السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لكي يكون العش سعيداً..
نشر في أخبار اليوم يوم 24 - 05 - 2011

قلنا في العدد السابق: إن الزواج حلم يراود كل فتى وفتاة, وقد يرونه من بعيد الفردوس المفقود, والنعيم والنعمة والسراج في الظلمة، وهو القفص الوحيد الذي يتمنى الجميع دخوله ويدعون الله أن لا يفرج عنهم منه، وهو آية من آيات الله تعالى، أي معجزة شاهدة على وجود الله تعالى.
ببضع كلمات يُجمع بين رجل وامرأة، ليكون كل واحد منهما أقرب للآخر من نفسه, وأحب أهل الأرض إليه, ويشتركا في المأكل والمشرب والشدة والرخا والحلوة والمرة، ويكونا اثنين في واحد.
وبحروف أربعه "طالق" ينتهي كل شي ويصبحا أبعد اثنان، بل ويستحي أن يذكر كل منهما اسم الآخر, أو حتى مجرد التفكير فيه.
وتحدثنا عن أمور كثيرة لابد من مراعاتها والتنبه لها قبل الزواج كان آخرها التوافق والتكافؤ وسنكمل حديثنا في العدد:
* زواج أم عقوبة:
ولن يتوفق الإنسان في حياته الزوجية إذا أجبر على الزواج بمن لا يرضاه ولا يحبه.
يقول الدكتور/ يوسف القرضاوي: " إن من ابعد الأمور عن المنطق والفطرة أن تفرض شراكة مؤبدة على شريكين لا يرتاح أحدهما للآخر، إن فرض هذه الحياة عقوبة قاسية وإنها شر من السجن المؤبد، بل هي الجحيم الذي لا يطاق.
وقديماً قال احد الحكماء " إن من أعظم البلايا معاشرة من لا يوافقك ولا يفارقك، وإذا قيل هذا في الصاحب الذي يلقاه الإنسان أياماً في الأسبوع، فكيف بمن هو قعيد بيتك وصاحب جنبك وشريك حياتك".
كما أنني لا ادري كيف يقبل بعض الرجال على أنفسهم الزواج من فتيات يعلمون أنهن لا يرغبن بهم وعنده علم مسبق بأن قلب من يطلبها يهوى غيره، ولن أقول لأمثال هؤلاء أين الرحمة وأين الإنسانية، لكن سأقول لهم أين الكرامة والغيرة والأنفة" ولو كنت رجلاً ما قبلت الزواج منها وإن كانت آخر نساء الأرض، هذا من الجانب الإنساني، أما الجانب الديني فيقول:
لا يجوز قطعاً للأولياء إجبار المرأة البالغة أو الابن البالغ على النكاح بدون مراعاة رغبتهما ورضاهما، فإصرار الأولياء على آرائهم واتخاذهم أساليب التهديد للإجبار على نكاح ما, إنما هي محاولة فاسدة لحرمانهما من الحقوق التي أعطتهما الشريعة الإسلامية، وإن انعقاد النكاح يتوقف على إظهار الرضا وقت النكاح.
العريس جد العروس:
ولابد من التقارب في العمر بين الزوجين فان الفارق العمري بينهما سيسبب وجود كثير من الاختلافات والخلافات الأسرية، فما تحبه هي لا يحبه هو, وما ترغب فيه لم يعد يمثل له سوى أنه لعب عيال وهبالة.
سيختلفون في الأفكار والأمنيات والرغبات هي تتمنى حياة سعيدة وهو يتمنى حسن الختام وهي تحلم بالمستقبل وهو يعد نفسه للرحيل.
وكما حدثتني أحد معارفي وقد تزوجت رجلاً في سن أبيها أن علاقتها به علاقة رسمية وأشبه بالعلاقة الأبوية.
وأنا شخصياً لا احتقر شخص مثلما احتقر ذلك الشايب المتصابي الذي يبحث عن عروس في سن أحفاده.
