الحوثيون يفرضون حصاراً خانقاً ويشنّون حملات اختطاف في احدى قرى حجه    تاليسكا سيغيب عن نهائي كأس خادم الحرمين    كريستيانو رونالدو يتصدر قائمة فوربس للرياضيين الأعلى أجرا    النص الكامل وفيديو كلمة الرئيس العليمي في القمة العربية 33 بالبحرين    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تمييز وعنصرية.. اهتمام حوثي بالجرحى المنتمين للسلالة وترك الآخرين للموت    عبدالملك الحوثي يوجه دعوة لروسيا والصين ودولة عربية بخصوص عمليات البحر الأحمر!    موقف بطولي.. مواطنون يواجهون قياديًا حوثيًا ومسلحيه خلال محاولته نهب أرضية أحدهم.. ومشرف المليشيات يلوذ بالفرار    إصابة مواطن ونجله جراء انفجار مقذوف من مخلفات المليشيات شمال لحج    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    من يقتل شعب الجنوب اليوم لن يسلمه خارطة طريق غدآ    أسباب أزمة الخدمات في عدن... مالية أم سياسية؟؟!!    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    عاجل: قبائل همدان بصنعاء تنتفض ضد مليشيات الحوثي وتسيطر على أطقم ومعدات حوثية دخلت القبيلة "شاهد"    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    هل تتجه المنطقة نحو تصعيد عسكري جديد؟ كاتب صحفي يكشف ان اليمن مفتاح اللغز    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    تطور مفاجئ.. فريق سعودي يقدم عرضا ضخما لضم مبابي    اختتام البرنامج التدريبي لبناء قدرات الكوادر الشبابية في الحكومة    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    بمشاركة أهلي صنعاء.. تحديد موعد بطولة الأندية الخليجية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"نمبر 6" رمز المعاناة والتهميش

حزام عدن الأسود " نمبر 6" في قلب المحافظة.. بين مديريتي دار سعد والشيخ عثمان... حي سكني يعاني في صمت.. نظراً لانشغال ساكنيه بالبحث العسير عن لقمة العيش القليلة التي تسكت صراخ جوع أبنائهم.. وتحسين أوضاعهم الذي يرونه حلماً بعيد المنال..
حي " نمبر 6"، أحد الأحياء السكنية في قلب محافظة عدن، يشبه هذا الحي تجمعات أحياء الصفيح ويعاني سكانه من الفقر المدقع..
المتجول داخل هذا الحي يشاهد حقائق تشرئب لها الأعناق.. فمساكن الحي عبارة عن" أعرشه" طال عليها الزمن، المشاهد لها بأم عينيه يرى حجم معاناة سكان هذا الحي..
جولة قصيرة في أزقة الحي، توضح بجلاء حجم المأساة البادية على وجوه تختصر ملامحها أكثر من سؤال، والحال هناك يكفي عن السؤال.. ومع أنهم سئموا الحديث والبوح بأتراحهم لعجز المنابر الحرة – كما يقولون - عن إسماع صوتهم لمن يهمه الأمر فقد أبت صيحات أطفالهم وأنين جياعهم إلا أن تكون حافزاً للتعبير عما يختلج في نفوس أنهكها الجوع والمرض فيئست إلا من رحمة ربها..
منازل من كراتين
إنهم "الفقراء".. تكتشف معهم عالماً آخر, عالماً عجيباً.. إنهم جماعة بشرية من المهمشين "الأخدام" منذ القدم.. ربما لأن لون بشرتهم ظلمهم لحد ما.. توقفت الراية أمام تجمع لهم لنرى بدهشة تجعلنا نعود أدراجنا إلى الوراء.. سكنهم منعزل عن العامة.. يقطنه العديد من الأسر المهمشة أو “الأخدام” كما يُطلق عليهم في اليمن بيوت بلا أبواب ولا حجارة، أغلبها من عشش من الكراتين وألواح هشة ورقع قماشية. يتسولون ليعيشوا ويعملون في وظائف ومهن محتقرة ومحرومون من أبسط الحقوق الإنسانية..
يعيش أهالي هذا الحي في عشش من الصفيح وبيئة تحمل الأمراض والتلوث ولا توجد فيها الخدمات الرئيسية كشبكات المياه أو الصرف الصحي, كما أن مساكنهم غير صحية وضيقة ولا تحميهم من حر الشمس أو القطرات البسيطة المتساقطة من السماء ولا توجد فيها دورات مياه وتحيط بهم أكياس القمامة من كل جانب والمستنقعات الراكدة ولا يوجد فيها خدمات الكهرباء المنظمة ولكنها تتم بطريقة عشوائية وتعرض عدد منهم للخطر..
