بأسلوبه المباشر وغير المتكلف، روى الداعية السعودي الدكتور سلمان العودة على حسابه الشخصي في تطبيق “سناب شات” فصلا من معاناة والده اليتيم في الصحراء، بقصد العبرة. وترعرع فهد العودة-والد الداعية سلمان- في الصحراء منذ أن كان عمره 6 سنوات، ونشأ مضطهدا بحسب التسجيل. ويشير الداعية في قصته عن “الطفل فهد” بأن اليتيم توجه إلى الصحراء بدلاً من المدرسة، ليبدأ العمل في رعاية الأغنام عند رب عمل يتصف بالشدة، وتابع: “ترعرع الطفل فهد عند رجل قاس لم يراعي غربته ولا يتمه ولا طفولته!!”. ومقابل عمله لم يكن يتلقى اليتيم فهد أي آجر، سوى الحصول على طعامه، وهو مقدار كف من “الجراد”. وبدا الدكتور العودة متأثراً خلال روايته للقصة وهو يقول: “وفي يوم من الأيام جاء وأكل من كيس الجراد دون علم سيده، وعندما علم الأخير قام بضربه ضرباً شديداً في منطقة صخرية على رأسه”. وبحسب تسلسل الرواية، فكر فهد في ذلك الوقت بالهرب، وقضى ليلته باكيا وحيدا دون أن يجد من يساعده، إلا أنه صمم على الفكرة. وفي الوقت المناسب الذي قدره، قام فهد بالهرب راكضاً ليحصل على الاطمئنان، وبعد قطعه لمسافة جيدة، بدأ القلق يساوره مما هو مقدم عليه إلا أن صورة والدته في خياله أعطته القوة ليواصل المسير. ويتابع العودة: “ليلاً نام الطفل وحيدا تحت شجرة وكان من الممكن أن يكون طعاماً لأحد الحيوانات المفترسة، وصباحاً وجد (خيمة بدو) وقامت امرأة بالاعتناء به وإطعامه وإرشاده إلى الطريق الذي يتوجب عليه قطعه”. وبعد ذلك قام الطفل بإكمال مسيره، ليجد خيمة “عروس” تزوجت حديثا، قامت بدورها بكسائه، وكان زوجها قد اصطاد أرنباً ذبحوه وأطعموا فهد، ليهنئ بليلة من ليالي العمر، كما يصفها الداعية. وأكد الدكتور العودة على أنه الرغم من عدم معرفته لتلك العروس، إلا أنه يضحي عنها كل سنة، لأن الطفل فهد والده. واختتم بأن ابن الشخص المذكور بحث طويلا عن فهد وطلب منه مسامحة والده، فسامحه وظل يدعو له بالخير، ولم يذكر القصة إلا في سياق الوعظ والعبرة في الحياة. وعقب الدكتور العودة بالإشارة إلى أن القصة بفصولها القاسية والحانية حدثت في بيئة بدوية، مشددا على ضرورة عدم التعميم. يشار إلى أن الحساب المذكور ينشر يوميا تقريبا تعليقات للداعية العودة، تتركز على تجاربه في الحياة، وتتنوع بين الوعظ والتربية والأدب وهموم الأمة والتصالح مع الذات واللطائف. رابط الفيديو :