لأنني أراه يبحث عن متعة لا عن شريكة حياة، وكم من الأوزار سيتحملها ذلك الأب الذي يبيع ابنته كسلعة رخيصة لمن يكبره هو سناً، ليقبرها في الحياة ويجبرها على تريد قول من سبقها في العذاب:
يا أمه أبي باعني
يا أمه لدنيا العذاب
وسيب أزهار عمري
تضمأ وتشرب سراب
واني صبية على درب المحبة شباب

* حب أم احترام:
سالت امرأة متزوجة، بل وجدة, ذات عقل وخلق " هل تستطيع المرأة العيش مع رجل لا تحبه"؟
قالت: نعم.
بل وإن اسعد البيوت التي لم تبن على الحب, والزواج بدون حب أسعد زواج, والزواج مع وجود الحب عذاب.
قلت: لها كيف؟
قالت: لأن الحب يخلق الغيرة والغيرة تجلب الشك والتحسس من ابسط المواقف والتألم لكل صغيرة وكبيرة.
وقد أصابت بكلامها بكبد الحقيقة، فإذا كان الحب الرومانسي وحده هو ما يربط بين الزوجين، فإن بيتهما يشبه بيت العنكبوت "وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون".
وقد تسعى المرأة أو الرجل لهدم تلك الأسرة لأتفه الأسباب, أما إذا كانت الرحمة وحسن العشرة هما أركان العلاقة بين الزوجين, وكان الهدف الرئيس من الزواج بناء أسرة واستقرار وستر "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن"، فإن العلاقة ستكون أقوى وأبقى وانجح، فألاهم من الحب التوافق والاحترام المتبادل والمعاشرة بالمعروف, فالزواج ليس قصة رومانسية.
وأنا شخصياً وقفت على حالات توضح ما قالته الخالة أم محمد، رأيت زوجات يعشن وكأنهن في الجحيم حتى قلت لهن: "هذا ما هوش زواج, الزواج سكن وطمأنينة وراحة و حياتكن هذه أشبه بسجن وجحيم"
أين خرج؟ أين دخل؟ مع من تكلم؟ ليش تأخر؟
قال با يتزوج عليا ؟
قدوه بايتزوج؟
كل يوم ببيت أبوها زعلانة
ومع الرجال يحدث هذا أيضاً, أين راحت؟ من كلمت؟
ما تحبنيش, ما تراعينيش, يغير عليها غيرة مدمرة
والطامة الكبرى إذا كان يحبها وهي لا تحبه أو لا تجيد فن التعبير عن الحب.

* أكبر من الحب:
قالت إحداهن : لن يستطيع الإنسان أن يتزوج من لم يحب ولن يحترمه ويحسن عشرته إلا إذا كان يحبه.
قلت لها " أنت غلطانة في ذلك، فهناك أمور اكبر من الحب لا يستطيع الإنسان أن يتعداها, وأمور لابد له أن يؤديها، أما طاعة لله تعالى أو خوف الفضيحة أو انه رضا بالأمر الواقع، وإلا كيف استطاعت ليلى العامرية أن تعيش مع رجل غير قيس بن الملوح, وحفظته في عرضه وماله, ولم تحدث نفسها بالهروب مع قيس ولم تبد التبرم والضجر من زوجها.
يقول الأستاذ/ محمد رشيد العويد: كثيراً ما كنت أتوقف عند وصفه تعالى للصلة بين الأزواج بأنها صلة "مودة ورحمة"، وأتأمل في دقة الوصف, فليست العلاقة علاقة عشق وهيام وصبابة وغرام كما هي بين المخطوبين أو المحبوبين قبل أن تربطهما رابطة الزواج، إنها صلة محبة هادئة "مودة" وصلة رحمة متبادلة, صلة السكن والاستقرار.
ويقول "فريدريك كوينغ" أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة تولين: إن الحب الرومانسي قوي, وعاطفي جداً ولكنه لا يدوم، بينما الحب الواقعي مرتبط بالأرض والحياة ويستطيع أن يصمد أمام التجربة.