"أخبار اليوم"، وبعد جولات في الحي ولقاءات مع معيلي الأسر، تنقل حجم معاناة ساكني الحي وتضعها أمام المسئولين والمعنيين بالأمر علَّهم بعد قراءة هذه المعاناة يتذكرون ضمائرهم.. إلى النص:

"جاور الماء تعطش"
ومن بين تلك الأسر على سبيل المثال لا الحصرُ؛ السيدة المسنة التي انهك جسدها الشيب وظروف الحياة..
"سلام" فقدت الأمل في كل شيء، وكفرت بمشاريع ووعود سمعت بها كثيراً، ولذا فهي تنتظر الفرج من الله عسى ذلك يكون قريباً..
ترى "سلام" أن الأسعار ترتفع بشكل فاحش، وهو ما أصبح يثقل كاهل المواطن، وفي هذا الحي بالذات تتضاعف المعاناة وتزداد تعقيداً يوماً بعد يوم.
عجوز أخر يدعى "حزام" باشر حديثه بالقول " جينا أيام الأزمة وكانت هذه الأرض "سول" كما يقصد أشجار كثيفه وقمنا بتقطيعها وكل واحد أخذ له بقعة أرض وأخذنا الواح وكراتين نستتر بها وسكنا.. وأيضاً نفعل حفر بسيطة ونتبول فيها وسط العشة وبالكاد تصير ثلاث أو اربع حفر في حوش العشة ".
وعن التواضع وروح التجاور والمحبة والمساعدة يلحق قائلاً "الأغنياء هنا مثل الذي قال (جاور الماء تعطش) لا نريد مساعداتهم أبداً مستجوباً على كلامه "نريد أن نسكه من شرهم لقد أخرجوا الكثير منا وبسطوا على الأرض "..
استغلوا فقرهم كانوا يعطوهم من (5000) الف ريال ويطردوهم من عششهم أيام المحافظ طه غانم وبدل أن تكون العشة لأسرة واحده تصير بداخلها اربع اسر.
ويستدرك "حزام" :لم ينظر إلينا أحد إلا أيام الانتخابات يسحبونا لننتخب ويعطوا لنا الكثير من الوعود لكنهم لم يوفوا بوعودهم قط..
"غني مع أصنج"
المواطن عبدالله محمد الذي يعمل سائق شاحنة في الحديدة " تمنينا لو كانت عششنا حتى "خيم" لكنها كراتين وبعض الملابس والبطانيات التي قد هدها الشمس, لاتقينا من حر الشمس ولا من المطر"..
وتداخل عبدالله في حديثه عن الصرف الصحي والكهرباء لديهم مشيراً بيده الى إطارات تالفة لحراثات وهي متفرقه امام كل باب عشة وذكر ان هذه الإطارات هي "البلاعة" الراقية لمستواهم, مضيفاً "نحن على هذا الحال منذ عام 90 مهمشين لا تخطيط لا نظر لحالنا ولا أي اهتمام فحسبنا الله".
واستعطف عبدالله في الحديث عن إمكانية البعض في بناء غرفة بسيطة هامساً بحزن " نحن نخاف نبني غرفه ونخسر فيها حوالي "خمسين الف" أو "مئة الف" وبالأخير يجوا يقشعوا بنا نحنا وغرفنا ويطردونا.. ما به إلا نقبل بالحاصل ونرضى بالمكتوب".
وبالنسبة لشكواهم للحكومة أهترا بقوله" لقد رفعنا العديد من المرات ولدينا كم هائل من الأوراق التي نعامل بها عند المحافظ ونقدمها لمصلحة الأراضي والعديد ممن يهمهم الأمر وقد طلعنا أن هذه الأراضي ملك للدولة لكن الدولة "غني مع أصنج لا يفيدك ولا غنائك له بيفيده".
وضج حديث الكثير من ساكني الحي بأن هناك متنفذين كُثر يطردوهم استغلالاً لضعفهم ويبسطوا على الأرض لكونها ليست ملكهم وإنما ملك للدولة..
