أعلن مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، الأحد، عن توصل الحكومة اليمنية الشرعية وجماعة الحوثي الانقلابية، إلى اتفاق خلال محادثات في سويسرا، لإطلاق سراح 1080 محتجزا وأسيرا لدى الطرفين، باستثناء الصحافيين الثمانية المعتقلين لدى الحوثيين، وسط ترحيب التحالف العربي بقيادة السعودية بالاتفاق. وفي التفاصيل قال المبعوث الأممي في البيان المشترك مع واللجنة الدولية للصليب الأحمر: «أتفق ممثلون عن الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، على الإفراج الفوري عن مجموعة أولى قوامها 1081 معتقلاً وسجيناً طبقاً لقوائم الأسماء المتفق عليها». وأضاف أن: «ذلك جاء في ختام الاجتماع الرابع للجنة الإشرافية المعنية بتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين الذي بدأ منذ أسبوع في سويسرا». وتابع:»يبني الاتفاق على خطة الإفراج التي توصّل إليها الطرفان خلال اجتماع عمّان في شباط/فبراير 2020″. وطالب المبعوث الأممي «مارتن غريفيث»، الحكومة الشرعية والجماعة الحوثية الانقلابية، للمضي قدما على الفور في إطلاق سراح الأسرى، وعدم ادخار أي جهد في البناء على هذا الزخم من أجل الاتفاق سريعا على الإفراج عن مزيد من المحتجزين. وأكد غريفيث أن «رسالتي إلى الأطراف هي: اختتموا النقاش، أطلقوا المعتقلين بسرعة وأريحوا ألوف العائلات اليمنية». من جانبه قال المتحدث باسم الأممالمتحدة «ريال لو بلان» للصحافيين إن «اللجنة ستستأنف المناقشات بين الأطراف بهدف الإيفاء بالتزاماتها في اتفاق تبادل السجناء الذي أبرمه الطرفان في ستوكهولمالسويد في كانون الأول/ ديسمبر 2018، وما اتفقت عليه الأطراف في عمّان الأردن في شباط/ فبراير هذا العام». هذا وتعانق رئيسا طرفي اللجنة في نهاية الاجتماع ووجه غريفيث التحية لهما قائلا «أحسنتما.. أحسنتما». التحالف يرحب وفي السياق رحب التحالف العربي، الأحد، باتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي. واعتبر المتحدث الرسمي باسم التحالف العربي العقيد «تركي المالكي» في مؤتمر صحفي، اتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة والحوثيين إنساني بحت. وقال المالكي إن التحالف يسعى لإطلاق سراع كافة أسراه في اليمن، مؤكدًا وجود رغبة شديدة لإنهاء ملف الأسرى قريباً. وذكر أن التحالف العربي يعمل على تحقيق حل سياسي شامل في اليمن، مشيرًا إلى أن التحالف يأمل بأن يكون اتفاق تبادل الأسرى مؤشرا لبناء الثقة. خطوة لكسر مياه الجليد اتصالاً بذلك أعلنت جماعة الحوثي الانقلابية، الأحد، أن تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى مع الحكومة اليمنية الشرعية، سيبدأ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. ووفقا لمسؤول ملف الأسرى في الجماعة الانقلابية، «عبد القادر المرتضى»، فأن اتفاق جنيف يعد خطوة هامة لكسر مياه الجليد بعد 4 جولات من التفاوض في ملف تبادل الأسرى». وأضاف المرتضى في تصريحاته: «الخطة التنفيذية يشرف عليها الصليب الأحمر، وستبدأ يوم 15 أكتوبر، وستكون عبر الطيران من الرياض وعدن ومأرب إلى صنعاء والعكس». وشدد على جاهزية الجماعة لتنفيذ كل اتفاق السويد بشأن الأسرى، موضحا: «لدينا الدعم الكامل من القيادة (قيادة الجماعة) لصفقة كاملة؛ لكن الطرف الآخر (الحكومة) غير مستعد لتوسعة الصفقة أو إتمامها». وتابع: «الحضور السعودي في مفاوضات جنيف كان ضروريا لإتمام هذه العملية، لأن لديهم الكثير من الأسرى لدى الجيش واللجان الشعبية (يتبعون الحوثيين)». من جانبه قال القيادي في الجماعة الانقلابية، «محمد علي الحوثي» المسؤول السياسي الجماعة على تويتر في ساعة مبكرة من صباح الأحد «ما يهمنا هو التنفيذ بشأن الأسرى وليس التوقيع فقط». تفاصيل الاتفاق في المقابل قال عضو في وفد الحكومة اليمنية الشرعية في صفقة تبادل الأسرى والمعتقلين، يوم الأحد، إن مفاوضات المرحلة الثانية ستبدأ نهاية أكتوبر/تشرين الأول القادم. وأضاف «ماجد فضائل» عضو الوفد وهو وكيل وزارة حقوق الإنسان في الحكومة لموقع” يمن مونيتور”: أن المفاوضات القادمة بين الوفد مع وفد الحوثيين ستكون نهاية أكتوبر الجاري، مع نجاح المرحلة الأولى. وحول تفاصيل الاتفاق قال “فضائل”: الحكومة اليمنية بادلت 230 أسيراً ومعتقلاً، مقابل 230 من الحوثيين، وممثل للمقاومة الجنوبية -ضمن الوفد الحكومي- بادل 150 من أسراه مقابل 201 من أسرى الحوثيين، والتحالف العربي بادل 19 أسيراً -بينهم 15 سعودياً و4 سودانيين- مقابل 250 من أسرى الحوثيين. وتابع: إن الأسماء الذين تم محاكمتهم سواء لدى الحكومة أو الحوثيين هي التي يتمسك بها كل طرف، ولها معايير محددة. وحول إذا ما كانت الحكومة اليمنية تعتبر ذلك انجازاً قال فضائل: الإنجاز بعد الإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين وعلى رأسهم الصحفيين والأربعة المشمولين وما تم هو خطوة أولى نحو هذا الإنجاز. الصحفيون خارج الاتفاق في موازاة ذلك لم يتم تضمين الصحافيون الثمانية المعتقلون لدى الحوثيين، ضمن اتفاق جنيف بين الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي المسلحة لتبادل الأسرى والمعتقلين، كما أفاد مسؤول في الوفد الحكومي وأحد أفراد عائلة الصحافيين. ونقلت مصادر صحفية عن قريب لأحد الصحفيين المختطفين إن النتائج الواضحة اليوم في ملف التبادل ليست إلا نتيجة طبيعية للأداء الضعيف والهزيل للجنة الحكومية المكلفة بهذا الملف، ويكشف حجم التلاعب فيه وسوء ادارته من قبل المعنيين في الداخلوالمفاوضين في الخارج. وبالعودة لتصريحات «ماجد فضائل» وكيل وزارة حقوق الإنسان وعضو الوفد الحكومي. لفت المسؤول اليمني إلى أن: «الحكومة الشرعية طالبت على رأس قائمتها الصحافيين والأربعة المشمولين بقرار مجلس الأمن الدولي، لكن رفض الحوثيون». وأشار فضائل إلى أن «جميع الأسرى والمعتقلين مهمون للحكومة، وطالبنا بهم جميعاً دون استثناء، وكذلك فعل الحوثيون». ونقل فضائل عن رئيس وفد الحوثيين (عبدالقادر المرتضى) خلال مناقشته عن الصحفيين قوله: سيبقون رهائن من أجل مبادلتهم بأسرى. وعند موافقة الحكومة على مبادلتهم بأسرى رد المرتضى: لن يتم مناقشتهم في المرحلة الحالية. وأضاف فضائل: تم ذلك بحضور المبعوث، لذلك كنا أمام خيارين إما الإصرار على موقفنا وعدم المضي قدماً ولا يكون هناك اتفاق، أو تكون لهم الأولوية في المرحلة القادمة. وانطلقت الجمعة الماضي في سويسرا محادثات بين الحوثيين وممثّلين عن الحكومة الشرعية بشأن تبادل الأسرى.