاً عدن. و تابع "إن ثقافة الإقصاء والتهميش والإلغاء و العنف والكراهية قد عفا عليها الزمن كما تحظي برفض وسخط سائر مكونات الشعب". و يشير إلى انه و بعد التوقيع على هذا الميثاق اليوم سوف يؤصل لثقافة التعاون ورفض الفساد بديلا عن تقديم المصالح الشخصية والحزبية الضيقة طريقا لتحقيق التقدم العلمي والحضاري والتنمية والاقتصاد والحرية والعدالة ورفض مناهج الفوضى والفتن. من جانبه قال عضو رابطة علماء عدن د.زفر عبد الحبيب أن فكرة الميثاق أنبثقت من كون المسلم مفتاح للخير ومغلاق للشر و من باب الحرص على وحدة الصف الداخلي ضد كل من يتربص بأمن و استقرار المحافظة. و أوضح عبدالحميد أن الله سبحانه وتعالى أمر بالجماعة والائتلاف ونهى عن الفرقة و الاختلاف الذي يضعف الأمة و يوجب تسلط أعداءها عليها ولقول النبي صلى الله عليه وسلم " عليكم بالجماعة فأن يد الله على الجماعة".
الشيخ عبدالرب السلامي-أمين عام الرابطة - توجه بالشكر الجزيل باسم رابطة علماء ودعاة عدن لكافة المكونات التي وقعت على هذا الميثاق ، داعياً باقي المكونات لاستكمال التوقيع. و أوضح السلامي أن هدف الميثاق هو تحقيق المقصد الشرعي في حفظ ضروريات الناس الثلاث ( الدماء والأموال والأعراض ) ، وهذا العمل هو ضرب من القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. و أضاف السلامي أن بعد مرحلة التوقيع من كل المكونات المختلفة تأتي المرحلة الثانية وهي رعاية هذا الميثاق الذي سيصبح بعد التوقيع عليه ملكا لكافة أبناء مدينة عدن يحتاج إلى تفاعل كافة المكونات في تشكيل مرجعية عليا لرعايته.
من جهته وصف أمين رابطة علماء عدن المساعد الميثاق بمثابة صيحة وفزعة لأبناء عدن لحماية هذه المدينة الآمنة و حمايتها مما تتعرض لها عدن من إنفلات أمني و انتشار للسلاح و قطع الطرق وغيرها. و أوضح الشيخ / فهد اليونسي أن كل المكونات التفت حول هذا الميثاق بمختلف توجهاتها رؤاها إلا أنها اتفقت على أهمية توحيد الجهود والعمل معاً دون إقصاء أمر يبعث على الأمل و التفاؤل في غد أفضل بإذن الله.
عضو اللجنة التنفيذية للرابطة وناطقها الرسمي قال إن ميثاق الشرف هو مساهمة في سبيل الحفاظ على أمن و أمان عدن داعيا لتكوين تظاهرة مجتمعية يشكلها جميع ابناء المحافظة شعارها نحو مجتمع آمن ومستقر في عدن. و أشار الشيخ معاذ غازي هائل إلى إن بعض الظواهر السلبية التي برزت في الفترات الأخيرة في عدن و التي أصبحت مصدر قلق للمواطن في هذه المدينة وعامل مشوش لأمنها و أمانها تطلب منا وقفة جادة ومعالجة عاجلة لهذه الظواهر فكان لابد لأهل الصلاح و الخير و الدين في عدن و في مقدمتهم العلماء و الأئمة والخطباء و الدعاة أن يقوموا بواجب النذير. و أضاف هائل "ولهذا لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة فإن لم يكن هذا الوقت حاجته فمتى يكون ؟ ونخشى بالتأخير أن نبوء بإثم كتمان العلم و الهدى والعياذ بالله كما قال الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }. الشيخ جمال البكري قال:إن أهم ما يميز ميثاق الشرف أنه حظي باتفاق مثقفي وأكابر هذه المكونات على ما جاء فيه من قيم ومبادئ ومعاني عظيمة، إضافة إلى ريادية دور العلماء والدعاة وارتباطهم بهموم الناس وأحاسيسهم وتلمس مشاكلهم من خلال تأثيرهم في الثورات وتوعيتهم وإرشادهم في الساحات وحلهم النزاعات بين الناس وتقريب وجهات نظرهم خصوصاً في محافظة عدن. و أشاد البكري بعودة العلماء والدعاة برابطة توحد جهودهم ومواقفهم وهذا ما افتقدناه قبل ، فقد كان دورهم هامشياً بل مغيباً، وممارسة دورهم وأخذ مكانتهم الريادية والقيادية. الشيخ جمال النقيب عضو الهيئة العليا رابطة علماء ودعاه عدن بعد كل مارأيناه في محافظة عدن من انفلات أمني وانتشار للسلاح كان لابد من تكاتف الجهود لتطويق هذه السلبية المقيتة وإرجاع عدن