ودعا أهالي الحي، كل من يهمهم الأمر، وخاصة المنتخبين المحليين ومن لهم الأولوية بالتدخل الفوري وأيضاً أصحاب الأيادي البيضاء في فعل الخير، وتقديم ما امكن من الدعم المادي والمعنوي لهم ولأسرهم وإنقاذهم من هؤلاء المتنفذين الذين لا يخافون الله وإنقاذهم من بين مخالب الفقر والجوع..
هذا المركز لخدمة المواطنين
مدير المركز الصحي التابع للمحاريق محمد جار الله سيف والقريب لهذه الأحياء المهمشة تحدث إلينا قائلا" هذا المركز تم تأسيسه من قبل المجلس المحلي وتم افتتاحه بداية هذا الشهر الجاري, وتم توفير الأثاث والأجهزة كاملة فيه , والأن بدأنا بمتابعة توفير الطاقم لأنه يوجد نقص من ممرضين وأطباء وفنيين و غير ذلك ونحن نسعى بالتعاون مع مدير المديرية وان شاء الله يكون خيراً ".
وأردف جار الله بقوله " افتتح هذا المركز لخدمة المواطنين لكونه مركز حكومي لمساعدتهم مجاناً .. عدا الرسوم الرمزية المعرفة في كل مجمع حكومي , "مئة ريال " معاينة "وخمس مئة ريال" فحوصات".
وبالنسبة لتوفير للعلاجات قال جار الله: سجلنا طلبية سريعة من العلاجات وقدمنا مذكرة لمكتب الصحة وحولونا إلى المستودعات ومن ثم إلى صنعاء لاعتماد أدوية المركز.. ونحن ساعين بقصار جهدنا إلى كل الحلول الموصلة لسلامة المواطن"
وطالب جار الله منظمات الصحة العالمية النزول إلى المنطقة لكونها فقيرة وفي أمس الحاجة لمد لها يد العون .. وأيضاً أصحاب الخير لرسم الفرحة والبسمة على هؤلاء المواطنين.
دراسات
تمثل الأوضاع المعيشية في الأحياء العشوائية أسوأ مظاهر الفقر في المدن إذ يواجه الأفراد والمجتمعات المحلية بالأحياء العشوائية تحديات خطيرة في نضالهم للبقاء ويحرم القصور الشديد في إمكانية الحصول على المياه وخدمات الصرف الصحي والمأوى والرعاية الصحية والتعليم ومن بعض أهم المتطلبات الإنسانية الأساسية وعلاوة على ذلك، غالباً ما تظل حياة سكان العشوائيات مهددة بالأمراض والتعرض لتلوث الهواء داخل خيمهم..
الحكومات وأصحاب المصالح من القطاع الخاص والصفوة غالباً ما يحملون قدراً من العدائية والقسوة في تطبيق سياساتهم وسلوكياتهم ومعاملتهم إزاء تلك الفئات الضعيفة.. ويبقى هدم الأحياء العشوائية والإخلاء القسري من الممارسات المنتشرة على نطاق واسع ووفقاً لتقديرات المركز المعني بحقوق الإسكان وحالات الإخلاء تبين أنه يتم إخلاء خمسة ملايين شخص قسرياً على الأقل كل عام على مستوى العالم. ولا يشكل تدمير الأحياء العشوائية ضربة مدمرة لأصول هؤلاء الأفراد الاقتصادية والاجتماعية فحسب، بل صدمة نفسية شديدة القوة أيضاً لروحهم المعنوية..
وتعبر الأحياء العشوائية من ناحية عن الفقر الشديد والأطر التنظيمية غير الواقعية والسياسات غير المدروسة وعدم كفاية التخطيط الحضري والقدرة المؤسسية الضعيفة ومشاكل الاقتصاد الكلي الأكبر نطاقاً ولكنها تشهد من الناحية الأخرى براعة الابتكار والمرونة التي استطاع التوصل إليها والتعايش معها تلك الفئات الأشد حرماناً من أجل التصدي لهذه التحديات بالغة الصعوبة.
