كشفت الفعالية التي شهدتها مدينة الضالع أمس الاثنين بملعب الصمود والتي تمثلت في مهرجان جماهيري حاشد - دعت إليه جمعية المتقاعدين بمحافظة الضالع- كشفت أشياء عديدة قد تكون غائبة لدى المتابع العادي لمسيرة ما يسمى نضال أبناء المحافظات الجنوبية منذ بدايتها وحتى يوم أمس الاثنين الذي كان يوماً آخر في فعاليات "المتقاعدين، العاطلين، المسرحين" بحسب ما يزعم قادة الحراك، حيث بدى مهرجان أمس بصورة تكشف حقيقة الأموال المتدفقة والدعم السخي الذي يقدم لإقامة مثل هذه الفعاليات مشروطاً بعدة شروط أهما رفع أعلام الجنوب، والتنديد بالوحدة، ورفع صور علي سالم البيض، وترديد هتافات وشعارات مناطقية وانفصالية، وقطع الطرق المؤدية إلى المحافظات الجنوبية، وغيرها من التصرفات التي تصب في هذا الاتجاه، بالإضافة إلى استهداف أحزاب المشترك وفي مقدمتها الحزب الاشتراكي اليمني. إن اللوحات الفسفورية والقماشية و القبعات التي وزعت على المشاركين، وتوفير المياه "المعدنية في المهرجان، وصرف مبالغ مالية لأعضاء اللجان التي شكلت للترتيب والتنظيم والمتابعة والحشد، وكذا تخصيص مبالغ مالية لمن ألقوا الكلمات والقصائد الشعرية. . وغيرها من الصرفيات التي حددت لمهرجان متقاعدي الضالع، أمور مجتمعة تؤكد صوابية المعلومات التي تتحدث عن تلقي عدد من القيادات في مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين لدعم خارجي أبرزهم ناصر النوبة، حسن البيشي، عبده المعطري الذي حدد فعاليات المهرجان وأوراق الندوة التي أقامتها جمعية متقاعدو الضالع أمس الأول بعد اتصالاتها بكل من قيادة حركة "تاج" في لندن وتحديداً مع أحمد الحسني، عبده النقيب، اللذان حددا للمعطري الموعد وفعاليات المهرجان بعد مشاورات مع قيادات اشتراكية تقيم في لندن ودول الخليج وسوريا. . المعلومات ذاتها تشير إلى أن المبالغ التي يتم تحويلها لقيادات مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين تحول بأسماء أشخاص آخرين منهم أشخاص يديرون بعض المواقع الالكترونية و"البالتوك". . المعلومات التي حصلت عليها "أخبار اليوم" تؤكد أن المبالغ التي حولت في الخارج للدكتور المعطري كانت هي السبب الحقيقي للخلاف الذي ظهر مؤخراً بين كلٍ من المعطري والبيشي والنوبة. . إعلان المعطري في مهرجان أمس عن قناة فضائية تبث من لندن أمر يعزز هو الآخر التأكيد بالدور الذي تلعبه حركة "تاج" في فعاليات المتقاعدين والعاطلين كما تسمى، خاصة في ظل تواجد شخصيات وقيادات أخرى لا تقبل بالرؤى والأطروحات الانفصالية، إلا أنها تحيد تماماً وعدم اشتراكها رغم قدرتها على تقديم الكثير لقضية المتقاعدين كقضية حقوقية ومطالب مشروعة، إلا أن الأيادي الحقيقية المحركة لهذا الحراك تشترط تجنيب العقلاء والشخصيات المؤثرة التي ستعمل على حل كافة القضايا وتقدم المعالجات في إطار الوحدة، وهو ما لا ينسجم مع قيادة "تاج" وفي مقدمتهم أحمد الحسني، المقرب من السيد علي ناصر محمد الحسني، وعدد من التجار في الخارج الذين يقدمون التبرعات كإعانات ومسميات أخرى يتم جمعها عبر أشخاص يعملون وفق أجندة "الجنوب العربي" التي تتبناها رموز وشخصيات جنوبية معروفة تقيم خارج الوطن منذ ما قبل تحقيق الوحدة اليمنية وبعد حرب صيف 94م. هذا وقد شهد ملعب "الصمود" بمدينة الضالع مهرجاناً جماهيرياً حاشداً بعد أن كان يفترض إقامته أمام مقر جمعية المتقاعدين، إلا أن شايع علي هادي أحد أبرز المشاركين من قيادات ما يسمى تيار "التصالح والتسامح"اعترض على ذلك وأصر على إقامة المهرجان بملعب "الصمود" والذي تحول بعد ذلك إلى مسيرة اضطرارية عقب شعور قيادة المهرجان أن عدد الحاضرين بدأ يتضاءل بسبب الانسحاب ومغادرة المهرجان فاضطرت قيادة المهرجان إلى تحويله إلى مسيرة لتغطية انسحاب وعزوف المشاركين عن المهرجان الذي تزامن مع انسحاب البيشي واتصالات النوبة التي أجراها مع عدد من القيادات الوسطية المشاركة في المهرجان. . المسيرة التي تمخضت عن هذا المهرجان سارت عبر الطريق العام الذي يربط صنعاءبعدن باتجاه منطقة سناح التي تبعد عن الضالع عشرين كم تقريباً، وقام عدد من المشاركين في المسيرة فور وصولهم إلى "سناح" بوضع البراميل في النقطة التي كانت تفصل بين الشمال والجنوب قبيل تحقيق الوحدة المباركة. . المهرجان والمسيرة لم تخلوا من الشعارات المناطقية والانفصالية والاعتداء على مبنى مؤسسة الاتصالات واعدة الكهرباء بالرشق بالحجارة، وقطع الطريق الأمر الذي لم يقابله أي تصرفات أو إجراءات من الأجهزة الأمنية والسلطات المعنية في المحافظة التي غابت تماماً عن هذه الفعالية، الأمر الذي سمح للمشاركين بالقيام بتلك التصرفات حتى وصلت إلى إحراق أعلام الجمهورية اليمنية ورفع أعلام التشطير وكذا أعلام مشروع "الجنوب العربي" وهو المشروع الذي أوجد الخلاف بين الجبهة الوطنية وجبهة التحرير آنذاك. . الدكتور المعطري رئيس جمعية متقاعدو الضالع أعلن إلى جانب إطلاق فضائية تبث من لندن إذاعة باسم الجنوب ستبث قريباً لتكن القناة الإذاعية هي المفاجأة التي تحدث عنها المعطري في وقت سابق. . في حين أعلن شلال شايع عن فعالية كبرى ستقام في زنجبار في ا ل"27" من إبريل القادم. أما علي عبدالله عيسى مدير مكتب مدير عام مديرية الضالع وأحد القيادات المؤتمرية بالضالع أعلن استقالته من المؤتمر. . وعلى صعيد متصل قطع المشاركون في المهرجان - الذين وضعوا على رؤوسهم القبعات البرتقالية المكتوب عليها "جنوب" الطريق العام "صنعاء- عدن" حينها قامت إدارة المرور بتحويل السيارات العابرة إلى طريق محافظة إب مكتفية بهذا الإجراء حتى بعد الساعة الواحدة ظهراً وبعد انصراف معظم المشاركين قامت بقطع الطريق بعد ذلك وينتهي مهرجان متقاعدو الضالع ذو القبعات البرتقالية.