وجه نائب في مجلس الشعب المصري أمس الأربعاء انتقادات حادة إلى الحكومة، بعد تصدير كميات هائلة من جلود الحمير إلى الصين، من دون لحومها، مشككاً في أن هذه اللحوم "تم بيعها إلى الشعب المصري". ففي بيان عاجل تقدّم به إلى البرلمان المصري، مرفقاً بمستندات رسمية من وزارة الزراعة قال النائب المعارض حمدي حسن إن وزارة الزراعة وافقت مؤخرا على تصدير 7300 قطعة جلد حمار للصين خلال 3 شهور، تلاها تصدير 4600 قطعة أخرى في أقل من شهر، "كما تم تصدير 2700 قطعة يوم 21-1- 2008 و2300 قطعة في 6-3-2008، وبعدها بأقل من شهر تم تصدير نفس الكمية"، بحسب ما يشير حسن. واعتبر النائب انه "من الطبيعي تفهم طبيعة الشعب الصيني، الذي يأكل لحوم الحمير والقطط والكلاب، كما من الطبيعي تفهم أن الصين تنظم حاليا دورة الألعاب الأولمبية، وقد تكون في حاجة ماسة لهذه اللحوم، كما قد تكون فى حاجة أيضا إلى جلودها من أجل التصنيع، أما ما لا يمكن فهمه، فهو أن تستورد الصين هذا الكم الهائل من جلود الحمير دون لحومها"، متسائلا "أين ذهبت هذه اللحوم؟". . واعتبر النائب المعارض أن هذه الأفعال "تعتبر جريمة جديدة في حق الشعب المصري، من قبل حكومة الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، خاصة وأنه في نفس فترات تصدير جلود الحمير إلى الصين، انتشرت ظاهرة بيع لحوم الحمير في محلات الجزارة دون أن يعرف المواطنون شيئا عن طبيعتها". يذكر أنه عقب آخر عملية تصدير جلود الحمير إلى الصين، تم الحكم على 3 جزارين بتهمة بيع لحوم الحمير بالحبس وغرامة 30 ألف جنية، حيث اعترفوا ببيعهم لحوم الحمير والحيوانات النافقة في العاصمة المصرية وضواحيها، مشيرين إلى أن تعاملاتهم امتدت إلى المطاعم الشهيرة، والفنادق الكبرى، ما مكّنهم من تحقيق أرباح طائلة. وقال المتهمون، خلال مثولهم أمام المحكمة في ابريل الماضي، إن دافعهم كان "تأدية خدمة كبيرة للفقراء والمحرومين" بتذوق اللحوم، ببيع الكيلو الواحد ب5 جنيهات فقط (أقل من دولار واحد)، مشيرين إلى أنهم كانوا يشعرون ب"الرضا وراحة الضمير" عندما يرون السعادة على وجوه زبائنهم الفقراء.