وتشكل الأوضاع المعيشية في الأحياء العشوائية مشكلة ضخمة ومتنامية حيث تهدد، في واقع الأمر، صحة ورفاهة مئات الملايين من البشر في شتى أنحاء العالم ويتزايد التوسع في البلدان النامية بمعدلات لا مثيل لها،
يواجه سكان العشوائيات تحديات لا حصر لها، ويعزز الكثير من تلك المساوئ بعضها بعضاً مما يخلق حلقة مفرغة ومع ذلك، غالباً ما يكون سكان العشوائيات واسعي الحيلة بشكل مبهر في سعيهم للتصدي لمثل تلك الظروف السلبية
ويسهم سكان العشوائيات مساهمات كبيرة في اقتصاد المدن، ولا يستطيع الكثير من البلدات والمدن مواصلة العمل بفعالية من دونهم. وتمثل سبل العمل الناجحة تجاه الأحياء العشوائية فرصة عظيمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية فيمكن أن تحسن المبادرات المبنية على أساس هذه السبل من الأحوال المعيشية لملايين المواطنين وتتيح لهم المساهمة في الاقتصاد على صعيد المدن والصعيد الوطني.
مسألة الزواج
ويعتبر الزواج مسألة سهلة عند هذه الفئة من الناحية المالية ومن حيث متطلبات الزواج، لذلك فان تعدد الزوجات منتشر برغم عدم كفاءة الرجل على الإنفاق عليهن وكذلك الزواج المبكر دون 18 عاماً الذي يمثل انتهاكاً لحقوق الطفولة وتسود بينهم في علاقاتهم الأسرية ظواهر العنف الرجال ضد النساء والآباء ضد الأبناء والعنف يمارس ضدهم أيضاً من الفئات الأخرى في المجتمع، والمرأة مهملة تماماً بينهم وليس لديها أي حقوق، بالرغم من أنها تساعد الرجل في التسول من أجل الحصول على الغذاء...
كما أن الزواج يتم بين أفراد هذه الفئة فقط دون الفئات الاجتماعية الأخرى لا يزوجونهم ولا يتزوجون منهم، وتزيد لديهم نسبة الإنجاب حيث تعتقد اسر فئة المهمشون إن الزواج يجلب المزيد من الأطفال الذين سيعملون إجبارا لجلب لقمة العيش والتي عادة ما يأتون بها من التسول أو الأعمال الأخرى العمل في المنازل والجزارة وتنظيف الشوارع والمجاري ومنهم في السلك العسكري وأحيانا في الرقص والمزمار وبيع مخلفات المواد المعدنية..
حلول ومعالجات
إن وجود فئة فقيرة في مجتمع ما يعتبر من الحالات الطبيعية التي تستدعي أن يتم معالجتها ولا يتم ذلك إلا من خلال دراسة جذور الخلل التي تقف وراء هذه الظاهرة.. والتي منها :
أولا :تفاوت الفرص الوظيفية: بمعنى أن هناك فئة تتاح لها فرص العمل أكثر من غيرها حسب النطاق الجغرافي وبحكم فقره لا يستطيع التنقل للبحث عن الوظائف وإن وجدت فالراتب لا يغطي مصاريف تنقله والحل مضاعف للمشكلة!
ثانيا : تفاوت المستوى التعليمي: يرتبط الفقر في كثير من الأحيان بتراجع المستوى العلمي،
ثالثا : وجود خلل في التوزيع: فالفقر في المجتمعات يأتي لسوء في توزيع الثروات الطبيعية ويظهر هذا الخلل من أن تركيز الخدمات الصحية والعلمية والسياحية والصناعية في المدن على حساب الأرياف والقرى يجعل من الطبيعي أن تتركز الثروات والخدمات والمشاريع في المراكز لينتج هذا الخلل فتظهر حالات الفقر. وما دام لدينا فقراء وأحياء فقيرة وعوائل ذات مستوى خط الفقر وأقل من خط الفقر ونحن مجتمع إسلامي غني في الثروات الطبيعية، يعني إن هناك مشكلة موجودة تتجلى في العديد من الظواهر التي تعود لعامل الفقر وشيوع حالات متفاوتة، وغالبا الفقر يصاحب الجريمة والرغبة في الانتقام خصوصا من الفئات الأعلى دخلا والأفضل مستوى من الناحية المادية فتظهر حالات السرقة (بدافع الفقر) والاعتداء والتحرش وطرق الغش والتسول والتزوير وهذا خطر يهدد البقية.
كتلة انتخابية مسلوبة الإرادة
من يمتلك بطاقة انتخابية يمكن الحصول على بطاقة شخصية بسهولة, عدا المهمشين يستثنون من هذه السهولة التي نسمعها، فهم وإن حصلوا على الانتخابية، يواجهون الصعوبة ذاتها بالنسبة للشخصية والعائلية وجواز السفر.. إلخ ولابد بأن تكون هذه قضية محورية بالنسبة للمهمشين والنضال من أجلها.
