صراعات داخل مليشيا الحوثي: قنبلة موقوتة على وشك الانفجار    المهرة.. محتجون يطالبون بالإفراج الفوري عن القيادي قحطان    لليوم الثالث...الحوثيون يفرضون حصاراً خانقاً على مديرية الخَلَق في الجوف    "يقظة أمن عدن تُفشل مخططًا إجراميًا... القبض على ثلاثه متهمين قاموا بهذا الأمر الخطير    شاهد :صور اليوتيوبر "جو حطاب" في حضرموت تشعل مواقع التواصل الاجتماعي    شاهد : العجوز اليمنية التي دعوتها تحققت بسقوط طائرة رئيس إيران    ناشطون يطالبون الجهات المعنية بضبط شاب اعتدى على فتاة امام الناس    رسميًا.. محمد صلاح يعلن موقفه النهائي من الرحيل عن ليفربول    رئيس الوفد الحكومي: لدينا توجيهات بعدم التعاطي مع الحوثيين إلا بالوصول إلى اتفاقية حول قحطان    اللجنة الوطنية للمرأة تناقش أهمية التمكين والمشاركة السياسة للنساء مميز    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    مجلس النواب يجمد مناقشة تقرير المبيدات بعد كلمة المشاط ولقائه بقيادة وزارة الزراعة ولجنة المبيدات    ثلاث مرات في 24 ساعة: كابلات ضوئية تقطع الإنترنت في حضرموت وشبوة!    غاتوزو يقترب من تدريب التعاون السعودي    إعلان هام من سفارة الجمهورية في العاصمة السعودية الرياض    منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن قلقها إزاء العنف ضد الأقلية المسلمة (الروهينغا) في ميانمار    الصين تبقي على اسعار الفائدة الرئيسي للقروض دون تغيير    مجلس التعاون الخليجي يؤكد موقفه الداعم لجهود السلام في اليمن وفقاً للمرجعيات الثلاث مميز    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    رسميا.. كاف يحيل فوضى الكونفيدرالية للتحقيق    منتخب الشباب يقيم معسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا    البرغوثي يرحب بقرار مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية مميز    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    قيادات سياسية وحزبية وسفراء تُعزي رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح في وفاة والده    اشتراكي الضالع ينعي الرفيق المناضل رشاد ابو اصبع    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    وفاة محتجز في سجون الحوثيين بعد سبع سنوات من اعتقاله مميز    مع اقتراب الموعد.. البنك المركزي يحسم موقفه النهائي من قرار نقل البنوك إلى عدن.. ويوجه رسالة لإدارات البنوك    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    الجوانب الانسانية المتفاقمة تتطلّب قرارات استثنائية    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    عبد الله البردوني.. الضرير الذي أبصر بعيونه اليمن    تغير مفاجئ في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    أرتيتا.. بطل غير متوج في ملاعب البريميرليج    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    قادم من سلطنة عمان.. تطور خطير وصيد نوعي في قبضة الشرعية وإعلان رسمي بشأنه    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في استطلاع لآراء أكاديميين ومثقفين من عدن بيوم الوحدة .. د.عبد الرقيب: ترسيم الحدود قطع التأثير الخارجي لتجزئة اليمن .. د.الشميري: الوحدة منجز تاريخي وعلينا أن نبعد الغشاوة
نشر في أخبار اليوم يوم 25 - 05 - 2008

ثمانية عشر عاماً من عمر الجمهورية اليمنية الوحدوية الفتية الحلم المنتظر الذي تحقق في مثل هذا اليوم من عام 1990م بعد طول الانتظار وبعد عقوداً من الزمن قدمت فيها تضحيات جسيمة ورجال صناديد جاهدوا وناضلوا من أجل تحقيق أعظم أهداف الثورة اليمنية ألا وهو تحقيق الوحدة اليمنية الهدف السامي قومياً الذي يمهد الطريق إلى تحقيق الوحدة العربية ولطالما تحققت الوحدة اليمنية برغبة وإرادة الشعب اليمني فلا يستبعد أن يثور الشعب العربي على واقعة أنها مسألة وقت ليس إلا، وبمناسبة الذكرى الثامنة عشر للعيد الوطني للجمهورية اليمنية وقيام الوحدة اليمنية يسر الصحيفة أن تلتقي بنخبة من الأكاديميين والمثقفين في محافظة عدن في ملخص الأحاديث التالية:
استطلاع: علي الخديري- نزيه عبدالله
أعظم منجز
أما الأستاذ الدكتور عدبالرقيب سعيد ثابت من كلية الآداب جامعة عدن فقد أكد أن الوحدة أعظم الإنجازات للوحدة هي حرية حركة المواطنين بين أرجاء الوطن الواحد والنسيج، وتوسع السوق الداخلية للمنتجات الوطنية، وإن كان بعض سنوات فقط وانتقال العمالة من محافظة إلى أخرى، وإزالة الحواجز النفسية المناطق المختلفة.