الجميلة إلى صورتها الحضارية الهادئة كما كانت من قبل،سائلاً الله أن يدفع عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. من جهته قال الشيخ خليل سلام الحكيمي عضو الرابطة أن هذا الميثاق ميثاق الشرف الذي بذل فيه أخواناً لكم في الدين جهوداً مشكورة لا يبغون من خلاله إلا النصح أبرز ما فيه أنه وضع الخطوط العريضة التي لا يختلف عليها اثنان والتي من شأنها أن تجمع ولا تفرق. الشيخ/ صالح محمد مانع عضو الهيئة العليا لرابطة علماء ودعاه عدن أوضح أن الرابطة أرادت من خلال ميثاقها أن تجنب عدن الخلاف والنزاع والفتنة والاقتتال. و أوضح مانع أن بنود هذا الميثاق هدفها تفويت الفرصة على الأعداء المتربصين باليمن وأهلها ، وسد الثغرات التي يمكن أن تستغل للإضرار بعدن وأهلها وباليمن كلها. مشيراً إلى أن الدافع هو إصلاح ذات البين، مؤكداً ولقد أحتوى ميثاق الشرف بنوداً في غاية البساطة والوضوح لا نظن محباً لعدن وأهلها حريصاً على مصلحتها ينازع فيها أو يتردد في قبولها. نص الميثاق مشروع ميثاق الشرف الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خاتم الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله و صحبه و سلم أجمعين اما بعد ... انطلاقا من قوله تعالى : ({وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ })وقولة تعالى :( { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ })و قوله تعالى :{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } و نظرا للأوضاع الراهنة التي تمر بها بلادنا و حرصا على حفظ الأمن و السكينة العامة في محافظة عدن فقد اتفقت المكونات الشبابية و الأحزاب السياسية و المجالس الأهلية و منظمات المجتمع المدني و كافة الفعاليات في محافظة عدن على مايلي : 1 الحفاظ على أمن واستقرار عدن مسؤولية الجميع دون استثناء ،وعليه لايجوز لأحد أن يتوانى أو يتأخر للمشاركة في أي جهد أو عمل يهدف إلى الحفاظ على هذا المقصد النبيل و التعاون من الجميع في صد و منع كل من يحاول أن يعبث بأمن و استقرار (عدن) والحيلولة دون تحقيق أغراضه لقوله تعالى : ( { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }) 2 حرية الرأي والتعبير عن وجهة النظر حق مكفول للجميع ،الإختلاف في الرأي لايلزم العداء بين الإطراف المختلفة بل يكون مبدأنا نتعاون فيما اتفقنا عليه ويحاور بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ،وعليه يلتزم الجميع بمبدأ الحوار لتقريب وجهات النظر وتوضيح الرؤى وعدم اللجوء إلى العنف والسلاح والقوة لإخضاع المخالف . 3- الحفاظ على سلمية المظاهرات و الاعتصامات وكافة الفعاليات ،وعدم اللجوء إلى العنف والسلاح و الفوضى والابتعاد عن كل ما يقلق أمن وسكينة المواطن من قطع للطرقات و تخريب الممتلكات وإشهار السلاح في الشوارع وإطلاق الأعيرة النارية في الهواء وهذا ما جاءت به شريعتنا الغراء. قال النبي صلى الله عليه و سلم }لا يحل لمسلم أن يروع مسلما { 4- الحفاظ على الممتلكات العامة باعتبارها ملكاً للشعب وكذا الحفاظ على الممتلكات الخاصة للمواطنين وردع كل من يحاول الاعتداء عليها فكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه . 5- يؤكد الجميع على دعم ومساندة المجالس والهيئات الاهلية وجعلها مظلة للجهود الشعبية لتحقيق السلم الأهلي ، والتأكيد على مشاركة الجميع فيها ،وإبعادهم عن التجاذبات السياسية ونزعات الاستحواذ والإقصاء 6- الحفاظ على صورة عدن الحضارية مسؤولية الجميع، وعليه يلتزم الجميع بمبدأ التعايش السلمي بين المكونات الاجتماعية والحافظ على النسيج الاجتماعي لعدن ورفض كافة أساليب الإقصاء وعدم القبول بالآخر لقوله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } وصلى الله وسلّم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم .