سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القباطي يتهم رؤساء المراكز ومدراء مكاتب التربية ولجنة الامتحانات بالمشاركة في جريمة الغش المنظم اعتبر نسبة النجاح للشهادة الثانوية مقياس للغش الموسع وحذر من كارثة قادمة..
اعتبر رئيس نقابة المهن التعليمية الأستاذ/ عبدالله القباطي نسبة نجاح الطلاب في شهادة الثانوية العامة لهذا العام والتي بلغت 82.45% بأنها تأتي نتيجة طبيعية لظاهرة الغش الجماعي المنظم داخل المراكز الامتحانية التي شهدتها البلاد أثناء عملية الامتحانات. وقال القباطي – في تصريح ل"أخبار اليوم": إن هذه النسبة العالية من نجاح الطلاب ونسبة المعدلات الكبيرة تعد لحقة للعام الماضي، مشيراً إلى أن عملية أداء الامتحانات شابها عدد من الاختلالات الجسيمة التي شهدتها البلاد لأول مرة، مثل التجمهرات بالقرب من المراكز واقتحامها، لافتاً إلى أن اللجنة العليا للامتحانات لم تتخذ أية إجراءات ضد المخالفات التي حدثت داخل المراكز الامتحانية. وأكد القباطي - خلال تصريحه- أنه يمكن أن نسبة النجاح في نتائج الشهادة الثانوية بقسميها العلمي والأدبي لا يمكن إطلاقاً أن تكون نتيجة تحصيل علمي للطلاب بقدر ما نتيجة لظاهرة الغش الجماعي التي شهدتها المراكز الامتحانية. وأضاف القباطي أن نسبة النجاح هذه - والتي تأتي نتيجة الغش الجماعي المنظم- يترتب عليها تهديد مستقبل البلاد ويقود الوطن إلى كارثة، حيث هناك طلاب لا يعرفون أبجديات الكتابة ويحصلون على معدلات كبيرة 70-80% وذلك سببه الغش – حسب تعبيره. وأشار إلى أنه تم استبدال دفاتر إجابة للطلاب وتم رفع وتحرير محاضر ولم يتم اتخاذ أية إجراءات حيالها. ونوه بأن نسبة الرسوب وهي 18% هم الطلاب الذين لم يتحصلوا على الغش أو ممن تم ضبطهم في المراكز الامتحانية فيما استفاد بقية الطلاب من الغش بشكل كبير – حد قوله. وقال إنه وللأسف فإن التربويين ساهموا في ظاهرة الغش بنسبة 80% من خلال الملاحظين داخل المراكز الامتحانية، حيث شاركوا في تقديم نماذج الإجابات للطلاب وفق الدفاتر والكتب، قاموا بإدخالها إلى المراكز الامتحانية، مستشهداً بما بثته إحدى القنوات التلفزيونية ونقلت الغش "مباشر" من داخل المراكز الامتحانية، فيما اللجنة لم تقف أمام مثل هذه الظاهرة. وأكد أن ظاهرة الغش انتشرت في معظم المحافظات، حيث الغش كان منظماً وعن طريق الملاحظين أنفسهم، منوهاً من تم الاستعانة بهم كمراقبين ليسوا معلمين وإنما طلاب وخريجو جامعات ومتطوعون، مؤكداً أن المراكز الامتحانية شهدت عملية فرض جباية على الطلاب وأخذ مبالغ مالية من أجل تسهيل عملية الغش، وأنه بعد ما تم عمل محاضر لأجل هذه الاختلالات رفعها إلى اللجنة العليا للامتحانات لم تقم اللجنة بعمل شيء حيالها. ولفت إلى أن عدم الوقوف أمام هذه الخروقات ووضع حد لها فإن الكارثة ستبقى مستمرة. وقال القباطي إن نتيجة العام الماضي للثانوية العامة كانت نتيجة سياسية، فيما نتيجة هذا العام جاءت كتحصيل للغش ومقياس لعملية الغش الموسع الذي حدث، حيث من قدم الامتحان هو المعلم ومن قام بحله هو المعلم أيضاً، متهماً رؤساء المراكز ومدراء مكاتب التربية بالمحافظات بأنهم شاركوا في جريمة الغش المنظم. وأشار إلى أنه لا يوجد تدخل من وزارة التربية والتعليم في رفع نسبة النجاح كما كان يحدث في السنوات السابقة وأن هذه النسبة الكبيرة كانت نتيجة محضة للغش المنظم، لافتاً إلى أنه لم يتم استبعاد الإجابات المتشابهة، وأنه لم يتم التعامل مع محاضر الغش، حيث يوجد كثير من المراكز إجابات متقاربة في دفاتر طلاب المركز نفسه. ودعا القباطي كل المسؤولين في التربية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام إلى مواجهة ظاهرة الغش كما حدث ذلك في مصر، وقارن بين مصر وما يحدث في اليمن، حيث التربويون أنفسهم ورجال الأمن والمجالس المحلية، الكل يعمل على تسهيل عملية الغش.