ويضيف : إن الحب الرومانسي يبدو مثل الكعكة يحس الإنسان بالمتعة وهو يتناولها ثم يجيء زمن الهبوط , بينما الحب الواقعي هو الذي يعني تقاسم الحياة اليومية والتعاون من أجل أن يستمر.
وفي مثل هذا التعاون يستطيع الإنسان أن يصل إلى حاجته الإنسانية.
والآن أيهما أفضل حب رومانسي لا يدوم أم مودة ورحمة دائمتان، فإذا ما خُيرت بين الحب والاحترام , كان الاحترام أهم والأجمل من ذلك أن يُجمع بين الحب والاحترام.
ستقولون ألا يتعارض كلامك هذا مع قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم "ليس للمتحابين مثل النكاح".

* الحب مش كل حاجة:
والحكاية يا أعزائي القراء انه ليس في كلامي أي تناقض على الإطلاق , فليس للمتحابين مثل الزواج، كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ولكن لا تجعلوه شرطاً أساسياً للزواج، فإن وجد خير وبركة وان لم يوجد مش مشكلة.
ومن فوائد زواج المحبين راحة البال, فلو لم يتزوجا لظلت أرواحهم هائمة وقلوبهم معلقة لن تهدأ ولن تستكين أبداً, وكل ممنوع مرغوب وأحب شيء لنفس المرء ما منع.
وصدقوني لو كان قيس بن الملوح تزوج بليلى العامرية لن تمضي ستة أشهر إلا وقد "صياحهم ملان البيت والجيران يفارعوا بينهم".
لو تزوج قيس بليلي لعرف أنها إنسانة عادية مثل كل النساء, وربما "تطلع كسولة ما تعرفش تطبخ أو نكدية وتحب الفلوس أو ما تحترمش أمه ولسانها طويل".
"ولو كانت ليلي تزوجت قيس ستكتشف أنه إنسان عادي مثل كل الرجال وربما يطلع بخيل, ومش نظيف, وهرم, ويشخر, وستمل من حياتها معه لأنه عاطل عن العمل وأربعة عشرين ساعة وهو بالبيت وعالة على أبوه وربما يخليها تخرج تشتغل وهو راقد، وساعتها با تقول له: يقطع أبو اليوم اللي حبيتوك فيه".
سيصرخ قيس في وجهها "لش جني يقطع أبو اليوم اللي شفتوش فيه".
* الاختيار المناسب:
الحب يا جماعة الخير مش كل حاجة وخصوصاً في الزواج, وقد سمعت قصصاً كثيرة عن انفصال وطلاق كان سببه "أنهم ما تفاهموش"، رغم أنهم تزوجوا بعد قصة حب طويلة.
والشيء الذي أردت استنكاره اشتراط وجود الحب بين من يريدان الزواج , واشتراط وجود الحب لاستمرار الزواج، لان الزواج شركة وشراكة, الزواج سكن للاستقرار وليس كازينو او منتزه.
واعرف من كانت تحب شاباً حتى الهيام ولكنها أجبرت على الزواج من غيره وبعد أن مرت السنين قالت : الحمد لله إني ما تزوجتوش فلان.
وعاشق لم يكتب له الزواج من معشوقته وبعد أن انقشع عن عينيه الظلام قال الحمد لله إنها لم تكن زوجتي, لو تزوجتها كانت مصيبة.
فإذا تقدم للفتاة شاب تحبه ولكنه صعلوك لا يملك من حطام الدنيا شيء وليس له دين ولا خلق وآخر لديه وظيفة ومحافظ على الصلوات، فالأصح أن تخالف قلبها وتعصي هواها وتختار الثاني وان كانت تحب الأول.
وكذلك الرجل لو وجد في قلبه حبا ويميل لفتاة تتساهل في أمور دينها ولا تحفظ عرضها، فالأفضل له أن يخالف هواه ويختار من ستستطيع رعاية بيته وحفظ عرضه وان لم يكن يحبها.
