شيع أمس الآلاف جثمان الشهيد/ يوسف أحمد صالح عمر النجدي، الذي لقي مصرعه صباح أمس في حي السعادة بمديرية خورمكسر بعدن إثر إطلاق النار العشوائي من قبل الأمن المركزي والجي ش داخل الحي والذي نتج عنه أيضاً إصابة امرأة بطلق ناري لحظة قيام الأمن بفتح الطريق. وحملت أسرة الشهيد/ يوسف أحمد صالح عمر النجدي قوات الأمن المركزي والجيش مسؤولية مقتل ولدهم صباح أمس الاثنين بحي السعادة في مديرية خور مكسر . وأضافت الأسرة أن ولدهم كان متواجداً في منزل شقيقته الذي يقع في حي السعادة أثناء إصابته بطلقتين إحداهما في الرأس والأخرى في البطن، مما أدى إلى استشهاده على الفور ونقل بعدها إلى المستشفى. ونفت الأسرة مزاعم بعض وسائل الإعلام حول تورط عناصر مجهولة في مقتل ولدهم، لأن الحادث وقع –حد قولهم- أثناء إطلاق النار من قبل قوات الأمن المركزي و الجيش لفتح الطريق أمام الكورنيش الذي أغلق بالتزامن مع موعد جلسة الشهيد الدرويش صباح أمس وهو من أبناء نفس الحي. وكان الشهيد (يوسف) قد أوصى قبل يومين من استشهاده بعمل خط أحمر على صورته وكأنه شعر بقرب أجله. وفي هذا السياق أدانت أحزاب اللقاء المشترك في محافظة عدن ما وصفته ب"العمل الإجرامي الهمجي الغاشم والمشين"الذي راح ضحيته ثلاثة شهداء وعشرات الجرحى واعتقال آخرين، في مجزرة جديدة ارتكبها النظام الحاكم بواسطة وحدات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي وقوات الجيش أثناء اقتحامها مخيم الاعتصام في مدينة المنصورة السبت الماضي. وقالت الأحزاب في بيان لها- حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه- إن الاقتحام الذي استخدمت فيه عشرات الدبابات والمدرعات والأطقم العسكرية قد ألحق أضراراً بالغة بخيام الاعتصام والمنازل المجاورة، مما نعده جريمة من جرائم الإبادة الجماعية والموجهة ضد الإنسانية والتي لا تسقط بالتقادم، مطالبة الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية والمجتمع الدولي بوضع حد لهذه الجرائم والمجازر من قبل هذه السلطة الغاشمة وأجهزتها القمعية، كما طالبت أحزاب المشترك برفع المظاهر العسكرية المسلحة من عدن والإفراج عن جميع المعتقلين وتقديم الضالعين بارتكاب هذه الجريمة الشنعاء وحماتهم للمحاكمة لينالوا جزائهم الرادع. إلى ذلك استنكر شباب التغيير في ساحة النور بمديرية الشيخ عثمان محافظة عدن ، حادثة اقتحام ساحة الشهداء بالمنصورة وكل المحاولات الساعية إلى الالتفاف على ثورتهم التي هدفها الواضح إسقاط النظام. وأكد بسام البان المتحدث الرسمي باسم شباب التغيير في ساحة النور ل "أخبار اليوم" أن لا وصاية لأحد على هذه الثورة التي تمثل إرادة شعبنا اليمني العظيم كله، داعياً كافة القوى السياسية والاجتماعية في اليمن إلى إعلان موقف نهائي من هذا النظام ، كما دعا أبناء عدن لأن يكون لهم موقف محدد وأن لا يجعلوا عدن ساحة لتصفية الحسابات. من جانبه تمنى مجلس التنسيق من جميع أبناء يافع في محافظة عدن تحمل المسئولية الواجبة عليهم، وتقديم صورة إيجابية تعكس سلوكاً مدنياً وحضارياً، إسهاماً برفع شيئاً من معاناة هذه المحافظة التي تأمل من أبناءها بذل جهوداً مضاعفة في ظروف صعبة كهذه، وأكد المجلس أنه سيكون في حالة انعقاد دائم لمتابعة كل التطورات في هذا الجانب خدمة لمصالح جميع أبناء يافع ومحافظة عدن بشكل عام. جاء ذلك في الاجتماع التأسيسي لمجلس تنسيق أبناء يافع في محافظة عدن وضواحيها الخميس الماضي بالمنصورة، وبحضور جمع كبير من أبناء يافع يمثلون مختلف جمعيات أبناء يافع الخيرية العاملة في عدن، إلى جانب حضور عدد من المشائخ والأعيان، استشعاراً منهم بنبل المقصد من دعوة لتأسيس مجلس كهذا، وكانت أهم أهداف المجلس السعي إلى خلق علاقات تواصل مع الآخرين (هيئات، منظمات مجتمع مدني) والعمل جنباً إلى جنب معاً لمعالجة ما يمكن معالجته من قضايا يتعرض لها أبناء يافع ومحافظة عدن بشكل عام أو قد تنشأ بين مواطني هذه المحافظة ، وكذا السعي الجاد ، والعمل الصادق ، لزرع الود والوئام ، وتعزيز السلم الاجتماعي ، وصيانة الحقوق ، ونشر قيم التعاون. وعلى صعيد آخر طالب فضيلة القاضي/ محمد سعيد السنيني قاضي محكمة صيرة الابتدائية نيابة الاستئناف بعدن ضرورة استكمال التحقيقات مع مدير أمن عدن السابق ألعميد/ عبدالله قيران بتهمة تهريب المدعو "مصطفى الحولي" المتهم بمقتل أحمد درويش العام الماضي في إدارة البحث الجنائي بالمحافظة.. جاء ذلك في الجلسة الثالثة التي عقدتها أمس المحكمة. وفي السياق ذاته عبر اتحاد طلاب جامعة عدن عن أسفه وحزنه العميقين للأحداث المؤسفة التي شهدتها المنصورة السبت الماضي بعد أن أقدمت السلطة بأجهزتها المختلفة على اقتحام ساحة الثوار، محملين إياها المسؤولية الكاملة عن الأحداث. ودعا الاتحاد في بيان له -حصلت الصحيفة على نسخة منه - كافة الشباب إلى عدم الانجرار إلى مربعات العنف التي تسعى السلطة لجرهم إليه للالتفاف على الثورة السلمية والعمل على كشف كافة العناصر المدسوسة التي تعمل على تسهيل مهام السلطة في سفك دماء الشباب الأبرياء.
