أعلنت عدد من قبائل محافظة صعدة عن تشكيل حلف قبلي بمحافظة صعدة لمواجهة عناصر التمرد الحوثي ومناصرة أي شخص يتعرض للاعتداء من قبل الحوثيين. ويأتي ذلك في ظل تخلي السلطة عن شركائها -من القبائل- في مواجهة الحوثيين ممن استعانت بهم حال الحرب وتخلت عنهم ليصبحوا فريسة سهلة للحوثيين بعد الحرب؛ حيث بادر الكثير من مشائخ القبائل وأبناء صعدة إلى الانضواء في تكتل قبلي، إذ دفعت الكمائن التي تنفذها عناصر الحوثي والاشتباكات بالكثير من أبناء القبائل إلى التفكير في البحث عن طرق وأساليب أخرى تدفع عنهم وعن أبناء قبائلهم ما وصفوها باعتداءات الحوثيين على أبناء مناطقهم. وأوضح مصدر قبلي بصعدة أن تأسيس حلف قبلي جمع العديد من مشائخ وأبناء المحافظة جاء بناءً على رغبة الكثير من أبناء القبائل في الدفاع عن أنفسهم ومناطقهم من اعتداءات الحوثيين عليهم والتصدي للسياسة التي انتهجها الحوثيون لبذر بوادر التفرقة التي اعتمدت على سياسة فرق تسد أثناء غفلة الناس من أبناء المحافظة وقبائلها حسب تعبير المصدر. وأكدت القبائل أنهم ليسوا دعاة لإثارة الفتنة ولا لسفك الدماء وإنما هم إخوة من مختلف قبائل محافظة صعدة عانوا كثيراً من الحوثيين وتحملوا وصبروا كثيراً في وقت ما يزال الحوثي وأتباعه يمارسون أبشع الجرائم الهمجية المخالفة للشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد القبلية وفقاً لوثيقتهم. وحذرت الوثيقة الحوثيين من التعرض لأي شخص من قبائل محافظة صعدة وأكدت أنه في حال اعتدى الحوثيون على أي شخص من قبائل المحافظة فإنهم سيقومون بالرد على الاعتداء، مرحبين بانضمام أي شخص إلى هذا التجمع القبلي. وأضاف الشيخ يحيى مقيت في تصريح ل"أخبار اليوم" أنه تم اجتماع مشائخ من قبائل خولان بن عامر وانضم إليهم مجموعة من مشايخ همدان، مشيراً إلى أن الحلف قديم وليس بجديد، ولفت إلى أن الكثير من أبناء المحافظة أدركوا أن تلاحمهم وتوحيد صفوفهم هو الوسيلة والطريقة الوحيدة لمواجهة ذلك والتصدي له حسب قناعة أعداد كبيرة من أبناء المحافظة وفي مقدمتهم قبائل خولان بن عامر الذين كانوا في مقدمة من بادر إلى الدعوة للاجتماع وتوحيد الجهود منذ بداية تواصلنا بهم في خولان بن عامر وحتى بلاد رازح وعدد من وجهاء ومشائخ الملاحيط وكذا منطقة حرض، منهم على سبيل المثال لا الحصر غالب جلهم والشيخ/ عادل فروان والشيخ/ عزيز خرصان والشيخ/ عبد الرحيم ريشان والشيخ/ حسن مفرح والشيخ/ فايز بشر، وغيرهم، مشيراً إلى أن عدد الموقعين على الوثيقة بلغ حتى ساعة كتابة هذا الخبر ثمانية من مشائخ المحافظة شاملين من ينتمون إليهم من أبناء قبائلهم، بالإضافة إلى مائتين وسبعين شخصاً من مناطق مختلفة بالمحافظة، وهذا بخلاف من أبلغونا هاتفياً موافقتهم على الانضمام إلى هذا التحالف. وأكد ابن مقيت لموقع الصحوة نت أيضاً أن الاتفاق جرى على وثيقة عهد وترابط بين أبناء القبائل معززة بقسم من قبل كل الموقعين عليها للدفاع عن أنفسنا وليس بغرض الاعتداء على أي شخص أو جهة، كون الاتفاق لا يدعو إلى سفك الدماء، مشيراً إلى ان مثل هذه التحالفات كانت معروفة لدى الجميع من الآباء والأجداد وحتى في عهد النبي وصحابته الكرام، منوهاً في ذات الوقت إلى أنها لا تنتقص من هيبة الدولة وسلطتها، بل جاء الاتفاق تماشياً مع الشرع الذي دعا إلى الجماعة والابتعاد عن التفرق والتشتت وليس له أي أغراض أخرى غير ما سبق الإشارة