وما عدا ذلك فإن الأمور في غاية السواد والإحباط، فقد جرى تهميش محافظات معينة من خلال تضييق الخناق عليها اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، وفق رؤية ضيقة الأفق تهدف إلى جعل أمانة العاصمة هي محور النشاط الاقتصادي والسياسي والثقافي والتعليمي والاستثماري والصناعي وكافة أوجه النشاط التنموي، لذلك نرى التوسع العمراني المذهل لأمانة العاصمة وما رافقه من قصور في الخدمات المتنوعة.
كما شهد الوضع الاقتصادي تدهوراً غير مسبوق فقد انخفض سعر العملة الوطنية بشكل كبير وارتفعت الأسعار إلى أرقام قياسية، وتشفت البطالة الكاملة والمقنعة، وصلت إحصائياتها إلى أرقام لا يمن تصديقها، وانخفض المستوى المعيشي للمواطن وتدهور قدرتهم على شراء الغذاء، حيث وصلت نسبة الإنفاق على الغذاء إلى 90% من ميزانية الأسرة، وانعدمت الخدمات التعليمية، وتراجع مستوى التعليم الحكومي وكافة مراحله إلى أدنى مستوياته، وأخيراً وجد التمايز الطبقي فنشأت فئة استحوذت على مقدرات وخيرات البلاد النفطية والمعدنية وبددت الموارد المالية للبلاد، وامتلكت كل ما يمكن امتلاكه دون أي سبب، وفي المقابل توسع شريحة الفقراء المعدمين، حتى الطبقة الوسطى تآكلت وأنحدر معظمها إلى الطبقة الفقيرة.
وماذا تعلق بالاعتصامات؟
- أجاب أن الاعتصام والاحتجاج وكافة أوجه التعبير عن الرأي حق مكفول بحكم الدستور، إلا أنه يبقي أن تنظم هذه الاعتصامات واستخدام العنف والفوضى، وكذا عدم رفع الشعارات الانفصالية لأن ذلك خط أحمر ينبغي ألا يتجاوزه أحد مهما كانت الأسباب، فالظروف الاقتصادية الصعبة والإقصاء والاضطهاد يشمل معظم أرجاء البلاد، وإن كان أكثر حدة ووضوحاً في المحافظات الجنوبية والشرقية، حيث تم حيث تم الاستيلاء على الأرض والثروات في هذه المحافظات وأقصد هنا المؤسسات العامة، فقد تم الاستيلاء عليها دون مناقصات عامة مفتوحة دون أن تحقق عائداً مالياً لخزانة الدولة، كما تم نهب الأراضي وتوزيعها على فئات معينة، وتم الاستغناء عن قطاعات واسعة من الجيش والجهاز المدني وإحالتهم إلى المنازل، أو المعاش، وتوسعت دائرة الظلم فلم تجد الأفواج الجديدة من الخريجين فرص عمل تحقق لهم أمانيهم بالعيش بكرامة.