ولابد أن نعرف أن لكل مرحلة عواطف ومشاعر وتفكير وأحلام , وعندما تنتهي تلك المرحلة تبدأ مرحلة جديدة ومشاعر جديدة وتفكير واهتمامات جديدة حينها إذا التفت للوراء ستقول لنفسه "كم كنتُ أخبل".

* ليت الزمان يرجع:
وإذا تأملنا في أحوال أبائنا وأجدادنا الذين كان الواحد منهم يعيش مع زوجه حتى الموت وجدناهم ما عرفوا الحب هذا , إنما كانت العلاقة بينهم مبنية على الاحترام المتبادل وحسن المعاشرة, وكانوا يراعون الأسرة والنسب والقرابة والأولاد والعيش والملح.
أما اليوم في زمن الحب والعشق وفترة الخطوبة والعقد التي تشبه شهر العسل والتي تتجاوز الأعوام الطوال, تجد فترة صلاحية الزواج قصيرة جداً جداً.
وعلى فكرة أي علاقة تبنى على الحب فقط, أقول "فقط" مهما تعملقت وتجذرت فهي قابلة للزوال، مثل الزواج والصداقة فهاتين العلاقتين هما أحلى وألذ العلاقات الإنسانية ولكنهما معرضتين للزوال وقابلتين للاستبدال لان ما يغلب عليهما هي العاطفة.
كما إن هناك علاقات لا تنهار أبداً مهما حدث ولو لم يكن فيها حب كعلاقة الآباء بأبنائهم أو الإخوة بإخوانهم, فالأخ يظل أخ ولو لم أحبه وكما يقولون "عمر الدم ما يبقى ماء".

* تعاشروا بالمعروف:
ولهذا قال الله تعالى " وعاشروهن بالمعروف" .
يقول الشيخ/ الشعراوي -رحمة الله عليه: "الود شيء والمعروف شيء آخر, فالود يكون عن حب لكن المعروف ليس ضرورياً أن يكون عن حب , ساعة يكون جائعاً سأعطيه ليأكل وألبي احتياجاته المادية، هذا هو المعروف أما الود فهو أن اعمل لإرضاء نفسي، فنقول لكل من يريد أن تبنى البيوت على الحب فقط ويجعلوه شرطاً من شروط نجاحه بل " عاشروهن بالمعروف ".
ونقول لهم كما قال عمر رضي الله عنه للمرأة التي جاء زوجها يشكو اعترافها إنها لا تحبه"
" إذا كانت أحدكن لا تحب الرجل منا فلا تخبره بذلك، فان اقل البيوت ما بني على المحبة وإنما يتعاشر الناس بالحسب والإسلام".
فلابد أن تختار الأنسب والأصلح ليكون شريك حياتك , فالحياة ليست مجرد عواطف ولكنها في الأصل مواقف , والمواقف تصنع العواطف وليس العكس.

* هذه العروس ما مثلها:
والآن ندخل في صفات ومواصفات العروس " شريكة العمر" ثم سنأتي على مواصفات العريس.
واهم وأول المواصفات التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم " اظفر بذات الدين تربت يداك"، فإذا كانت المرأة تعرف الله سبحانه وتعالى وتطيع أوامره، فهي حتما سترعاك , وستؤدي إليك جميع حقوقك وهي تطلب بذلك رضا ربها ثم رضاك.
وانظر لقول هذه المرأة صاحبة الدين والخلق عندما رآها أحدهم مع زوجها وقد كانت فائقة الجمال وهو شديد القبح .
وقال لها كيف رضيت بهذه وأنت شديدة الجمال وهو شديد القبح؟
قالت: ربما ارتكبت ذنباً فعاقبني الله تعالى به وربما فعل خيرا فكافأه الله بي.
فصاحبة الدين لن تخذلك ولن تخونك وستكون عونك في الحياة، ثم كما قلنا طيب المنبت , وقد حذرنا الله تعالى من المرأة الحسناء في المنبت السوء.
