فنان مميز في ساحتنا الغنائية له طابعه الخاص ، كل أغانيه محطات، ربما نقرأ من خلالها جزءاً من معاناته، رغم ذلك تدخل أغانيه في صدورنا الفرحة بلهجته المحلية الراقية وبألحانه الشجية العذبة.. تعالوا نعايده في مرضه، داعين المولى العزيز القدير أن يمنحه الصحة و(يحنن) قلوب المسؤولين عليه . حيرة قلمي أحتار بعد ما سمعت حديث الفنان/ محمد علي ميسري فماذا أكتب ؟، لا يعرف الناس من هو محمد علي ميسري صاحب أجمل وأشهر الأغنيات منها " يا عم منصور يا مروح البلد " و " غني يا عدن الثورة " الكل يعرف من هو ؟! ماذا يعاني؟!، البعض يعرف معاناته ممن يعملون في وزارة الثقافة ومكتبها في محافظة أبين. والحال كهذا، هل أكتب بمهنية كإعلامية أو كإنسانة آلمتها الغصة وهي تقرأ الألم في عيون فنان كبير مهمل إلى هذا الحد؟، أم تكتب عن مسيرة العناء اليومي لهذا الفنان وهو يعاني من مشقة الألم عبر جرعات الدواء " لغسيل الكلى ". إن رصيد الفنان الميسري يكفيه لعلاجه إذا ما كان هناك إنصاف في الوقت الذي كل ما يحتاجه اليوم هو تأجير شقة في محافظة عدن لتكفيه مشقة السفر بين الجبال والوهاد طلوعاً ونزولاً يومين كل أسبوع ، فهل يجد فنان كهذا بعمقه الإنساني الرحيب صدى في نفوس المسؤولين والداعمين للفن والإبداع في اليمن؟ ملحوظة :( أرجو أن لا يفهم القارئ أنني أقوم " بالشحذ " نيابة عن الفنان أو باسمه، ولكنني فقط أردت أن أضع المجتمع أمام مسؤولياتة في واقع مادي لا يرحم ) فلا تتركوا " عم منصور يروح البلد خائباً " هذا الموضوع نشرته قبل حوالي سنتين في صحيفة الأيام، مناشدة الجهات المعنية بحق هذا الفنان ولكن تركوه يروح البلد خائيباً لتزداد المعاناة عندما تلفت تسجيلات أغانيه من قناة عدن بداية التسعينات ولم يستطع إعادة تسجيلها مرة أخرى، قالوا له لا توجد إعتمادات وهاهو اليوم لا يستطيع إعادة تسجيلها بسبب مرضه الذي الزمه الفراش ، الفنان/ محمد علي ميسري صاحب أجمل وأشهر أغاني لازالت عالقة في أذهاننا مثل " يا عم منصور " و"كيفكم يا حبايب طمنونا على الحال " من كلماته والحانة. تلك الأغنية التي بسطت عليها فنانة خليجية اسمها آسيا عبادي ، وأغنية أخرى بسط عليها الفنان/ خالد الملا وهي بعنوان " شيء معك لي أخبار قول لي " من كلمات الشاعر/ عبدالله المقادح والحان الميسري عذراً يا عم محمد علي ميسري بعد أن انفض السامر من حولك كأني بك قد قرأت كف القدر حين غنيت عن عمنا منصور الذي روح البلد دون أن يكترث به أحد وزدت عن ذلك حين رحت أتساءل عن الأحوال لتطمئن على الحبايب، أحببت الناس وأحبوك وليس للحب رصيد مادي في زحمة الملايين التي يتقادفها (الأكثر حظاً) وحين غنيت للوطن والثورة لم تنس الفلاحة ورسمتها عنواناً لإحدى أغانيك " يا فلاحة ". الم أقل لك أنك استطعت أن تقرأ خط حياتك من خلال أغنية " موسم الصيف " و"حادي العيس" يتضح كم هي أسفارك بين حلك وترحالك سفر هنا وسفر هناك. لو فهم المسؤولون وقرؤوا أغنياتك لكفوا عن انشغالاتهم أو على الأقل لوضعوا معاناتك في جدول اجتماعاتهم الصباحية , كيف لا وأنت من غنيت "غني يا عدن الثورة" وغنيت لليمن وكنت عربياً حين غنيت من ألحانك لثورة الجزائر عام 64م، وبعد.. ماذا يمكننا القول خلص الكلام وكل ما نأمله من المسؤولين في الثقافة أو محافظة أبين أو عدن استضافتك في شقة بديلاً من الرحيل من والى مستشفى الجمهورية التعليمي في محافظة عدن ، طلب يسير جداً ربما لا يحتاج إلى مقال في الصحيفة، لكن قدرنا أن نناشد ونصدر البيانات في كل شاردة وواردة ، ولكم العافية جميعاً. سطور عن الفنان الميسري الفنان الميسري من مواليد 1946م ،مديرية مودية ، أبين تعلم في مدارسها واشتغل التدريس من عام 1962م/11/1 وحتى 1978/11/1م ، حيث انتقل إلى إدارة الثقافة أبين مديراً للمركز التفافي ، مودية حتى أحيل إلى التقاعد عام 2006م متزوج وله ستة أبناء شارك في العديد من المهرجانات العربية والدولية ومنها على سبيل المثال :( مهرجان كوبا للشباب ، مهرجان الفنون الربيعي في كوريا ، ومهرجان بابل في العراق ، مهرجان الشبيبة العمالية في ألمانيا وغيرها) لدية رصيد من الأعمال الغنائية المشهورة وكثير من الأناشيد الوطنية والوحدوية التي لازالت تتردد إلى اليوم، قدم العديد من الأصوات الموجودة في الساحة الفنية وغنى له الكثير من الفنانين في الداخل والخارج وكما قال هو في أحد اتصالاتي معه " أنا اتركهم لانسانيتهم لأني أعيش ظرفاً خاصاً ولابد أن تكون هناك لفتة لأني أولاً إنسان وبعدها فنان وهذا هو التكريم الصحيح " وفي الأخير لو طبقت الدولة عبر تشريعاتها قانون الحق الفكري لارتاح الفنان من حرج السؤال ولتحصل على حقوقه حين أذاعته أي عمل له، فهل نطبق القانون الذي وقعت عليه بلادنا ؟