- كل هذه الأسباب مجتمعة دفعت بحركة الاعتصامات والمظاهرات إلى الخروج إلى الشوارع، لذلك فالمسؤولية عظيمة على الدولة في ضرورة دراسة هذه الظاهرة وتقييمها علمياً ووضع حلول عملية عادلة لها، وليس استخدام العنف والردع والتنكيل.
هل حققت الوحدة مكاسب للشعب؟
- الوحدة وسيلة وليست غاية، فهي وسيلة لرفع مستوى الشعب ليحيا حياة كريمة لائقة تمكنه من تحقيق تطور مستمر في كافة المجالات والعيش في ظل نظام وقانون يضمن له الحفاظ على كرامته وآدميته ويحقق له المواطنة المتساوية، ومن هذا المنطلق نستطيع القول بأن الوحدة لم تحقق المطالب الأساسية للشعب، فقد جمعتهم في بقعه مكانية واحدة وسلبتهم حقوقهم وكرامتهم، والسبب يعود إلى عجز الإدارة السياسية لشطري الوطن قبل الوحدة، حيث لم تكن في مستوى يؤهلها لوضع برنامج يرتكز على إيجابيات النظامين وتحديث المجتمع وليس إعادته إلى ما عصر القبيلة والتخلف.
باعتبارك أستاذاً في الجغرافية السياسية كيف تنظر للخارطة السياسية لليمن؟
- أجاب هي الشمعة المضيئة التي تحققت أثناء الوحدة، بفعل الرؤية الثاقبة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح وإدارته المتميزة للعلاقات اليمنية والعربية وإلى الوطن عموماً، فقد كان محقاً في تقديره للطرق المناسبة لإيجاد اتفاقيات حدودية ترضي كافة الأطراف وفق قاعدة "لا ضرر ولا ضرار" ، وبهذه الاتفاقيات تشكلت الصورة النهائية للخارطة السياسية لليمن، ومن حسن الحظ أن يتم ترسيم الحدود في وقت لم تصل الأمور الداخلية في اليمن إلى ما وصلت إليه من تدهور في كافة المستويات، وإلا لما تمكنت الدولة من تحقيق ذلك الإنجاز ووجود إمكانية استغلال هذه الظروف لتحقيق تنازلات صعبة من بلادنا، والمهم جداً في هذه الاتفاقيات أنها حددت شكل اليمن ومساحته ضمن حدود دولية معترف بها عربياً ودولياً، وإلا لكانت الدعوات الانفصالية الحالية قد وجدت ثغرة قانونية ودولية تستطيع من خلالها استقطاب التأثير الخارجي لإنجاز اليمن وذلك لعدم وجود حدود دولية معترف بها، أما الآن إن تمت المصادقة عليها عربياً ودولياً، فالأمر أصبح مستحيلاً لأنه شأن داخلي، وكل الشعب اليمني سيقف صفاً واحداً أمام أية محاولة لتجزئة الوطن وستدافع فيالق الدفاع عن الوحدة من كل حدب وصوب، وسيتم محاسبة المنادين للتجزئة والتشرذم والمتسببين فيها.
الوحدة لا تقدر بثمن.
الأستاذ الدكتور سمير عبدالرحمن الشميري/ رئيس قسم علم الاجتماع في كلية التربية جامعة عدن فقد وصف الوحدة اليمنية بعد ثمانية عشر عاماً من عمرها بالقول: إن الوحدة اليمنية هي خطوة مجيدة وعظيمة في حياة شعبنا وتعتبر إنجازاً تاريخياً من الإنجازات التاريخية العظيمة التي لا تقدر بثمن في القرن العشرين بالنسبة للشعب اليمني. . وأضاف: بأن الإشكالية والخلاف الذي يدور في الساحة اليمنية ليس على الوحدة وإنما الخلاف يكمن في الممارسات والتشوهات التي تسيء بين الفينة والأخرى إلى الوحدة اليمنية وتقدم صورة مهشمة عن الوحدة وأدت وتؤدي إلى احتقانات سياسية في المجتمع. .