إليه. ونوه الشيخ يحيى مقيت إلى أن خطوة اتخذها الحلف تمثلت في إرسال مذكرة إلى محافظ المحافظة ومدير الأمن العام ولجنة تنفيذ النقاط الست تم فيها المطالبة بإلزام الحوثيين بإطلاق سراح عدد أربعين من أبناء القبائل الذين تم خطفهم من قبل الحوثيين إثر إعلان وقف الحرب، بالإضافة إلى رفع ما يقارب عشر نقاط استحدثت من قبل الحوثيين إثر وقف الحرب أيضاً في بعض المناطق، وأشار إلى أنه تم تحديد ثلاثة أيام لذلك وإذا لم يتم التجاوب مع هذه المطالب فإنه سيتم الاجتماع لمناقشة التدابير اللازمة حيال ذلك. من جانبها عبرت قبائل سفيان على ضرورة توحدهم وتكاتفهم لمواجهة الحوثيين، وحذر عدد من مشائخ رازح وخولان بن عامر وحرف سفيان من خطورة اعتداءات الحوثيين على أبناء القبائل ، وذلك في اجتماعهم الأربعاء الماضي بمنزل الشيخ خالد علي جميلة بحضور عدد من مشائخ الجوف ، كما عبروا عن تضامنهم مع شيخ قبائل درب زيد وأصحابه وإدانتهم لمقتل ستة عشر فرداً من الأسرى الذين قام الحوثيون باقتيادهم من المنطقة إلى منطقة عيان في المواجهات التي دارت بين الجانبين مؤخراً. وطالبوا الدولة بالخروج عن صمتها وتحمل مسؤوليتها في الحفاظ على أمن المواطنين، كونهم من رعاياها ومناصريها وأن يشملهم الصلح الذي وقع بين الدولة والحوثيين، كون المواطنين من الدولة وإليها لهم ما لها وعليهم ما عليها، وأنهم لم يدخلوا في هذه المشاكل مع الحوثيين إلا بسبب وقوفهم مع الدولة. ودعا المجتمعون أبناء مديرية سفيان من جباري ورهمي إلى توحيد الصف وجمع الشمل، كون منطقة سفيان أولى بالتوحد والحفاظ على أمنها وطرد الدخلاء عليها من خارج المديرية، منوهين إلى أنه إذا لم يحدث ذلك فستظل الآراء متفرقة وهو ما سيسمح للحوثيين باستهداف الجميع، وطالبوا في ذات الوقت الدولة بالوقوف مع كل المتعاونين معها والذين أصبحوا عرضة لهجمات الحوثيين. إلى ذلك اتهمت وزارة الداخلية عناصر تابعة للمتمردين الحوثيين بقتل جندي يعمل مرافقاً لأحد أعضاء مجلس النواب، في مديرية الصفراء بمحافظة صعدة. وقال موقع الوزارة على الإنترنت "إن أحد العناصر الحوثية ويدعى (ع. ز. جحيل) أطلق النار على الجندي فارس علي هادي العلوي البالغ من العمر26 عاماً أثناء قيام الجندي، (التابع لقوات الأمن العام) بمنع الجاني من بث أشرطة خاصة بفتنة التمرد الحوثية". وأضاف "إن المدعو جحيل أصاب الجندي برصاصة في رأسه توفي على إثرها في الحال". وأوضح الموقع أن قيادة لواء المجد في المنطقة ألقت القبض على الجاني وسلمته إلى الأجهزة الأمنية لإجراء التحقيقات معه بتهمة قتله جندياً يعمل مرافقاً مع الشيخ/ عمر صالح هندي عضو مجلس النواب، مؤكدة أن الجاني ينتمي إلى جماعة الحوثي. وفي سياق متصل، اتهمت الداخلية عناصر الحوثي بنهب "مواسير" مياه تابعة للمؤسسة المحلية لمشاريع مياه الريف. وذكر المصدر أن قطاع الأمن بوزارة الداخلية وجه إدارات الأمن في محافظات حجةوالجوف ومأرب بضرورة إبلاغ النقاط الأمنية المتواجدة في إطار محافظاتهم بضبط أي قاطرة أو سيارة تحمل "مواسير" مياه لمنع عناصر الحوثي من إخراج أنابيب المياه المنهوبة وبيعها في المحافظات المذكورة. وأفادت الأجهزة الأمنية في محافظة صعدة أنها تواصل تحرياتها عن أنابيب المياه التابعة للمؤسسة المحلية لمشاريع مياه الريف، مشيرة إلى أن لدى الحوثيين نية لإخراج الأنابيب المنهوبة من محافظة صعدة وبيعها في إحدى المحافظات المجاورة