يعد الفيلسوف الإغريقى سقراط واحدا ممن وضعوا الشروط الأساسية لنظرية الجمال في الفن، إذ رأى أن الفن سواء كان فناً جميلاً أو فناً صناعياً له وظيفة تخدم الحياة الإنسانية، وبمعنى أدق الحياة الأخلاقية. وفى سنة 399 قبل الميلاد، شهدت أثينا محاكمة تاريخية لفيلسوفها الأشهر سقراط، وكانت تهمته الرئيسية هي "إفساد الشباب" وفى النهاية قضى الحكم بإعدام سقراط الذي اختار السم أداة للموت. بعد ذلك بسنوات طويلة وبالتحديد فى سنة 1787 قام الفنان التشكيلى جاك لوى دافيد بإبداع لوحة موت سقراط، وهي اللوحة التي تمتلئ بتفاصيل كثيرة جداً، مثلاً دلالة آلة العزف التي بجوار سقراط، احوال التلاميذ المختلفة وردود أفعالهم المتباينة، وكذلك القيود. وجاك لوى دافيد رسام فرنسي، وأحد أبرز فناني المدرسة الكلاسيكية الجديدة، ولد لعائلة باريسية من الطبقة المتوسطة فى عام 1748 بعد أن اغتيل والده، عاش مع أعمامه، حين بلغ من العمر ستة عشر عامًا، درس الفن في الأكاديمية الملكية في عام 1774 ربح جائزة روما، وبعد ذلك سافر إلى إيطاليا حيث تأثر بالفن الكلاسيكي، وبأعمال فنان القرن 17 نيكولا بوسان، ومكث هناك ستة أعوام. كان دافيد من الذين دعموا الثورة الفرنسية بشكل كبير، فأصبح بعد ذلك رسام الثورة الرسمى. عمل دافيد على إحياء تقاليد الفن الروماني، فقد كان التكوين في لوحاته يعتمد على قواعد هندسية صارمة، فكان الخط وليس اللون موضع اهتمامه، وقد أنشأ دافيد "أكاديمية الفنون" التي كانت ممثلة للذوق الرسمى للثورة الفرنسية.