ولكن من وجهة نظرك كيف يمكن أن نحافظ على الوحدة اليمنية والتماسك الاجتماعي؟
- قال إنه من وجهة نظري الشخصية أن الاحتقانات التي ظهرت والاعتصامات والأصوات التي تعالت هنا وهناك هي إفرازات لبعض التصرفات وهي التي أساءت للوحدة اليمنية، وأنه لابد من معالجة القضايا والتشوهات التي ظهرت في السنوات الأخيرة، واستطرد قائلاً: إن اتباع سياسة وضع الرأس في الرمال لا يصب في خانة تقوية مدماك الوحدة الوطنية، وإن الاعتصامات والاحتجاجات هي مؤشر واضح على وجود إشكالية عويصة لابد من حلها، لا لترحليها، فإن أتباع سياسة وضع الرأس في الرمال لا يعالج القضية وترحيل المشاكل يؤدي إلى تفاقمها ويعزز من الانقسامات والتبرمات داخل المجتمع.
وأضاف: إن الخطوة الأساسية هي لابد أن نعترف بالاختلالات لتكون مداخل مهمة لمعالجتها وأنه عدم الاعتراف بالاختلالات فإنه من المؤكد سيؤدي إلى تفاقم الإشكاليات داخل المجتمع، وواصل حديثه بالقول: إننا نعيش في وطن كبير في ظل الوحدة التي أعادت لنا العزة والكرامة وأعطت لنا بعداً وطنياً وقومياً ولكن لا ننسى أن الوطن ليس هو "هواء، وماء، وسماء، وتراب، وحجارة، وبشر" ولكن يجب الأخذ بالبعد الإنساني في هذه المسائل.
وأشار إلى أنه لابد من وجود الاستقرار الاقتصادي وحياة مستقرة لأفراد المجتمع حتى لا يشعرون بالفقر والبؤس والفاقة وإن يتم التوزيع العقلاني للموارد والثروات الوطنية بالإضافة إلى معالجة اختلالات وإهمال الفساد الذي تتحدث عنه الدولة ومنظمات المجتمع المدني، وإن تقوم الدولة بمحاصرة الفساد وعودة الأمور إلى نصابها.
وأكد أنه إذا أردنا أن تتقوى صواميل الوحدة وعرى العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع ويتقوى مدماك الوطنية اليمنية، لذا يجب معالجة الاختلالات الموجودة داخل المجتمع كونه من الصعب على إنسان يشعروه بالإحباط ويعاني من الفساد والجوع ومن الصعب عليه أن يعيش بشكل سليم ولذلك ضرورة ملحة لفتح "قنوات للحوار والانفتاح"، ونتطلع إلى التسامح وأن تسلح بالصراحة ونبعد الغشاوة عن أعيينا ونتجنب الشعارات التي تبعدنا عن القضايا الرئيسية.
وأضاف أنه لكي تتقوى الوحدة الوطنية يجب أن يشعر بها كل إنسان داخل المجتمع بالأمن العاطفي والغذائي والسياسي والأمن المعيشي حتى تستقر، والأمور بشكل صائب وسلس بعيداً عن التشظيات الجغرافية الضيقة لأن تلك الإشكاليات تؤدي إلى العزلة المجتمعية وتفجر إشكاليات ونحن لسنا بحاجة لها.
هل لك أن تصف يوم 22 مايو 90م في عدن؟
- حقيقة كان يوماً جميلاً ومجيداً بالنسبة لجميع أفراد الشعب لأن هذا كان حدثاً كبيراً في تاريخنا وطالما كانت تحلم به الأجيال وهو يوم استثنائي وتاريخي وجعلنا لا نصدق ما يحدث أمام أعيينا نتيجة لتسارع الأمور بشكل قوي ورأينا أنفسنا مباشرة في الوحدة وعمت الفرحة الشديدة الكبيرة التي لا نستطيع أن نصفها فهي أكبر من الوصف، فقد كان أفراد الشعب اليمني يحلمون بهذا اليوم المجيد الذي فتح آفاقاً جديدة لنا والذي أعطانا شيئاً استثنائياً للفرحة التي لا تتكرر في مثل هذا اليوم التاريخي، خاصة وأن شعبنا اليمني قد عانى كثيراً من التشطير وكذا كانت مسألة التنقل كانت عسيرة.