المهمشون محرومون من نيل البطاقات الشخصية لكنهم يحصلون على "الانتخابية" كونهم كتلة انتخابية مسلوبة الإرادة هنا تكمن المفارقة العجيبة المهمشين (الاخدام) يحصلون على بطاقات انتخابية بسهولة فائقة.. ذلك أنهم يشكلون كتلة انتخابية حاسمة وحسب الإحصائيات الخاصة بالمهمشين، فإن اكبر أثنية في اليمن هم الاخدام إذ يبلغ عددهم حوالي 4 ملايين نسمة، وهنا في عدن يشكلون 75% من سكان الشيخ عثمان ودار سعد هم من المهمشين، اذاً فالسلطة تحتاج إلى الاخدام كصوت انتخابي غالباً ما يكون لصالحها، بالتعدي على خياراتهم وإكراههم لان معظم الأخدام لا يملكون حرية الاختيار نظراً لمواقفهم النفسية السليبة تجاه ذواتهم.
المعنى الحقيقي لمفهوم المهمشين
إن مصطلح المهمشين يشير إلى تلك الفئة الاجتماعية التي لم تسمح لها قدراتها ومواقفها النفسية السلبية تجاه ذاتها من المشاركة الفعالة في إدارة موارد المجتمع وبلوغ مواقع القرار السياسي.
لفظ "المهمشين".. هو عبارة عن توصيفة لا تعني فئة من يسمونهم بال"لاخدام "فقط، ولكنها قد تكون توصيفاً أو تصنيفاً لفئات اجتماعية أخرى فقدت شروط الهوية الاجتماعية العليا، وهو ما يسعى الناشطون الحقوقيون في قضايا المهمشين من اجل إعادته لهذه الفئات نحو تمكينها من حقوقها الإنسانية المنتهكة بدمجها في المجتمع.
المنظمات توجه دعمها للجمعيات الكبيرة
حسب حديثهم" فإن المنظمات الدولية " لا تساعد جمعيات المهمشين على تجاوز قصورها الذاتي كالتأهيل والتدريب ودعم بناها التحتية" وهذه الجمعيات تواجه صعوبة في إعداد المشاريع بالمعايير المطلوبة لدى المنظمات الدولية جراء ضعف كادرها البشري وتدني مستويات فهمه لطبيعة العمل المدني الذي تستهدفه تلك المنظمات.
ومع أن جمعيات المهمشين هي احدى أدوات التحول الاجتماعي والاقتصادي والتنموي، لهذه الفئة، إلا أن المنظمات الدولية كالبنك الدولي، اليونسف، ومنظمات رعاية الأطفال، وصندوق الأمم المتحدة للسكان فضلاً عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، تتجاهل مشاريع تلك الجمعيات وتوجه دعمها للجمعيات الكبيرة التي لا تنطلق من أوساط المهمشين، ولا تعبر عنهم.
جمعياتهم تميزهم
يمتاز المهمشون في عدن بوفرة الجمعيات المستعدة لتبني قضاياهم، حيث لا يخلو حي من أحيائهم الفقيرة من واحدة منها على الأقل، وإلى جانب جمعية "الأمل" هناك عدد من الجمعيات أهمها، جمعية شباب الأحياء الشعبية في حي الممدارة بالشيخ عثمان، وجمعية أبناء الشرقية، بدار سعد، وجمعية التحالف في كريتر فضلاً عن جمعيات تبدو متخصصة منها مثلاً، نادي شباب البيئة.
في ظل تراجع حضور الدولة، وتدخلاتها في معالجة قضايا المهمشين باختلافها هناك، كان يجب دعم هذه الجمعيات التي يفترض بها ملء الفراغ الذي خلفه انسحاب الدولة، إن "تدخلات المجالس المحلية وعقال الحارات لا تبدو مساندة لمناشط هذه الجمعيات التي تعاني من ضعف شديد في بناها التحتية، فيما لايزال البعض منها يناضل من أجل الحصول على تراخيص", ومع أن عدد من هذه الجمعيات تعمل في مناهضة العنف والإرهاب، وإعلاء ثقافة حقوق الإنسان والديمقراطية، فضلاً عن التنمية والأعمال الخيرية، إلا أن قادتها ومعظمهم من الشباب يجمعون على أن النشاط في أوساط المهمشين، يواجه صعوبات كثيرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.