وما أجمل قول هند زوجة "أبا سفيان" رضي الله عنهما عندما طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من النساء أن يبايعنه على ألا يزنين فردت مستنكرة : وهل تزني الحرة؟! .
فطيب المنبت يأتي بعد الدين.
هلا تزوجت بكراً:
ومن الأفضل أن تكون العروس بكرا ويفضل الرجال والنساء في الشريك العمر أن يكون عازباً لم يسبق له الزواج ومن الطرائف أن الموريتانيين يفضلون المطلقات ويتنافسون على الزواج منهن، بينما الموريتانيات يشترطن في العريس انه لم يتزوج قبلها ولا يتزوج بعدها.
ومن وجهة نظري أن المرأة إذا تزوجت من رجل قد سبق له الزواج فان ذلك أفضل، فالرجل الذي تزوج من قبل كان أكثر هدوء وصبر وتحمل، أما الرجل فالأفضل أن يتزوج من لم تعرف الرجال قبله وليقدم اختيار البكر على الثيب.
وهذه نصيحة نبوية قالها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبدالله وقد تزوج ثيبا " فهلا بكر تضاحكها وتضاحكك".
قال النووي وفيه فضيلة تزوج الإبكار وثوابهن أفضل وقال صاحب عون المعبود : تعليل التزويج بالبكر لما فيه من الألفة التامة، فان الثيب قد تكون متعلقة القلب بالزوج الأول فلن تكن محبتها كاملة، بخلاف البكر.
وقال أبو حامد الغزالي وفي زواج الأبكار ثلاث فوائد:
احدها : أن تحب الزوج وتألفه فيؤثر في معنى الود, والطباع مجبولة على الإنس بأول مألوف، أما التي اختبرت الرجال فربما لا ترضى بعض الأوصاف التي تخالف ما ألفته فتكره الزوج.
والثانية: أنها لا تحن إلى الزوج الأول.
والثالثة : أن ذلك أكمل في مودته لها فان الزواج بمن سبق لها الزواج ثقيل على الطبع .
النساء ثلاث:
وقد قيل النساء ثلاث: واحدة لك وواحدة عليك وواحدة لا لك ولا عليك.
أما التي لك : فهي التي لم تعرف الرجال قبلك , إن رأت خيراً حمدت وان رأت شراً سترت، أما التي لا لك ولا عليك: فهي امرأة قد تزوجت غيرك من قبلك، فإن رأت خيراً قالت هذا ما نحب وان رأت شراً حنت إلى زوجها الأول.
و قيل أن الأخطل شاعر بني أمية تزوج من مطلقة بعد أن طلق زوجته أم مالك لخلاف وقع بينهما , فبينا هي معه إذ ذكرت زوجها الأول فتنفست " تنهدت" , فقال الأخطل:
كلانا على هم يبيت كأنما
بجنبيه من مس الفراش قروحُ
على زوجها الماضي تنوح وإنني
على زوجتي الأخرى كذاك أنوح
ومن رأيي أن يتزوج من سبق له الزواج ممن سبق لها الزواج فيكونا كما يقول المثل " لا تعايرني ولا أعايرك فالهم طايلني وطايلك".
احذروا العديمة:
والعديمة باللغة العامية, هي عديمة الخبرة التي لا تحسن التصرف، فالعديمة لا تستطيع التعبير عن مشاعرها.
قيل أن رجلاً قال لامرأته: شفتي القمر.. قالت له: أنت القمر بكله.
أما الأخرى "العديمة" قال لها زوجها: شفتي القمر؟
فردت عليه: "ها موه أو شفتني عمياء".
والعديمة لا تحسن عمل شيء, لا تحسن التودد أو امتصاص الغضب, أو التعامل مع الأزمات أو كيفية نقل الأخبار السيئة لزوجها.
قال لها زوجها مستثيراً غيرتها :باتزوج عليش فلانة، قالت له: وأنا باتزوج فلان.
وهذا خطأ كبير, فما يجوز للرجل لا يجوز للمرأة، فلا يجوز للمرأة أن تقول لزوجها: سأتزوج فلان وهي على ذمته, وان كان من باب المزاح.. ومن أجمل الصفات في المرأة الصبر والحكمة والرقة والحنان.