ويشاركنا في الحديث عن المناسبة الدكتور/ لؤي عبدالباري قاسم من كلية الحقوق بجامعة عدن بالقول: تنطوي صفحات التاريخ عاماً بعد عام حاملة في طياتها مجمل مسار حياة الشعوب ومجتمعاتها المختلفة من تطور ونمو وازدهار، وكذلك بالمقابل بما فيها من دمار وخراب وجمود متباينة بحسب وضع هذا المجتمع أو ذاك، وفيما يخصنا في مجتمعنا اليمني الأبي شعباً وأرضاً نستعد معاً لطي صفحة لعام جديد من عمر الوحدة اليمنية ل"ثمانية ال"18" بكل ما فيها من إنجازات ومتغيرات سادت الجمهورية اليمنية بشكل عام، وعلى صعيد كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. . ولا يسع المرء ذكر الجزئيات المكونة في موضوع أو بحث سريع ومختصر، بل أن ذلك يتطلب التحري والدقة والتحليل السليم للخروج باستخلاصات جامعة شاملة تعطي النتيجة المرجوة صدقاً وعدلاً من حيث الدراسة والطرح سواء للقارئ أو لمن عايش من أبناء الوطن هذه المرحلة من الزمن والعام كامل.
نحتفل مع كل أبناء شعبنا بهذه المناسبة 22 مايو 2008م في ذكراها الثامنة عشر والتي تميز عامها هذا بمجموعة من الإنجازات والتغيرات التي يشاد بها كان لفخامة رئيس الجمهورية الأخ/ علي عبدالله صالح وللحكومة ومؤسساتها المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني الدور الهام والبارز فيها، ولكن يبقى موضوع هام وشائك على عاتق الحكومة ألا وهو حماية المواطن حماية إنسانية شاملة ونعني بذلك التنبه لمتطلبات المجتمع الرئيسية، أم لمواطني الجمهورية اليمنية بشكل عام، في التحسين وتأمين الوضع الغذائي والصحي والتعليمي والأمني، حتى لا يكون المواطن عرضة لأي انتكاسات وتتدهور بها حالته المعيشية "كالغلاء" ويترتب على ذلك تصدع في بنية المجتمع الأساسية وهي "الأسرة" مما سيترتب عنه من سوء في التغذية وتدهور الحالة الصحية وتدني مستوى التعليم وعدم مواصلة الدراسة للأبناء مما يخلص المجتمع من أعبائه، إلى جانب تعزيز دور الأمن في خدمة المجتمع.
إننا مع الاحتفاء بهذه الذكرى الغالية "الوحدة الوطنية" نريد أن نؤكد بأنه يجب على الجميع العمل لخدمة المجتمع اليمني الواحد بروح الفريق الواحد بعيداً عن التمزق والتدمر وعلى أن تكون السلطات التشريعية والتنفيذية على مستوى المسؤولية والتوجيه الصحيح للأخذ بالقوانين التشريعية بالشكل الصحيح ومعالجة قضايا المجتمع على أساس الوحدة للشعب اليمني الواحد، وعلى أساس محاسبة كل من تسول له نفسه من سلك أي طريق غير شرعي وقانوني لإحلال الفساد والفرقة بين أبناء الوطن الواحد، وتعزيز دور القضاء في معالجة القضايا المنظورة لديهم والاستعجال في إنجاز مصالح المواطنين.
نزف أجمل التهاني لعشبنا العظيم بهذه المناسبة ولقائدنا الفذ فخامة رئيس الجمهورية الأخ/ علي عبدالله صالح متمنيين للجميع الأخذ بتجارب وعبر الماضي لتجاوز عقبات المستقبل، وللتعزيز لمواصلة بناء الوطن وتعليم أجياله ونمو اقتصاده وازدهاره.
