انتفضت محافظة تعز أمس "عن بكرة أبيها" للمشاركة بعيد الوحدة بالمحافظة وقالت مصادر متخصصة إن نسبة المشاركين بالاحتفال بلغ 80 % من سكان المحافظة، فيما قدرتها أخرى ب"2" مليون مشارك ومشاركة. فمنذ الصباح الباكر شهدت المحافظة توافد حشود ضخمة من مديريات المحافظة واكتظت شوارع المدن الرئاسية بالأعداد الهائلة من الجموع التي هتفت ( لا شمال لا جنوب وحدتنا وحدة قلوب، بالروح بالدم نفديك يا يمن، ويا أشقاء الجوار علي صالح لفاف دوار .. الخ ) وذلك قبل وصولها إلى جولة وادي القاضي نقطة التجمع. وعقب تجمع الحشود المليونية انطلقت المسيرة مروراً بشارع جمال والعقبة والحوض ووصولاً إلى ساحة الحرية، كما انطلقت مسيرة أخرى حاشدة للنساء من جولة ديلوكس ثم باب موسى وشارع 26 حتى ساحة الحرية. وأثناء توافد الجموع من الأرياف إلى الساحة قامت قوات من الحرس الجمهوري بنقطة الحوبان أمام الحديقة بإطلاق النار على الوفود القادمة من مديريات خدير وسامع وحيفان دون سبب يذكر، مما أسفر عن إصابة 16 شخصاً أحد المصابين وصفت حالته بالخطيرة ومن بين المصابين "6" حالات بالرصاص الحي و "9" إصابات نتيجة الضرب بالهراوات وأعقاب البنادق. ومما أثار الانتباه في مهرجان الأمس هو مشاركة أبناء مديرية مشرعة وحدنان بالمناسبة بعد أن قطعوا مسافة "6" كيلومتر مشياً على الأقدام من المديرية حتى المحافظة, كما قامت قوات السلطة باحتجاز بعض السيارات في نقطة الضباب وعدم السماح بالمشاركة، مما اضطر بالشباب إلى مواصلة المسيرة على الأقدام ووصولهم وقت الظهيرة إلى الساحة . واستمرت احتفالية أمس منذ الصباح حتى وقت متأخر من المساء فقد كان الحفل الأول في ساحة الحرية فيما شهد المساء مهرجاناً كرنفالياً في شارع جمال بمشاركة عشرات الآلاف من الشباب . وكان مهرجان الثوار قد أفتتح بالسلام الجمهوري وبعد ذلك ألقيت كلمة الثوار للأستاذ/ أمين ثابت، أشاد فيها بعزيمة الثوار وإصرارهم الكبير على الاستمرار وصبرهم الغير مسبوق في تاريخ الثورات, مبشراً إياهم بالنصر والتمكين في إقامة دولة مدنية حقيقية تحفظ كرامة الإنسان وتنزع عنهم ظلم الطغاة، دولة مدنية تعيد للمواطنة المتساوية. إلى ذلك أكد بيان الثوار على أهداف الثورة السلمية في إسقاط النظام ومحاكمة رموزه الذين نهبوا العباد والبلاد وعاثوا في الأرض الفساد, متطرقاً إلى إقامة دولة مدنية حقيقية قائمة على مبدأ المواطنة المتساوية البعيدة عن العنصرية والمناطقية والمذهبية والسلاليه, دولة يسود فيها القانون والعدل على الجميع بلا استثناء. من جانب آخر ذكرت مصادر محلية أن مجاميع مسلحة كانت تستقل سيارة صالون بيج "84" بدون رقم حاولت الاعتداء على منزل الناشطة/ بشرى المقطري إلا أن يقظة أهالي الحي حالت دون ذلك، مما أجبر المسلحون على الفرار.