حلوة ولكن البعض أو الكثير من الرجال ما يهمهم في المرأة هو الجمال, وهذا هو ما يبحث عنه غالبية الشباب هذه الأيام ولا ضير في ذلك وقد قال صلى الله عليه وسلم" تنكح المرأة لجمالها"، ولكن الجمال ليس كل شيء، وهذا ما تثبته التجارب, فاعرف شخصياً من ترك زوجته الفائقة الجمال ليتزوج بأخرى تفتقر إلى ذلك كلياً.. وإذا ما بحثنا عن السبب وجدنا تلك الجميلة تفتقد إلى جمال الروح أو إلى الأخلاق أو أنها "عديمة".
* طباخة ونظيفة:
ومن الأمور المستحسنة في شريكة العمر أن لا تكون كسولة و أن تكون ممن يجيد فنون الطبخ.. فالكل يعلم أن اقرب الطرق إلى قلب الرجل هي معدته، ونعلم قصص طلاق كان سببها "كبسة أو زربيان".. حيث كانت صديقة الزوجة تحسن الطبخ وتهدي صديقتها بعضاً مما تطبخ, وكان ذلك سبباً في طلاقها وارتباط زوجها بصديقتها الطباخة.
ومن الأمور المستحبة في شريكة العمر النظافة, ولذلك تعمد السوريات عند الخطبة لأبنائهن إلى دخول المطابخ والحمامات فجأة, لان غرف الجلوس من الطبيعي أن تكون جاهزة لاستقبال الضيوف.

* ما يعيبه إلا جيبه:
والملاحظ أن شباب هذه الأيام ينطبق عليهم المثل القائل "اعور ويتنقور"، فإلى جانب انه عاطل عن العمل وبالكاد تزوج، بالكاد يقدر يفتح دكان مش بيت , يضع شروط ومواصفات لزوجة المستقبل لو صنعناها له صناعة ما نقدر، فالطول متر ونص والشعر ذهبي والبشرة مثل الحليب والخصر كقبضة اليد والفم خاتم والأسنان لول والآذان متوسطتان , والعينان واسعتان والرموش ضروري تكون طويلة والأنف مثل السيف وأصابع قدمها مش طوال , وأظافرها مش مربعات، وقائمة الشروط تطول وهو "يصرف المطر " وإذا قلت له يا رجال استحي شوف نفسك تشبه كعبول".
قال: أنا رجال والرجل ما يعيبه إلا جيبه.. والمشكلة حتى جيبه فاضي.
وبرأيي هذا القول لا يؤخذ به, ولا يعتمد عليه، فالرجل يعيبه قلة دينه, وسؤ أخلاقه.
وتقول صديقتي يسرى: لا يمكن أتزوج من رجل قبيح, لأن المرأة ستغطي قبح وجهها بالمكياج أما الرجل فكيف سيغطي ذلك, وكيف أتصبح وأتمسى على وجهه وتكره المرأة في الرجل صفتان هما :الجبن والبخل.
ورغم أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قال" إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" إلا أن الواقع المعاش يقول إذا أتاكم من ترضون ماله وجيبه فزوجوه.
إحدى صديقاتي تقدم لخطبتها رجل ذا دين وخلق ولكنها رفضته رغم التزامها بحجة لحيته الموزعة في وجهه بشكل لم يعجبها، ووافقت على شاب جميل وسيم,, جيبه دافئ,, لم تسأل عن دينه وخلقه فوقعت في حفرة لم تخرج منها حتى الآن وأظنها لم تذوق للسعادة طعم ولم تشعر أنها تزوجت أصلاً.

* إضاءة:
قال رجل للحسن: إن لي ابنة فمن ترى أن أزوجها له؟
قال: زوجها ممن يتقي الله عز وجل، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها.
وسلامتكم ولا جاكم شر..
أحلام القبيلي
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.