الأستاذ المناضل/ قاسم عبدربه محمد عمر العيدروس من مناضلي حرب التحرير التنظيم الشعبي قال: نحن ناضلنا في ظروف كانت في غاية الصعوبة وتحملنا المتاعب والمشقة وجسدنا ورسمنا لوحة الوطن الواحد أثناء فترة الكفاح المسلح في الجنوب والدفاع عن ثورة 26 سبتمبر في الشمال وفي تلك الفترة العصيبة لم نكن نشعر بأن اليمن مشطرة إلى شطرين لأن الوحدة اليمنية هدف عظيم تحقق بإرادة الشعب اليمني دون أن يحتاج تحقيقه إلى مرسوم رئاسي أو اتفاق بين السلطتين، واليوم أشد اللوم والعتاب، أوجه لدعاة الانفصال ونقول لهم الوحدة اليمنية حلم ناضلنا من أجل تحقيقه وإنجاز عظيم تحقق في عهد وريادة الرئيس علي عبدالله صالح، فالوحدة اليمنية بريئة من المشاكل التي تواجهها الجمهورية اليمنية، فالوحدة اليمنية منجز عظيم وخط أحمر خطر على كل من يفكر المساس بها لأن الشعب حاميها وشعب اليمن الموحد اليوم هم من شباب جيل الوحدة اليمنية تقع عليهم مسؤولية حمايتها ونحن من تجاوزنا العقد السادس من أعمارنا يالله بحسن الخاتمة والعمل الصالح، ومسؤولية حماية الوحدة اليمنية تقع على جيل ما بعد الثورة اليمنية وجيل الوحدة، ويا ابني صحيح أن هناك أخطاء وتجاوزات لا ذنب للوحدة فيها فعيب أن نعالج الغلط بالغلط، فكثير من المناضلين يحترمون أنفسهم ويحترمون تاريخهم ولكنهم لم يحصلوا على حقوقهم في عهد الجمهورية اليمنية هل هذا يعني أن الوحدة سبب ظلمنا. . لا وألف لا، وقع الظلم علينا من المسؤولية في مرافقها ولا بد من تصحيح الأخطاء، أما الوحدة اليمنية حقنا وحق أولادنا وأولاد أولادنا ولا يمكن التفريط فيها مهما كانت مغريات ضعفاء النفوس وما فيش داعي لزندقة أصحاب المصالح الشخصية الضيقة.
الأخ المهندس/ حسين عوض محمد مدير الأشغال العامة بمديرية الشيخ عثمان، ماجستير هندسة معمارية. . قال: الوحدة اليمنية صمام أمان للوطن بأكمله وبدون الوحدة سيكون هناك تشتت وضعف وتمزق في قوة وإرادة الشعب اليمني، و22 مايو 1990م جسد ملحمة تاريخية عند ما اتخذ قرار الوحدة سياسياً لكن في حقيقة الأمر الوحدة موجودة في قلوب الناس فرضها الشعب بإرادته وقناعاته، فمن ينادون بالانفصال لا يهمهم مصلحة شعب فهم يمثلون أنفسهم فلا خوف على الوحدة منهم فالوحدة اليمنية بحلاوتها ومرارتها وبالإيجابيات والسلبيات التي شهدها الوطن اليمني الموحد تظل الوحدة اليمنية أحلى وأجمل منجزات اليمن في العصر الحديث.
فالثاني والعشرين من مايو 1990م جاءت لتكمل فرحة الشعب بالوحدة اليمنية وهذا يعني أن الإرادة السياسية في شطري اليمن في تلك الفترة قبلت بالإرادة الشعبية واستجابت لمطالب الشعب.
وكان ضمن المتحدثين بهذه المناسبة الأستاذ/ أحمد حسن صالح الشميري مدير عام مديرية الشيخ عثمان، حيث قال: تحتفل الجمهورية اليمنية اليوم بالذكرى الثامنة عشرة ليوم الوحدة اليمنية المظفرة، والوحدة اليمنية أريد أن أقول بصراحة إنها هدف سامي لنا كيمنيين والوحدة طرحت منذ الأربعينيات وهي ليست جديدة علينا والحديث عن الوحدة بمعناها ومفهومها الحقيقي هي هدف واتجاه استراتيجي لنا في اليمن، فالوحدة اليمنية هي مجد. . هي عز. . هي وحدة الأرض والشعب، فلا نريد أرضاً بدون شعب ولا نريد شعباً بدون أرض فنريد أن تكون الوحدة اليمنية وحدة متكاملة وحدة الشعب والأرض ونريد أن تكون فيها كل الأمور فيها تكافؤ. . فيها حقوق وواجبات وفيها شراكة حقيقة الأمر إذا أردنا أن نفهم ما هي الوحدة بناء على سؤالك؟
الأخ الأستاذ / عبدالله عبدالرب ثابت، ماجستير علوم سياسية. . قال: الوحدة حدث عظيم. . ومقدس تحقق فيها الأمن والاستقرار ليس فقط في الجمهورية اليمنية وإنما شمل ذلك منطقة الخليج والجزيرة العربية وشكلت الوحدة عامل قوة لليمنيين وهي حلم تاريخي تحققت على يد الرمز الوحدوي علي عبدالله صالح وكافة العناصر والشخصيات الفاعلة والمخلصة دون استثناء، فالوحدة اليمنية أنهت حالات الحروب والاقتتال الداخلي ولذلك وضعت حداً نهائياً لذلك.
وأضاف عبدالله عبدالرب ستظل اليمن محل تقدير وإعجاب الأشقاء العرب والمسلمين والأصدقاء في العالم لما حققوه من إنجاز بالفعل أدهش وأبهر العالم وتوالت المنجزات في عهد الوحدة اليمنية وكان آخرها إنجاز انتخاب المحافظين على طريق إرساء النهج الديمقراطي كنموذج أفضل، وأعمق في ظل وجود حرية للصحافة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، فاليمن كبيرة بشعبها ومساحتها ودورها إقليمياً وعربياً ودولياً، ولعبت المبادرات التي قدمتها اليمن على الصعيد الخارجي دوراً إيجابياً في رأب الصدع بين كثير من الفرقاء على صعيد المثال لبنان والعراق وفلسطين بل شكلت السياسة الخارجية اليمنية نموذجاً رائعاً للمواقف الشجاعة المعلنة في نموذج يحتذى به في كثير من المواقف من قبل القادة العرب الذين ظلوا صامتين أمام المجازر التي ارتكبت بحق الشعب العراقي والشعب الفلسطيني وكانت بلادنا هي السباقة إلى تقديم المبادرات والدعم المعنوي والمادي لنصرة شعوبنا العربية في فلسطين والعراق على طريق تمتين الوحدة القومية العربية لأن الوحدة اليمنية مرتكز أساسي للوحدة العربية القادمة.
وحول دعوات البعض للعودة بالوطن إلى ما قبل 22 مايو 1990م قال: إن الدعوات للانفصال هي محاولات يائسة تعبر عن حالات إحباط ومرض لدى من يدعون بها وهؤلاء يحلمون بمشاريع صغيرة والدكاكين والخانات والأكشاك هم زائلون لا محال يبحثون عن مسائل ذاتية ولا يبحثون عن قضايا أعمق وأكبر وهي قضايا الشعب والتنمية والسيادة والديمقراطية اللهم أنهم يطلقون شعارات براقة لا علاقة لها بمصلحة الشعب اليمني ولا بتطوره ولا بوحدته فهؤلاء أصحاب المشاريع الصغيرة سيقفون عند ذاتهم وسيتقوقعون وسينتهون كما انتهت المشاريع القديمة التي انتهت في فترة السبعينيات من القرن الماضي، وما بعدها.
وكان الأستاذ/ عباس أحمد فارع الأستاذ المحاضر في كلية التربية بطور الباحة بلحج ومستشار مدير عام التربية والتعليم بمحافظة عدن آخر المتحدثين وبالمختصر المفيد حيث قال: الشعارات الانفصالية لا توجد في قاموس الوحدة والرجوع بعجلة التاريخ إلى الخلف مستحيل مهما كانت الظروف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.